الصورة: lama_jamous9/Instagram
ترتدي أصغر صحفية في غزة سترة صحفية وخوذة، ولديها أجندة رئيسية واحدة: إيصال أصوات الأطفال الفلسطينيين إلى العالم.
تعرف على لمى أحمد أبو جاموس، صانعة المحتوى من غزة البالغة من العمر 9 سنوات، والتي تقف شامخة بين العديد من الشجعان الذين برزوا كصحفيين في القطاع الذي مزقته الحرب بعد 7 أكتوبر. مع أكثر من 600 ألف متابع على إنستغرام، أصبحت لمى بسرعة وجه الأطفال الفلسطينيين، مما يمنحهم منصة للتعبير عن مظالمهم وسط الحرب.
“يجب على العالم أن يسمع أصوات أطفال فلسطين: المعذبين، والجوعى، والجفاف، والنازحين. وعلى الرغم من كل ما مروا به، إلا أن روحهم رائعة.
كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.
التقطت المراسلة الشابة، التي تتحدث العربية، هاتفًا محمولاً في الأيام الأولى للحرب، وبتشجيع من عائلتها، بدأت في تقديم التقارير بنشاط من على الأرض. اضطرت لمى إلى الفرار من منزلها وسط الغارات الجوية الإسرائيلية، ووجدت ملجأً في البداية في خان يونس، ثم نزحت لاحقًا إلى رفح.
نظرًا لثقتها وشغفها بمهمتها، فازت لمى بآلاف القلوب على مدار ثلاثة أشهر، وهي تتجول بحثًا عن القصص التي يحتاج العالم إلى معرفتها.
سواء كان الأمر يتعلق بتأثير الأمطار على غزة، أو الغارات الجوية في خان يونس، أو المقابلات مع الأطباء والصحفيين، فإن منشورات الفتاة الصغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تستمر في توثيق معاناة شعبها. حصلت مقابلتها مع الصحفيين “عم” وائل الدحدوح و”عمتي” بيسان على أكثر من 500 ألف و163 ألف إعجاب على التوالي (في وقت كتابة هذا التقرير).
“مراسلي الصغير المفضل (ourite)! أحبك يا حلوة لاما! “الله يحفظك دائمًا”، علق أحد المتابعين على منشور يحمل رسائل من سكان غزة الذين أجرت لمى مقابلات معهم.
وعلق متابع آخر: “أنت صحفية رائعة. تخيل كل الأشياء التي ستحققها أثناء نموك. لا يمكننا الانتظار لرؤيتك تتألق.”
وبينما يتدفق الحب على المراسل الشاب، أعرب مستخدمي إنستغرام أيضًا عن صدمتهم عندما وجدوا طفلاً لا يتجاوز عمره التاسعة يضطر إلى توثيق القصص المأساوية والمروعة من غزة.
“لن نغفر لنا أبداً أن نجعل طفلة تحكي لنا عن مقتل شعبها. لمى، أتمنى أن تتمكني من اللعب في يوم من الأيام، وأن تكوني خالية من الهموم. لقد سرق العالم منك طفولتك، وأنا آسف جدًا”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنه على مدار ما يقرب من ثلاثة أشهر، بلغ إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين المسجلين 22438، أي ما يقرب من 1 في المائة من سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وثلثاهم من النساء والأطفال.
ووفقا للأونروا، فقد تم “تهجير قسرا” لنحو 90% من سكان غزة.
هناك خطر كبير لتفشي الأمراض المعدية، وقد تم تسجيل العديد من حالات التهاب السحايا والطفح الجلدي وجدري الماء وغيرها من الأمراض. ويشير حساب الأونروا X كذلك إلى “معدلات مثيرة للقلق من التهابات الجهاز التنفسي والإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة”.
وللعالم رسالة واحدة فقط: “أوقفوا هذه الحرب ضدنا. نريد أن تنتهي. تمامًا مثل الأطفال الآخرين، نريد أن نعيش بحرية، نريد أن نحصل على الحرية. عندما كنت طفلاً، أريد أن أجعل صوتي مسموعا”.