قال الجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة نفذت ضربة جديدة يوم السبت على هدف للمتمردين الحوثيين في اليمن، بعد أن حذر المتمردون المدعومين من إيران من شن المزيد من الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
وجاء الهجوم على موقع رادار تابع للحوثيين بعد يوم من قيام القوات الأمريكية والبريطانية بقصف عشرات الأهداف في جميع أنحاء البلاد، مما زاد المخاوف من أن الحرب الإسرائيلية مع حركة حماس الفلسطينية قد تمتد إلى المنطقة الأوسع.
وتصاعدت أعمال العنف بين الجماعات المتحالفة مع إيران في اليمن ولبنان والعراق وسوريا منذ بدء الحرب في غزة في أوائل أكتوبر.
ونفذ الحوثيون، الذين يقولون إنهم يتصرفون تضامنا مع غزة، عددا متزايدا من الهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات بدون طيار على طريق التجارة الدولية الرئيسي في البحر الأحمر. ويقولون إنهم يستهدفون الشحن المرتبط بإسرائيل
ويمر نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية عادة عبر مضيق باب المندب، وهو مدخل البحر الأحمر بين جنوب غرب اليمن وجيبوتي.
ولكن منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، أثرت هجمات المتمردين على التدفقات التجارية في حين أن ضغوط العرض بدأت بالفعل في فرض ضغوط تصاعدية على التضخم على مستوى العالم.
وجاءت هجمات الحوثيين في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، والذي أشعل شرارة الحرب التي لا تزال مشتعلة في قطاع غزة المحاصر.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن ضربة يوم السبت كانت “عملا متابعة على هدف عسكري محدد” يتعلق بضربات اليوم السابق.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية للحوثيين قالت في وقت سابق إن قاعدة الديلمي الجوية في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون تعرضت للقصف في أحدث قصف.
وقالت بريطانيا والولايات المتحدة وثمانية حلفاء إن الضربات التي نفذت يوم الجمعة تهدف إلى “تهدئة التوترات”، لكن الحوثيين تعهدوا بمواصلة هجماتهم.
وقال محللون إن الضربات الغربية من غير المرجح أن توقف المتمردين.
وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن هذه الإجراءات “ستقلل من التهديد الحوثي للشحن البحري، لكنها لن تنهيه”.
صمد الحوثيون أمام آلاف الغارات الجوية أثناء قتالهم للتحالف الذي تقوده السعودية لأكثر من سبع سنوات. وخاضوا في وقت سابق ستة حروب ضد الحكومة اليمنية بين عامي 2004 و2010.
وقال المجلس السياسي الأعلى للمتمردين إن “جميع المصالح الأمريكية البريطانية أصبحت أهدافا مشروعة” بعد الضربات.
وقال حسين العزي، نائب وزير خارجية الحوثيين، إن الولايات المتحدة وبريطانيا “سيتعين عليهما الاستعداد لدفع ثمن باهظ”.
ويسيطر المتمردون على جزء كبير من اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2014، وهم جزء من “محور المقاومة” المتحالف مع إيران ضد إسرائيل وحلفائها.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا جميع الأطراف إلى “عدم التصعيد” من أجل السلام والاستقرار الإقليميين.
– قلق إقليمي –
وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا بشأن الضربات الجمعة، بعد أيام من تبني قرار يطالب الحوثيين بالوقف الفوري لهجماتهم على السفن.
وفي الاجتماع، حذرت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد من أنه لا توجد سفينة في مأمن من التهديد الحوثي في البحر الأحمر.
وأدان السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا “العدوان المسلح الصارخ” ضد جميع سكان البلاد.
وأعلنت واشنطن الشهر الماضي عن مبادرة للأمن البحري، تحت عنوان “عملية حارس الازدهار”، لحماية حركة المرور البحرية في المنطقة، لكن الحوثيين واصلوا هجماتهم على الرغم من عدة تحذيرات.
وقال الجنرال الأمريكي دوجلاس سيمز إن الولايات المتحدة وبريطانيا استهدفتا بضربات يوم الجمعة نحو 30 موقعا باستخدام أكثر من 150 ذخيرة، محدثا أرقاما سابقة.
وقال الرئيس جو بايدن إنه لا يعتقد أن هناك ضحايا من المدنيين.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع إن الغارات “أدت إلى مقتل خمسة شهداء” وإصابة ستة متمردين.
ووصف بايدن الضربات بأنها “عمل دفاعي” ناجح بعد الهجمات “غير المسبوقة” في البحر الأحمر، وقال إنه سيتحرك مرة أخرى إذا واصل الحوثيون “سلوكهم الفظيع”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن انتهاك الحوثيين للقانون الدولي يبرر “الإشارة القوية” التي وصفها بـ”المتناسبة”.
لكن ناصر كناني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال إن الضربات الغربية ستؤدي إلى “انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة” بينما ” تصرف” الانتباه عن غزة.
وأطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً واحداً على الأقل مضاداً للسفن رداً على ذلك يوم الجمعة، لكنه لم يسبب أي أضرار، بحسب سيمز.
وقالت واشنطن إنها لا تسعى إلى صراع مع إيران، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لشبكة MSNBC إنه “لا يوجد سبب” للتصعيد.
وأعرب زعماء الشرق الأوسط عن قلقهم، حيث وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضربات على اليمن بأنها غير متناسبة، وقال: “يبدو الأمر كما لو أنهم يطمحون إلى تحويل البحر الأحمر إلى حمام دم”.
وقالت السعودية إنها “تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية” ودعت إلى “ضبط النفس وتجنب التصعيد”.
وتحاول المملكة إخراج نفسها من حربها التي استمرت تسع سنوات مع الحوثيين، على الرغم من توقف القتال إلى حد كبير منذ الهدنة في أوائل عام 2022.
– التكلفة الاقتصادية –
وقالت حماس إنها ستحمل بريطانيا والولايات المتحدة “مسؤولية التداعيات على الأمن الإقليمي”.
ومع ذلك، قلل فابيان هينز، زميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، من خطر التصعيد، “حيث أن اللاعبين الكبار مثل إيران حريصون على تجنب حرب إقليمية”.
وارتفعت أسعار النفط أربعة بالمئة الجمعة وسط مخاوف من تصعيد قبل أن تتراجع.
وأصبحت شركة تورم الدنماركية يوم الجمعة أحدث شركة ناقلات توقف العبور عبر البحر الأحمر.
نصحت مجموعة Dryad Global، وهي مجموعة مخاطر الأمن البحري، عملائها بتعليق عمليات البحر الأحمر لمدة 72 ساعة، مشيرة إلى التهديد بالانتقام الحوثي.
أفاد مراسل وكالة فرانس برس أن مئات الآلاف من الأشخاص، بعضهم يحمل بنادق كلاشنيكوف، تجمعوا في العاصمة اليمنية صنعاء الجمعة للاحتجاج، ولوح العديد منهم بالأعلام اليمنية والفلسطينية.
وهتفوا “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل”.
وفي طهران، تظاهر المئات ضد الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وأحرقوا أعلام الدول الثلاث خارج سفارة المملكة المتحدة بينما أعربوا عن دعمهم لسكان غزة واليمنيين، حسبما شاهد مراسل وكالة فرانس برس.
وفي مدينة غزة، أشاد بعض الفلسطينيين بدعم الحوثيين وأدانوا بريطانيا والولايات المتحدة.
وقال فؤاد الغلايني، وهو واحد من مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين شردهم القصف الإسرائيلي للقطاع المحاصر: “لا أحد يقف معنا سوى اليمن”.
بور-مكا-it/ami
