مع عزف النشيد الوطني الفلسطيني قبل المباراة الافتتاحية لكأس آسيا ضد إيران، تحولت أفكار المدافع محمد صالح إلى حياته في غزة وعائلته المحاصرة تحت القصف الإسرائيلي.
ولم يسمع صالح شيئًا عن عائلته منذ يومين عندما نزل إلى الملعب في استاد المدينة التعليمية بالدوحة يوم الأحد أمام 27619 مشجعًا.
وقال لوكالة فرانس برس بعد المباراة “إنهم يعيشون في خيمة على أرض مفتوحة… كان الله في عونهم”، موضحا أن منزله في مدينة غزة دمر واضطرت عائلته للتنقل من منزل إلى منزل خلال أكثر من 100 يوم من القتال. في الأراضي الفلسطينية.
وقبل أيام من بدء البطولة في قطر، أُبلغ صالح بأن عمه وخالته وأطفالهما قتلوا في الصراع.
وقال صالح (30 عاما) “اليوم تتعرض عائلتي لحرب إبادة”.
واندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما شن مسلحو حماس هجوما في إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1140 شخصا واختطاف حوالي 250 آخرين، ما زال 132 منهم في غزة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس وشنت هجوما عسكريا متواصلا على غزة أدى إلى مقتل أكثر من 24 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
– “لكل الفلسطينيين” –
وقال صالح: “نحن نلعب كرة القدم من أجلهم… من أجل غزة… من أجل قضيتنا”.
وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب لوكالة فرانس برس إن الحرب ستؤثر حتما على اللاعبين.
وأضاف: “هناك لاعبين استشهدت أسرهم أثناء تواجدهم في المخيم، لكننا مناضلون وهذه هي الروح الفلسطينية المحملة بالوطنية”.
وقال: “هذا الفريق هو أنبل رمز لهويتنا الوطنية، وهذا الفريق لكل الفلسطينيين”.
وكان الصراع الدموي – الذي أدى إلى حدوث كارثة إنسانية لسكان غزة المحاصرين البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وحول معظم الأراضي إلى أنقاض – يلوح في الأفق بشكل كبير على مباراة الأحد.
بدأت المباراة بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح ضحايا الحرب الفلسطينيين، وسط حضور مشجعين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه ملفوفين بالأعلام الفلسطينية والأوشحة بالكوفية باللونين الأبيض والأسود.
وانفجر الملعب عندما سجلت فلسطين هدفها الوحيد في المباراة قبل نهاية الشوط الأول.
وواصلت إيران، التي تعد من بين المرشحين للفوز بالبطولة الآسيوية، الفوز على فلسطين 4-1.
وقاد المشجعون الإيرانيون هتافات “فلسطين حرة” و”الموت لإسرائيل” من المدرجات.
مسح صالح الدموع من عينيه عندما تذكر فرصة النصر الضائعة التي كان من الممكن أن تضفي بعض البهجة على أطفال فلسطين.
وقال صالح: “نقول للأطفال: آسف، آسف للهزيمة”.
– “العب من أجل الفوز” –
واضطر المنتخب الفلسطيني للعب والتدريب في الخارج في الفترة التي سبقت كأس آسيا للمرة الثالثة.
وقال صالح إنه رغم بعده عن الصراع، فإنه يعرف جيدا المخاطر التي يواجهها الفلسطينيون، بعد أن عاشوا صراعات غزة في الأعوام 2008 و2012 و2014.
وقال: “كان بيننا وبين الموت شعرة”.
لاعب كرة القدم الغزاوي، الذي لعب لسلسلة من الأندية في مصر، آخرها نادي الاتحاد السكندري، تعلم اللعبة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن ملعب اليرموك، الذي لعب فيه في مدينة غزة، “تحول إلى مخيم لعائلات أحبائنا”.
وقال صالح إن تركيز فلسطين سيتحول الآن إلى مباراتهم القادمة ضد الإمارات العربية المتحدة.
وقال: «الفوز على الإمارات سيكون مفتاح التأهل، وسنلعب من أجل الفوز ونهديه للشهداء».
وأضاف: «أمام إيران.. بدأنا بخطأ، وكل ما علينا فعله هو الفوز، وبإذن الله سنتأهل».
وقال صالح إن فريقه حظي بدعم دولي في الملعب يوم الأحد.
وقال إن “فلسطين بحاجة إلى الجميع.. وعلى كل إنسان يتمتع بالإنسانية أن يظل داعما للقضية الفلسطينية”.
