بغداد –
وأثار الهجوم الإيراني على مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق شبه المستقل إدانات من العراق وعدد من الدول الغربية.
ومع تصاعد التوترات، ألغى رئيس الوزراء الكردي العراقي مسرور بارزاني اجتماعا مع وزير الخارجية الإيراني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا احتجاجا على الضربات، حسبما أفاد مصدر يوم الأربعاء.
وأدت الضربات الإيرانية إلى خلاف دبلوماسي نادر مع الحكومة العراقية، حيث تقدمت بغداد بشكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن “العدوان” الإيراني.
وردا على الهجوم، استدعى العراق أيضا سفيره من طهران لمناقشة التطورات، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قوله إن الضربة الإيرانية كانت “عدوانًا واضحًا” على العراق وتطورًا خطيرًا يقوض العلاقات الثنائية القوية.
وأضاف السوداني أن الحكومة تحتفظ بحقها في اتخاذ أي إجراءات دبلوماسية وقانونية تسمح بها سيادتها.
وزاد نفوذ طهران في العراق منذ أطاحت الولايات المتحدة بالرئيس السابق صدام حسين في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003، خاصة بين الفصائل الشيعية، في حين كان الأكراد تقليديا أقرب إلى الغرب.
وقد وصل السوداني، وهو شيعي، إلى السلطة بدعم من بعض الفصائل الموالية لإيران، لكنه حرص على إظهار معارضة حكومته لأي انتهاك لسيادة العراق.
وبعد الضربات، قال الحرس الثوري الإيراني إنه هاجم “مقر التجسس” الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، في وقت متأخر من مساء الاثنين.
وأدان العراق “العدوان” الذي أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين في المناطق السكنية، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية.
كما أدان رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني الهجوم ووصفه بأنه “جريمة ضد الشعب الكردي”.
وقال مجلس الأمن التابع لحكومة كردستان إن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب ستة آخرون في الغارات.
قالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن رجل الأعمال الكردي المليونير بشراو دزيي وعدد من أفراد عائلته كانوا من بين القتلى عندما سقط صاروخ واحد على الأقل على منزلهم.
وكان دزيي، الذي كان مقرباً من عشيرة البارزاني الحاكمة، يمتلك شركات قادت مشاريع عقارية كبرى في كردستان.
وقالت المصادر الأمنية إنه بالإضافة إلى ذلك سقط صاروخ على منزل مسؤول كبير بالمخابرات الكردية وآخر على مركز للمخابرات الكردية بينما توقفت الحركة الجوية في مطار أربيل.
كما تدفقت الإدانات للهجوم الإيراني من عدد من الدول الغربية، حيث اتهمت فرنسا إيران بانتهاك سيادة العراق.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن “مثل هذه الأعمال تمثل انتهاكات صارخة وغير مقبولة ومثيرة للقلق لسيادة العراق واعتداء على استقراره وأمنه وكذلك على استقرار كردستان داخله”.
إنها تساهم في تصعيد التوترات الإقليمية ويجب أن تتوقف”.
كما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية الهجوم.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميللر: “نحن نعارض الضربات الصاروخية الإيرانية المتهورة، التي تقوض استقرار العراق”.
وقال في بيان: “نحن ندعم جهود حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان لتلبية تطلعات الشعب العراقي”.
وقال مسؤولان أمريكيان يوم الاثنين إن الضربات لم تصب أي منشآت أمريكية ولم تقع إصابات في صفوف الأمريكيين.
كما أدان البابا فرانسيس الهجوم الصاروخي الإيراني وحث جميع الأطراف على تجنب تصعيد الصراعات في الشرق الأوسط.
وعمقت الضربة المخاوف بشأن تفاقم عدم الاستقرار في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، مع دخول حلفاء إيران أيضا في المعركة من لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وقال فرانسيس خلال كلمته الأسبوعية في الفاتيكان: “أعرب عن قربي وتضامني مع الضحايا، جميعهم مدنيون، جراء الهجوم الصاروخي الذي أصاب منطقة حضرية في أربيل، عاصمة منطقة كردستان العراق المتمتعة بالحكم الذاتي”.
“العلاقات الطيبة بين الجيران لا تبنى بأعمال متشابهة، بل بالحوار والتعاون. وأضاف: “أطلب من الجميع تجنب أي خطوة من شأنها تأجيج التوتر في الشرق الأوسط وسيناريوهات الحرب الأخرى”.
ودعا البابا إلى الصلاة من أجل “ضحايا الحرب الكثيرين”، مشيرًا على وجه التحديد إلى أوكرانيا وغزة والأراضي الفلسطينية الأخرى وإسرائيل.
