قالت قطر الوسيط إن أدوية للرهائن ومساعدات جديدة للمدنيين دخلت يوم الأربعاء إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب بموجب اتفاق تم التوصل إليه حديثا في حين كثفت إسرائيل ضرباتها على جنوب الأراضي الفلسطينية.
واجتاح القتال قطاع غزة منذ الهجمات غير المسبوقة التي شنتها حماس على اسرائيل في 7 تشرين الاول/اكتوبر والتي اسفرت عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام اسرائيلية رسمية.
وقتل ما لا يقل عن 24448 فلسطينيا، حوالي 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال الصغار والمراهقين، في القصف الإسرائيلي والهجمات البرية، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة.
واحتجزت حماس ومسلحون آخرون نحو 250 رهينة خلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وما زال نحو 132 رهينة في غزة، من بينهم 27 يعتقد أنهم قُتلوا.
وقد استحوذ مصير أولئك الذين ما زالوا في الأسر على المجتمع الإسرائيلي، في حين أن الأزمة الإنسانية الأوسع في قطاع غزة المحاصر والتي تتسم بتهديد المجاعة والمرض غذت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية على موقع إكس المعروف سابقا باسم تويتر إن الأدوية والمساعدات المخصصة للرهائن دخلت غزة “خلال الساعات القليلة الماضية” بموجب الاتفاق الذي أعلن يوم الثلاثاء بعد وساطة فرنسية وقطرية.
وقالت قطر في وقت سابق إن طائرتين وصلتا إلى مدينة العريش المصرية بالقرب من حدود غزة تحملان 61 طنا من المساعدات المقدمة من الدوحة وفرنسا، بما في ذلك الأدوية والغذاء.
ورحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاتفاق الذي من المتوقع أن يحصل بموجبه 45 رهينة على الدواء ووصفته بأنه “لحظة راحة تشتد الحاجة إليها”.
وبدا أن الاتفاق في خطر بعد أن وضع مسؤول كبير في حماس شروطا جديدة لتوفير الأدوية، وأصر على أنه يجب على إسرائيل ألا تقوم بتفتيش الشاحنات التي تحملها.
وطالب موسى أبو مرزوق بألف صندوق مساعدات لغزة مقابل كل واحد يذهب إلى الرهائن، وأن تقوم دولة تثق بها حماس، وليس فرنسا، بتوفير الدواء.
لكن الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، كوجات، قالت لوكالة فرانس برس إن خمس شاحنات تحمل أدوية ستخضع للتفتيش الأمني عند معبر كرم أبو سالم.
وقالت فرنسا إن الأدوية سترسل إلى مستشفى في رفح وتسليمها للصليب الأحمر وتقسيمها على دفعات قبل نقلها إلى الرهائن.
– “حياتنا انتهت” –
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن الجيش يضرب مدينة خان يونس الرئيسية بجنوب غزة بقوة خاصة لتفكيك قيادة حماس.
وتحدثت حكومة حماس في غزة في وقت سابق عن “أصعب وأعنف ليلة في خان يونس منذ بداية الحرب”، حيث أبلغت وزارة الصحة التابعة لها عن مقتل 81 شخصا في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي واحد يوم الأربعاء ليصل إجمالي عدد القتلى في غزة إلى 193 منذ بدء العمليات البرية في أواخر أكتوبر تشرين الأول.
وفي مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، وقف الفلسطينيون أمام الجثث الملفوفة بالأكفان، حدادًا على فقدان أحبائهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية ليلاً.
ولم يتمكن حسن جبريل فرنجي، أحد سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، من التعرف على منزله عندما عاد ليجده قد دمر.
وقال لوكالة فرانس برس “أتمنى أن يوقفوا الحرب لأن الوضع مدمر. لقد ذهب شبابنا وحياتنا كلها ذهبت”.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى نزوح نحو 85 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، واضطر كثيرون منهم إلى التكدس في الملاجئ والنضال من أجل الحصول على الغذاء والماء والوقود والرعاية الطبية.
وواصل الجمهور الإسرائيلي ضغوطا مكثفة على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة الرهائن، حيث أصر المسؤولون على أن الضغط العسكري ضروري للتوصل إلى أي اتفاق.
وفي كيبوتس نير عوز، حيث قُتل أو اختطف واحد من كل أربعة من السكان، يتمسك يوسي شنايدر بالأمل في قريبه الرضيع كفير بيباس على الرغم من إعلان حماس وفاته.
وكان أصغر الرهائن الذين اختطفتهم حماس يبلغ من العمر أقل من تسعة أشهر في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وسيحتفل بعيد ميلاده هذا الأسبوع.
وقال شنايدر عن بيباس وشقيقه وأمه المفقودين: “نحن نفكر فيهم كل يوم، كل ثانية، كل دقيقة”.
– أعمال عنف في الضفة الغربية –
وتصاعد العنف أيضا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول إلى مستوى لم يشهده منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية بين عامي 2000 و2005.
وأدت غارات الجيش الإسرائيلي وهجمات المستوطنين إلى مقتل نحو 365 شخصا في القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت الوزارة إن خمسة أشخاص قتلوا داخل مخيم طولكرم للاجئين، فيما أكد الجيش الإسرائيلي الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل “عدد من الإرهابيين”.
وقالت كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن خمسة من مقاتليها قتلوا في غارة جوية شرق مدينة نابلس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ناشطا فلسطينيا لتجنب “هجوم إرهابي وشيك”.
تتزايد المخاوف من أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وحماس إلى اندلاع حرب شاملة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع تزايد أعمال العنف التي يشارك فيها حلفاء حركة حماس المدعومة من إيران.
وتبادلت إسرائيل إطلاق النار بانتظام عبر الحدود مع حزب الله اللبناني المتحالف مع حماس منذ بداية الحرب.
حذر قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، اليوم الأربعاء، من أن احتمالات نشوب حرب على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان في الأشهر المقبلة “أعلى بكثير”.
وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن يوم الأربعاء أنهم شنوا هجوما على سفينة أمريكية قبالة سواحل البلاد التي مزقتها الحرب.
جاء ذلك بعد أن قال الجيش الأمريكي إنه نفذ ضربات جديدة في اليمن يوم الثلاثاء بعد أن أعلن الحوثيون المدعومون من إيران عن هجوم صاروخي آخر على سفينة شحن في البحر الأحمر.
وقبل ذلك بأيام، قصفت الولايات المتحدة وبريطانيا عشرات الأهداف داخل اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون ردا على هجمات المتمردين الذين يقولون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل تضامنا مع غزة.
في هذه الأثناء، نفذت إيران – التي تدعم الحوثيين وحزب الله – هجوما صاروخيا في العراق ضد ما زعم الحرس الثوري الإيراني أنه مقر تجسس إسرائيلي و”تجمع للجماعات الإرهابية المناهضة لإيران”.
بور-IMM/JSA
