محمد الغندور وشهد يسيران يوم زفافهما في مخيم الخيام برفح جنوب قطاع غزة. – رويترز
أراد العريس الفلسطيني محمد الغندور أن يقيم حفل زفاف جميل لعروسه، لكن بعد بدء الحرب في غزة، اضطروا إلى الفرار من منازلهم، وتزوج العروسان أخيراً هذا الأسبوع في مدينة الخيام التي يعيشان فيها الآن.
قاد غندور زوجته شهد بيده نحو الخيمة المزينة ببعض الأضواء الملونة ومرآة بإطار ذهبي اللون، ويرافقهم عدد من أقاربهم وهم يصفقون في الوقت المناسب.
داخل الخيمة، رفعت شهد، التي كانت ترتدي ثوبًا أبيض اللون وحجابًا مطرزًا تقليديًا باللون الأحمر، يدها ووضع عليها غندور خاتمًا.
وقال غندور: “كنت أرغب في إقامة حفل. كنت أرغب في احتفال، أو حفل زفاف. أردت أن أدعو أصدقائي وأقاربي وأبناء عمي، كما يفعل أي شخص آخر”.
والزوجان من مدينة غزة في شمال القطاع الصغير الذي شهد بعض أسوأ القصف الإسرائيلي العنيف والقتال بينها وبين حماس منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.
وقالوا إن منازل عائلة غندور وعائلة شهد دمرت في الغارات الجوية الإسرائيلية، وفقدوا أبناء عمومتهم وأفراد آخرين من الأسرة في القصف.
وقال غندور: “ربما تصل سعادتي إلى 3%، لكني سأجهز نفسي لزوجتي. أريد أن أجعلها سعيدة”.
وبدلاً من الحفلة الكبيرة التي أرادها غندور، كان لديه هو وشهد مجموعة صغيرة من الأقارب الذين تمكنوا مثلهما من مغادرة مدينة غزة والفرار إلى رفح، في أقصى الطرف الجنوبي من القطاع بجوار مصر.
قادت والدة شهد مجموعة صغيرة من النساء يزغردن احتفالاً بالزواج، وقام أحدهم بتوفير البطاريات لمشغل موسيقى صغير محمول.
وفي وليمة زفاف في منطقة تحذر الأمم المتحدة من أنها تتجه نحو المجاعة، لم يكن لدى الزوجين سوى عدد قليل من الوجبات الخفيفة في عبوات بلاستيكية، تم وضعها بعناية لهما في الخيمة.
لقد أنفقت العائلتان بالفعل الكثير من المال على حفل الزفاف قبل بدء الحرب. وقالوا إن شهد أنفق أكثر من 2000 دولار على الملابس.
وقالت والدتها أم يحيى خليفة: “كان حلمي أن أقدم لشهد أفضل حفل زفاف، وأجمل حفل زفاف في العالم”.
وقالت: “لقد أعددنا لها مستلزمات زفافها وكانت سعيدة. لكن كل ذلك اختفى بسبب القصف. كلما تذكرت ذلك، بدأت في البكاء”.
وبينما بدأ حفل الزفاف الصغير بالتصفيق والرقص، كان الناس من حولهم يقومون بأعمالهم اليومية بين صفوف الخيام الممتدة عبر الرمال، بحثًا عن الطعام أو نشر الغسيل.
وابتسمت فتاة صغيرة ترتدي فستاناً وردياً وأبيضاً ابتسامة عريضة عندما بدأ التصفيق وانضمت إلى مجموعة من الأطفال الآخرين يرقصون مع غروب الشمس خلف السياج الحدودي العالي المغطى بالأسلاك الشائكة.