وجدت تركيا نفسها في موقف صعب غير متوقع في أعقاب الهجمات التي شنتها جماعة مسلحة مقرها باكستان على إيران، والانتقام الإيراني على الأراضي الباكستانية، والانتقام الباكستاني المضاد ضد إيران.
ومع تصاعد التوترات بين إيران وباكستان إلى هجمات صاروخية على أراضي كل منهما، كان الرد الصامت هو الخيار المعقول الوحيد أمام تركيا. وفي حين أن أنقرة غير راغبة في مواجهة “صديقتها” طهران، الشريك التجاري والطاقة الذي يعد أيضاً منافساً إقليمياً، فإنها لا تستطيع أيضاً المخاطرة بإغضاب باكستان، الصديق الجيد والمستورد الرئيسي للأسلحة التركية والداعم المهم لأنقرة في المنتديات الدولية.
بين المطرقة والسندان
شهدت العلاقات التركية الإيرانية صعودًا وهبوطًا على مدى عقود (إن لم يكن قرونًا)، لكن الأمور ساءت في أوائل عام 2010 بسبب الحرب الأهلية السورية. وفي حين دعمت طهران نظام الرئيس بشار الأسد كجزء من منظور “محور المقاومة”، وقفت أنقرة إلى جانب جماعات المعارضة المسلحة.