حث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إسرائيل على التوصل إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين بعد الحرب في غزة، وذلك خلال اجتماعات مع كبار الدبلوماسيين من الجانبين والدول العربية الرئيسية في بروكسل.
أدى الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وما أعقبه من رد عسكري مدمر من جانب إسرائيل، إلى إغراق الشرق الأوسط في اضطرابات جديدة وأثار مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا.
ولكن في حين يبدو أن إراقة الدماء قد أبعدت الحل طويل الأمد عن الأنظار، يصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أن الوقت قد حان الآن للحديث عن حل نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
والتقى وزراء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون أولاً مع وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس قبل أن يجلسوا بشكل منفصل مع كبير الدبلوماسيين في السلطة الفلسطينية رياض المالكي.
كما أجرى وزراء خارجية مصر والأردن والمملكة العربية السعودية محادثات مع الوزراء الأوروبيين.
أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدانة من الأمم المتحدة وتحدى الولايات المتحدة الداعمة الرئيسية له برفضه الدعوات لإقامة دولة فلسطينية.
وأدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس.
وتعهد نتنياهو بتحقيق “النصر الكامل” على حماس بعد الهجمات التي شنها مقاتلو الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفرت عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
واحتجز نشطاء حماس أيضا نحو 250 رهينة وتقول إسرائيل إن نحو 132 منهم ما زالوا في غزة المحاصرة.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لإسرائيل إن “السلام والاستقرار لا يمكن بناؤهما بالوسائل العسكرية فقط”.
وتساءل “ما هي الحلول الأخرى التي يفكرون فيها؟ إجبار جميع الفلسطينيين على الرحيل؟ قتلهم؟” قال بوريل.
– “الحل الوحيد” –
وتجاهل كاتس أسئلة الصحفيين بشأن حل الدولتين في المستقبل وقال إن إسرائيل تركز الآن على إعادة الرهائن وضمان أمنها.
ويسعى الاتحاد الأوروبي جاهدا من أجل اتخاذ موقف موحد بشأن الصراع في غزة حيث رفض الداعمون الأقوياء لإسرائيل مثل ألمانيا مطالبات بوقف فوري لإطلاق النار تقدمت بها دول مثل إسبانيا وأيرلندا.
لكن هناك دعما عاما في الكتلة لحل الدولتين.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن “حل الدولتين هو الحل الوحيد، وحتى أولئك الذين لا يريدون أن يعرفوا عنه لم يتوصلوا بعد إلى أي بديل آخر”.
وتداول بوريل ما أسماه “التوجه الشامل” نحو إيجاد السلام بمشاركة المجتمع الدولي وعقد مؤتمر للخروج بخطة يتم طرحها على الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إنه يتعين على المجتمع الدولي بعد ذلك “تحديد العواقب التي يتصور ربطها بالمشاركة أو عدم المشاركة في خطة السلام” من قبل أي من الجانبين.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن “استمرار إسرائيل في إجراءاتها لتقويض حل الدولتين يحكم على مستقبل المنطقة بمزيد من الصراعات والمزيد من الحروب”.
وقال “العالم كله يقول إن السبيل الوحيد للخروج من هذا البؤس هو حل الدولتين. لذا فإن الطرف الذي يقف ضد حقوق جميع شعوب المنطقة، بما في ذلك الإسرائيليين، في الحصول على السلام لا يمكن أن يترك دون مساءلة”. .