أقام العراق، الاثنين، جنازة رسمية لـ 41 إيزيدياً قتلوا على يد تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، وتم التعرف عليهم مؤخراً من قبل السلطات بعد اختبارات الحمض النووي المعقدة والمطولة.
وبعد الاستيلاء على مساحات واسعة من العراق في عام 2014، ارتكب جهاديو داعش مذابح مروعة، بما في ذلك في منطقة سنجار الشمالية حيث تتجذر الأقلية اليزيدية الناطقة باللغة الكردية منذ فترة طويلة.
استهدفت المجموعة الأقلية العرقية والدينية، فقتلت بشكل منهجي آلاف الرجال وأجبرت النساء على العبودية الجنسية.
وبعد أن أعلنت السلطات العراقية النصر على الجهاديين في عام 2017، تم اكتشاف عشرات المقابر الجماعية في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى بدء عملية طويلة ومضنية لتحديد هوية الجثث.
وفي بغداد، عُرضت صور الضحايا ونعوشهم المغطاة بالعلم العراقي وأكاليل الزهور، على شاحنات صغيرة تابعة للجيش عند نصب الشهداء الشهير في العاصمة العراقية.
وحضر الحفل أفراد العائلة والمسؤولون الإيزيديون.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لوكالة فرانس برس إن التعرف على هوية ضحايا يوم الاثنين البالغ عددهم 41 يرفع العدد الإجمالي للإيزيديين الذين تم العثور عليهم وإعادتهم إلى عائلاتهم إلى 188.
وأضاف أن العمل مستمر من خلال “عملية معقدة ومكلفة” لاختبار الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا.
وقال مدير الطب الشرعي العراقي زيد علي عباس لوكالة فرانس برس، إنه تم استخراج الجثث من مقبرة جماعية تعود إلى “مجازر ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي عام 2014”.
وسلط الضوء على تحديات جمع العينات وإنشاء قاعدة بيانات عندما يكون “عدد كبير من أقارب الضحايا في الخارج”.
واستنكرت النائبة الإيزيدية فيان دخيل، “التراخي في الإجراءات الحكومية وفحص الحمض النووي”، مشيرة إلى “العدد الكبير (من الضحايا) الذين لم يتم التعرف عليهم بعد”.
وأضافت: “للأسف، يبدو أن ملف سنجار لا يشكل أحد الاهتمامات الرئيسية للحكومات المتعاقبة منذ عام 2014″، مشيرة إلى عدم كفاية التمويل العام المخصص للعملية.
وفي مايو/أيار الماضي، نظمت السلطات جنازات مماثلة لـ 78 من ضحايا داعش، وهم السجناء الشيعة الذين أسرهم الجهاديون في سجن بادوش شمالي العراق قبل إعدامهم.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 200 مقبرة جماعية خلفها الجهاديون، والتي لا يزال يجري استخراجها، يمكن أن تحتوي على ما يصل إلى 12 ألف جثة.
ولا يزال أكثر من 2700 إيزيدي في عداد المفقودين، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.