بالابتعاد عن الملابس الداكنة، يحاول المصممون الإيرانيون تحقيق توازن دقيق بين الاتجاه المتزايد الذي يفضل الألوان الزاهية وقواعد اللباس الصارمة للنساء في الجمهورية الإسلامية.
وقالت مصممة الأزياء هاديس حسنلو (22 عاما) لوكالة فرانس برس في معرض للأزياء في قصر سعد آباد التاريخي في طهران: “كامرأة شابة، أختار الملابس ذات التصميم الحديث والألوان الزاهية”.
منذ فترة وجيزة بعد ثورة 1979، كان على النساء في إيران الالتزام بقواعد اللباس الصارمة وارتداء ملابس فضفاضة مع تغطية الرأس والرقبة أيضًا.
عندما يخرجن إلى الشوارع، تختار العديد من النساء الشادور الأسود من الرأس إلى أخمص القدمين. لكن في السنوات الأخيرة، سعى المصممون الإيرانيون أيضًا إلى إدراج ألوان أكثر إشراقًا في إبداعاتهم.
وتضمنت التصاميم الجديدة في المعرض، حيث تم عرض حوالي 50 قطعة ملابس، كل شيء بدءًا من الشادور الأسود وحتى الفساتين الطويلة المزخرفة بالزهور والمعاطف الضيقة عند الخصر.
قال المصمم ساناز سارباراستي: “عند التصميم، آخذ أولاً معايير المجتمع وقواعده بعين الاعتبار”.
وتقول إن تصميماتها الملونة تهدف إلى مواكبة الاتجاهات المتنامية بين الشابات الإيرانيات.
وقال سارباراستي إنهم “يريدون أن يكونوا أكثر حرية وأكثر حداثة وأكثر حداثة في كيفية ارتداء الملابس وما يرتدونه”.
كانت قواعد اللباس الصارمة للنساء موضوع نقاش ساخن منذ الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد وفاة ماهسا أميني في الحجز في سبتمبر 2022.
تم القبض على أميني، وهو كردي إيراني يبلغ من العمر 22 عامًا، بتهمة انتهاك قواعد اللباس.
خلال الاحتجاجات، خلعت العديد من المتظاهرات حجابهن أو حتى أحرقنه. وبدأ آخرون على نحو متزايد في انتهاك قواعد الملابس، مما أدى إلى حملة قمع شديدة من قبل السلطات.
– معايير صارمة –
ويقول المصممون إن التحول إلى الألوان الزاهية لم يكن سهلا، خاصة وأن العديد من النساء ما زلن متمسكات بالظلال الداكنة.
وقال أفشين بارساي: “إن الأعراف المجتمعية وأنظمة البلاد تتطلب في كثير من الأحيان ألوانًا داكنة”.
وقال المصمم: “ما زلنا بحاجة إلى إنتاجها أيضًا”.
إلى جانب ارتداء الحجاب الذي يغطي الرأس والرقبة، يُطلب من النساء العاملات في المكاتب الحكومية ارتداء زي إسلامي طويل داكن.
وفي المعرض، قال وزير الثقافة محمد إسماعيلي إن الملابس هي “أهم رمز ثقافي لأي حضارة”، وأشاد بما وصفه بالصفة “المحتشمة” للملابس الإسلامية في إيران.
وقالت حسنلو إنها سعت إلى الجمع بين الألوان وفن الخط التقليدي الإيراني في تصاميمها التي تقول إنها مستمدة من “الأزياء الفارسية الأصلية” التي تطورت على مدى آلاف السنين.
وقالت: “أحد أهدافي عند تصميم الزي هو أن يكون عصرياً وملوناً، حتى مع اتباع تقاليد الخط”.
ويأمل آخرون أن يروا أعمالهم ذات يوم في عواصم الموضة البارزة.
وقال هاديس بازوكي، رئيس المؤسسة الوطنية للأزياء والملابس ونمط الحياة في البلاد: “لقد وضعنا على جدول الأعمال الترويج لأسبوع أزياء الملابس الفارسية في باريس وميلانو ولندن”.
“نحن نعتقد أن الملابس الفارسية الرائعة يمكن أن يرتديها أي شخص، وليس الإيرانيين فقط.”
بالنسبة إلى زائرة معرض الأزياء فاطمة فاضلي، 19 عامًا، كان التحول إلى الألوان الأكثر إشراقًا بمثابة تغيير مرحب به.
وقالت: “لا أستطيع أبداً أن أرتدي حجاباً داكن اللون… إلا في الجنازات”.
“عندما ترتدي الألوان الزاهية يتغير مزاجك وتشعر بالتحسن.”
