عقد العراق والولايات المتحدة يوم السبت جولة أولى من المحادثات حول مستقبل القوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى في البلاد، حيث تتوقع بغداد أن تؤدي المناقشات إلى جدول زمني لتقليص وجودها.
ولا يزال ما يقرب من 2500 جندي أمريكي منتشرين في العراق كجزء من التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الذي تم تشكيله في عام 2014 – وهو العام الذي اجتاح فيه التنظيم الجهادي مساحات شاسعة من العراق وسوريا المجاورة.
لكن بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول، واجهت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق وسوريا هجمات متكررة من قبل الجماعات المتحالفة مع إيران، مما أدى إلى ضربات انتقامية أمريكية وشكاوى عراقية من “العدوان” الأمريكي على أراضيها.
ودفع الوضع المضطرب رئيس الوزراء العراقي – الذي تعتمد حكومته على دعم الأحزاب المتحالفة مع إيران – إلى الدعوة إلى مغادرة التحالف، على الرغم من التخطيط لإجراء محادثات بين الجانبين منذ أغسطس/آب.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني صورة له مع كبار المسؤولين في القوات المسلحة العراقية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال مكتب السوداني في بيان إن لجنتهم المشتركة “بدأت عملها اليوم في بغداد لمراجعة مهمة التحالف الدولي ضد داعش”.
وأضاف أن “خبراء عسكريين سيشرفون على إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي ضد داعش، بعد مرور عقد على بدايتها وبعد إنجازها الناجح لمهمتها بالشراكة مع القوات الأمنية والعسكرية العراقية”.
وقال مستشار السوداني للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين لوكالة فرانس برس ان المحادثات “ومهما كان التقدم المحرز سيحدد طول هذه المفاوضات”.
وقال علاء الدين “إن العراق يعمل على إشراك الدول الأخرى المشاركة في التحالف الدولي لإبرام اتفاقيات ثنائية تخدم مصلحة العراق وهذه الدول”.
– “جدول زمني واضح” –
وكانت واشنطن قالت الخميس إنها اتفقت مع بغداد على إطلاق “مجموعات عمل خبراء من المتخصصين العسكريين والدفاعيين” في إطار اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها بالاتفاق مع بغداد.
وقال مكتب السوداني إن مجموعات العمل الثلاث ستدرس “مستوى التهديد الذي يشكله تنظيم داعش والمتطلبات التشغيلية والبيئية وتعزيز القدرات المتنامية لقوات الأمن العراقية”.
واعترفت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ يوم الخميس بأن التواجد العسكري الأمريكي في العراق “سيكون بالتأكيد جزءًا من المحادثات أثناء المضي قدمًا”.
وترى وزارة الخارجية العراقية صياغة “جدول زمني محدد وواضح… والبدء في التخفيض التدريجي لمستشاريها (التحالف) على الأراضي العراقية”.
ووقع أكثر من 150 هجوما استهدفت قوات التحالف منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن العديد منها، وهي تحالف فضفاض من الجماعات المرتبطة بإيران والتي تعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب غزة.
وفي عام 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية “الخلافة” التي حكمها بوحشية قبل هزيمته في العراق أواخر عام 2017 على يد القوات العراقية المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا تزال الخلايا الجهادية تشن هجمات متفرقة على الجيش والشرطة.