أعلن الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية خاضت الأحد “معارك مكثفة” مع نشطاء حماس في جنوب قطاع غزة، فيما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع مسؤولين إسرائيليين ومصريين وقطريين لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار.
قُتل ثلاثة جنود أمريكيين في غارة جوية بطائرة بدون طيار على منطقة الحدود الأردنية السورية. وكانت هذه أول خسارة في أرواح العسكريين الأمريكيين بنيران معادية منذ بدء الحرب، مما زاد المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا.
ومع احتدام القتال، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مواصلة الدعم للأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، التي يهددها خلاف حاد حول تورط موظفيها المزعوم في هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس والذي أدى إلى بدء الحرب.
وفي أعقاب الاتهامات الإسرائيلية، أوقف العديد من كبار المانحين للوكالة، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا، تمويلهم للأونروا، التي كانت في قلب الجهود الإنسانية في غزة.
ودعا غوتيريش الدول المانحة إلى ضمان تدفق المساعدات الحيوية إلى قطاع غزة المحاصر، قائلا إنه “يجب تلبية الاحتياجات الماسة للسكان اليائسين الذين تخدمهم”.
وأفاد الجيش الإسرائيلي عن قتال عنيف في مدينة خان يونس الرئيسية بجنوب قطاع غزة، وهي محور المعركة حاليا.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إن 24 شخصا على الأقل قتلوا الأحد في غارات إسرائيلية على خان يونس، حيث ترددت أصوات إطلاق النار طوال اليوم.
أعلنت الوزارة مساء الأحد أن عشرة أشخاص قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم الشاطئ للاجئين شمال قطاع غزة، وذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن غارات في شمال ووسط غزة.
التقى ويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية، في باريس بكبار المسؤولين المصريين والإسرائيليين والقطريين.
وأبلغت إسرائيل عن مناقشات “بناءة”. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لا تزال هناك “فجوات كبيرة” ومن المتوقع إجراء المزيد من المحادثات في الأيام المقبلة.
وكان مصدر أمني أكد لوكالة فرانس برس أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيرسل بيرنز لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى حماس مقابل وقف إطلاق النار.
– “ستكون هناك مجاعة” –
وأدى أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب إلى أزمة إنسانية متصاعدة ونزوح جماعي. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص محصورون في منطقة قريبة من الحدود المصرية.
وحذرت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية المحتلة، من أن تعليق تمويل الأونروا “يتحدى بشكل علني” أمر أصدرته محكمة العدل الدولية يوم الجمعة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
وقالت المحكمة العليا في الأمم المتحدة أيضا إنه يتعين على إسرائيل منع أعمال الإبادة الجماعية في حربها مع حماس، لكنها لم تصل إلى حد الدعوة إلى إنهاء القتال.
أعلنت الأونروا الجمعة أنها فصلت عددا من موظفيها بسبب اتهامات إسرائيلية بأن بعض موظفيها متورطون في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
واحتجز المسلحون أيضا نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن نحو 132 منهم ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 28 قتيلا على الأقل من الأسرى.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردا على ذلك. وأدى هجومها العسكري إلى مقتل ما لا يقل عن 26422 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال بسام المصري، النازح من شمال غزة إلى رفح في أقصى الجنوب، إنه إذا انقطعت المساعدات فستكون “كارثة كبرى” و”ستكون هناك مجاعة”.
وقال غوتيريس إن “الأفعال البغيضة المزعومة” لبعض موظفي الأونروا لا ينبغي أن تعني أنه يجب معاقبة الآلاف من العاملين الآخرين في المجال الإنساني.
وقال غوتيريس: “أناشد بشدة الحكومات التي علقت مساهماتها، على الأقل، لضمان استمرارية عمليات الأونروا”.
– “شريان الحياة” –
وحذر رئيس الأونروا، فيليب لازاريني، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من أن خفض التمويل يعني أن عمليتها في غزة على وشك الانهيار.
واتهم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، تمويل الأونروا “بأنه سيستخدم للإرهاب” وحث المانحين على انتظار “تحقيق شامل بشأن المنظمة”.
وأعلن وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي في بيان أن النرويج “المانح الرئيسي للأونروا… قررت مواصلة تمويلها”.
وقال إن أوسلو “تتوقع الشفافية الكاملة” من الوكالة، مشددا على أن “الأونروا هي شريان الحياة” للعديد من سكان غزة.
“لا ينبغي لنا أن نعاقب الملايين من الناس بشكل جماعي.”
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة التواصل الاجتماعي X إن “قطع التمويل لن يضر إلا بسكان غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم”.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن معبر كرم أبو سالم في جنوب إسرائيل، حيث يتم تفتيش المساعدات وإرسالها إلى غزة، أغلق يوم الأحد من قبل محتجين، بينهم عائلات الرهائن.
وفي احتجاج آخر، تجمع الآلاف من المدافعين عن إعادة التوطين الإسرائيلي في غزة، بما في ذلك بعض الوزراء اليمينيين المتطرفين، في القدس يوم الأحد وحثوا نتنياهو على تحويل حلمهم المثير للجدل إلى حقيقة.
وكان رئيس الوزراء قد رفض في تصريحات رسمية إعادة التوطين في الأراضي الفلسطينية.
كما واجه مظاهرات متصاعدة ودعوات لإجراء انتخابات مبكرة بسبب فشله في إعادة معظم الرهائن إلى وطنهم.
ألقى الرئيس الأمريكي بايدن باللوم على المسلحين المدعومين من إيران في الهجوم المميت على القوات الأمريكية، والذي قالت القيادة المركزية للجيش إنه أدى إلى إصابة 25 آخرين.
منذ أن بدأت حرب إسرائيل ضد حماس المدعومة من إيران، تبنى تحالف فضفاض من الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران العديد من عشرات الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في العراق وسوريا. والقوات الأجنبية جزء من تحالف مناهض للجهاديين.
بور-dcp/ami/it
