أدى هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة في الأردن إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين يوم الأحد، حيث ألقى الرئيس جو بايدن باللوم على المسلحين المدعومين من إيران وتعهد بمحاسبة الجناة.
وهذه هي المرة الأولى التي يُقتل فيها أفراد عسكريون أمريكيون بنيران معادية في الشرق الأوسط منذ بدء حرب إسرائيل مع حماس المدعومة من إيران، وسيزيد الحادث من التوترات في المنطقة ويغذي المخاوف من صراع أوسع نطاقا يشمل طهران بشكل مباشر. .
وقال بايدن في بيان حول الهجوم: “بينما مازلنا نجمع حقائق هذا الهجوم، نعلم أنه نفذته جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق”، متعهدا بمحاسبة “جميع المسؤولين عنه”. في الوقت والطريقة التي نختارها.”
وقال البيت الأبيض إن بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس تم إطلاعهما بعد ظهر الأحد على الهجوم من قبل العديد من مسؤولي الأمن القومي على مستوى مجلس الوزراء.
وفي حديثه في وقت لاحق من اليوم في مركز احتفالات بكنيسة ساوث كارولينا، أكد الرئيس تعهده بالانتقام.
وقال الرئيس للحاضرين بعد أن وقف دقيقة صمت على أرواح الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الهجوم: “سنرد”.
وقدرت القيادة المركزية الأمريكية عدد جرحى الهجوم الذي وقع بالقرب من الحدود السورية بـ 25، وقالت إن هويات القتلى سيتم حجبها لحين إخطار عائلاتهم.
– “انفجار إقليمي” –
ووصف المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري الهجوم بأنه “رسالة إلى الإدارة الأمريكية مفادها أنه ما لم يتوقف قتل الأبرياء في غزة، فقد تواجهها الأمة (الإسلامية) بأكملها”.
وقال أبو زهري إن استمرار العدوان الأميركي الصهيوني على غزة يهدد بانفجار إقليمي.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه “غاضب وحزن عميق” لسقوط قتلى وجرحى.
من جهته أعرب المتحدث باسم الحكومة الأردنية مهند المبيضين عن “تعازي بلاده للولايات المتحدة في ضحايا الهجوم” الذي قال إنه لم يسفر عن سقوط ضحايا في صفوف الجيش الأردني.
ويشكل الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط تحديا لبايدن في عام انتخابي، حيث يسعى العديد من السياسيين الجمهوريين إلى استخدام الهجوم المميت لتسجيل نقاط سياسية، بما في ذلك الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي وصف الوضع بأنه “نتيجة لضعف جو بايدن واستسلامه”. “.
وتم استهداف القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في العراق وسوريا بأكثر من 150 هجومًا منذ منتصف أكتوبر، وفقًا للبنتاغون، ونفذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين.
وقد أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن العديد من الهجمات على أفراد أمريكيين، وهي تحالف فضفاض من الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران والتي تعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل في صراع غزة.
وقالت المقاومة الإسلامية في العراق، الأحد، إنها استهدفت أفراداً أميركيين بطائرات مسيرة في ثلاثة مواقع في سوريا، من بينها قاعدتان بالقرب من نقطة التقاء حدود العراق وسوريا والأردن.
وبدأت الجولة الاخيرة من الصراع بين اسرائيل وحماس عندما نفذت الحركة الفلسطينية هجوما صادما في 7 تشرين الاول/اكتوبر اسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية.
– تفاقم أزمة الشرق الأوسط –
وفي أعقاب الهجوم، سارعت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، التي نفذت هجومًا عسكريًا لا هوادة فيه أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 26,422 شخصًا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وأثارت هذه الوفيات غضبًا واسع النطاق في جميع أنحاء المنطقة وأذكت أعمال العنف التي شملت الجماعات المدعومة من إيران في لبنان والعراق وسوريا وكذلك اليمن.
واقتصر الجزء اللبناني من الصراع على تبادل إطلاق النار شبه اليومي بين حزب الله وإسرائيل، لكن القوات الأمريكية متورطة بشكل مباشر في العراق وسوريا، وكذلك في اليمن.
ونفذ المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن أكثر من شهرين من الهجمات على السفن، قائلين إنهم كانوا يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل لدعم الفلسطينيين في غزة.
وقد ردت الولايات المتحدة وبريطانيا بجولتين من الضربات المشتركة ضد الحوثيين، في حين نفذت القوات الأمريكية أيضاً غارات جوية أحادية الجانب ضد المتمردين، الذين أعلنوا أيضاً أن مصالح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أهداف مشروعة.
وأثار العنف المتزايد في أجزاء متعددة من الشرق الأوسط مخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع يشمل إيران بشكل مباشر – وهو السيناريو الأسوأ الذي تسعى واشنطن بشدة إلى تجنبه.
