أعلنت قطر الخميس أن حماس أعطت موافقتها “المبدئية” على هدنة إنسانية مزمعة في حربها مع إسرائيل وتبادل رهائن وأسرى، مع احتدام القتال في قطاع غزة.
لكن مصدر مقرب من حماس قال لوكالة فرانس برس إنه لم يتم الاتفاق بعد على الاقتراح.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية عن المحادثات التي أجراها مسؤولون قطريون وأمريكيون وإسرائيليون ومصريون يوم الأحد “الاجتماع في باريس نجح في توحيد المقترحات…”
وأضاف “لقد وافق الجانب الإسرائيلي على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي مبدئي من جانب حماس.”
ومضى الوسطاء قدما في جهود السلام مع احتدام القتال في غزة ومع توقع وصول زعيم حماس المقيم في قطر إسماعيل هنية إلى القاهرة لإجراء محادثات يوم الخميس أو الجمعة.
وقال أنصاري إن هناك آمال في تلقي “أنباء طيبة” بشأن وقف جديد للقتال “في الأسبوعين المقبلين”.
لكن المصدر المقرب من حماس قال الخميس: “لا يوجد اتفاق على إطار الاتفاق بعد – الفصائل لديها ملاحظات مهمة – والبيان القطري متسرع وغير صحيح”.
وصرح مصدر في حماس لوكالة فرانس برس بعد اجتماع باريس أن حماس تراجع اقتراحا لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتبادل الأسرى.
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، أن قواته “قضت على عشرات الإرهابيين” خلال اليوم الماضي ودمرت منصة إطلاق صواريخ طويلة المدى في مدينة خان يونس الجنوبية المحاصرة.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، قُتل 119 شخصا في غارات ليلية.
كما أبلغت الأمم المتحدة عن قصف عنيف في جميع أنحاء غزة، وخاصة في خان يونس، وقالت إن 184 ألف فلسطيني آخر من المدينة سجلوا أسماءهم للحصول على المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن أكثر من 30 ألف نازح في المدارس المحيطة بمستشفى ناصر بالمدينة يواجهون نقصا في الغذاء والماء والدواء وحليب الأطفال.
وقالت امرأة في مستشفى الشفاء في مدينة غزة لتلفزيون فرانس برس “ليس لدينا ما نأكله ولا نشرب… ليس لدينا شيء هنا سوى الخوف”. “الناس خائفون. نحن نطالب بوقف إطلاق النار”.
– خطة من ثلاث مراحل –
وقال مصدر في حماس لوكالة فرانس برس إن الخطة المكونة من ثلاث مراحل ستبدأ بوقف مبدئي للقتال لمدة ستة أسابيع سيؤدي إلى إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات، إنه سيتم فقط إطلاق سراح “النساء والأطفال والمرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما” الذين يحتجزهم المسلحون خلال تلك المرحلة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
وستكون هناك أيضًا “مفاوضات حول انسحاب القوات الإسرائيلية”، مع مراحل إضافية محتملة تتضمن المزيد من عمليات تبادل الرهائن والأسرى.
واندلعت الحرب بسبب الهجوم الذي شنته حماس على اسرائيل في السابع من تشرين الاول/اكتوبر والذي اسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية.
كما احتجز المسلحون نحو 250 رهينة. وتقول إسرائيل إن 132 لا يزالون في غزة، من بينهم 27 شخصًا على الأقل يعتقد أنهم قتلوا.
وبعد الهجوم الأكثر دموية في تاريخها، شنت إسرائيل هجوما مدمرا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27019 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في المنطقة التي تديرها حماس.
واندلع العنف أيضا في الضفة الغربية المحتلة حيث قتلت القوات والمستوطنون الإسرائيليون أكثر من 370 شخصا منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إنه “لا مجال” لفرض عقوبات أميركية على المستوطنين في الضفة الغربية، بعد أن فرضت واشنطن إجراءات عقابية على مجموعة من المستوطنين اليهود هناك.
– وصول المساعدات –
واستبعد نتنياهو سحب القوات من غزة وتعهد مرارا بتدمير حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة “إرهابية”.
كما عارض إطلاق سراح “آلاف” السجناء الفلسطينيين كجزء من أي صفقة.
ومع وجود عشرات من الرهائن الإسرائيليين في غزة، تتصاعد الانتقادات لحكومة نتنياهو، الأمر الذي أثار احتجاجات في الشوارع ودعوات لإجراء انتخابات مبكرة.
بالنسبة لسكان غزة، فقد تعرقل حصولهم على المساعدات بشكل أكبر بسبب الجدل الدائر حول وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، بعد أن اتهمت إسرائيل العديد من موظفيها بالتورط في هجوم حماس.
وتسببت هذه المزاعم في قيام العديد من الدول المانحة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بتجميد تمويل الوكالة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه “اجتمع مع الجهات المانحة للاستماع إلى مخاوفهم وتحديد الخطوات التي نتخذها”.
وقال نتنياهو إن الأونروا “تعرضت لاختراق كامل” من قبل حماس ودعا وكالات أخرى لتحل محلها.
وقال المدير العام للأونروا فيليب لازاريني إنه “إذا ظل التمويل معلقا، فسنضطر على الأرجح إلى وقف عملياتنا بحلول نهاية فبراير، ليس فقط في غزة ولكن أيضا في جميع أنحاء المنطقة”.
– توترات إقليمية –
وكان تأثير الحرب محسوسًا على نطاق واسع، حيث تصاعدت أعمال العنف التي شارك فيها حلفاء حماس المدعومين من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ أكتوبر الماضي واجتذبت القوات الأمريكية وغيرها.
ألقى البيت الأبيض باللوم على المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تحالف فضفاض من الجماعات المسلحة الموالية لإيران، في هجوم بطائرة بدون طيار أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة بالأردن.
ويقوم المتمردون الحوثيون في اليمن، وهم جزء من “محور المقاومة” للجماعات المدعومة من إيران، بمضايقة السفن في البحر الأحمر منذ أشهر، مما أدى إلى ردود فعل انتقامية من الولايات المتحدة وبريطانيا.
قالت شركة أمبري للأمن البحري، الخميس، إن صاروخا أطلق من اليمن أصاب سفينة تجارية، بعد أن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على سفينة أمريكية.
قالت وكالة الأمن البحري البريطانية UKMTO، إنه تم الإبلاغ عن انفجار بالقرب من سفينة قبالة الساحل اليمني، مضيفة أن السفينة وطاقمها بخير.
وقال الجيش الأمريكي، الأربعاء، إن مدمرة أسقطت ثلاث طائرات مسيرة إيرانية وصاروخا مضادا للسفن أطلقه الحوثيون. وقالت أيضًا إنها استهدفت 10 طائرات مسيرة هجومية ومحطة تحكم أرضية في اليمن.
التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في بيروت اليوم الخميس لبحث نزع فتيل التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن تبادل جديد لإطلاق النار.
منذ 7 أكتوبر، تشهد الحدود تبادلات شبه يومية بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، حليفة حماس.
بور-srm/dv
