واصلت اسرائيل هجومها العنيف على قطاع غزة اليوم السبت مع تزايد المخاوف من التوغل في مدينة رفح الجنوبية التي تعج بالمدنيين الذين شردتهم الحرب المستمرة منذ نحو اربعة اشهر.
وقال صحافي في وكالة فرانس برس ان وابلا متواصلا من الغارات الجوية ونيران الدبابات هز خان يونس خلال الليل، في اشارة الى المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة التي كانت محور الهجوم الاسرائيلي.
وقالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 100 شخص قتلوا في أنحاء القطاع الفلسطيني خلال الليل معظمهم من النساء والأطفال. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت “عشرات الإرهابيين” في شمال ووسط غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وفر مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب القتال العنيف جنوبا إلى رفح منذ اندلاع الحرب، حيث تكدست خيامهم في الشوارع والحدائق العامة.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن المدينة التي كان يسكنها 200 ألف نسمة تستضيف الآن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وقال شهود في رفح إن 12 شخصا قتلوا في غارة جوية على منزل تملكه عائلة حجازي.
وقال بلال جاد (45 عاما) وهو جار تضرر منزله في الهجوم “قصفوا دون أي إنذار”. “لا يوجد مكان آمن في أي مكان. الضربات الجوية في كل مكان.”
وقد تم دفع المدنيين الذين فروا إلى رفح نحو الحدود مع مصر، في محاولة لتجنب أجزاء من المدينة المعرضة للقتال في خان يونس القريبة.
وقال أحدهم، وهو عبد الكريم مصباح، إنه فر من منزله في مخيم جباليا للاجئين في الشمال ووصل إلى خان يونس، ليتم اقتلاعه مرة أخرى.
وقال الرجل البالغ من العمر 32 عاماً: “لقد هربنا الأسبوع الماضي من الموت في خان يونس، دون أن نحضر معنا أي شيء”.
– “طنجرة ضغط اليأس” –
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في خان يونس، الأمر الذي دفع المزيد والمزيد من الناس إلى الجنوب.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه: “إن رفح هي بمثابة طنجرة ضغط لليأس، ونحن نخشى مما سيأتي بعد ذلك”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قد حذر يوم الخميس من أن الجيش يستعد لتوجيه أنظاره نحو رفح.
وقال في رسالة مصورة أرسلتها وزارة الدفاع للصحفيين “إننا نحقق مهمتنا في خان يونس وسنصل أيضا إلى رفح ونقضي على العناصر الإرهابية التي تهددنا”.
واندلعت الحرب في غزة بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
واحتجز المسلحون أيضا نحو 250 رهينة وتقول إسرائيل إن 132 لا يزالون في غزة، من بينهم 27 على الأقل يعتقد أنهم قتلوا.
وتعهدت إسرائيل بسحق حماس، وشنت هجوما عسكريا واسع النطاق أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27131 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة.
وقد دمر القتال الشريط الساحلي الضيق، في حين أدى الحصار الإسرائيلي إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية.
– مسعى جديد لهدنة –
وأظهر تحليل الصور الذي نشره يوم الجمعة مركز الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار) استنادا إلى لقطات تم جمعها في 6 و 7 يناير أن “حوالي 30 بالمائة” من المباني في غزة قد تأثرت بالحرب.
وكان ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، فضلاً عن المخاوف بين الإسرائيليين بشأن مصير الرهائن، سبباً في تغذية الدعوات لوقف إطلاق النار.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيسافر إلى الشرق الأوسط مرة أخرى في الأيام المقبلة للضغط على اقتراح جديد يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف القتال.
وأضافت أن بلينكن سيزور قطر ومصر – وسطاء الاقتراح – بالإضافة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والمملكة العربية السعودية ابتداء من يوم الأحد.
وتأتي هذه الزيارة، وهي الخامسة له منذ اندلاع الحرب، بعد أن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن هناك آمال في الحصول على “أخبار جيدة” حول وقف جديد للقتال “في الأسبوعين المقبلين”.
وقال الأنصاري إن اقتراح الهدنة الذي تم طرحه في باريس “حظي بموافقة الجانب الإسرائيلي” وحظي برد مبدئي “إيجابي” من حماس أيضا.
لكن مصدراً مقرباً من حماس قال لوكالة فرانس برس: “لم يتم الاتفاق بعد على إطار الاتفاق – الفصائل لديها ملاحظات مهمة – والبيان القطري متسرع وغير صحيح”.
– الولايات المتحدة تضرب وكلاء إيران –
وقال مصدر في حماس إنه عُرضت عليها خطة تتضمن وقفا مبدئيا للقتال مدته ستة أسابيع من شأنه أن يؤدي إلى تسليم المزيد من المساعدات إلى غزة وتبادل بعض الرهائن الإسرائيليين مع السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.
وقال مكتب هنية إن زعماء حماس وحليفتها الجهاد الإسلامي في غزة، إسماعيل هنية وزياد النخالة، المقيم في قطر، ناقشوا التطورات الأخيرة وقالوا إن أي وقف لإطلاق النار في المستقبل يجب أن يؤدي إلى “انسحاب كامل” للقوات الإسرائيلية من غزة. .
وأثارت الحرب تصاعدا في الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة دعما للفلسطينيين.
شن الجيش الأمريكي موجة من الضربات الجوية ضد القوات الإيرانية والمقاتلين المدعومين من طهران في العراق وسوريا يوم الجمعة ردا على هجوم بطائرة بدون طيار في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين يوم الأحد.
وواجهت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وحلفاؤها هجمات متصاعدة منذ بدء الحرب في غزة، وتعرضت لإطلاق النار أكثر من 165 مرة منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الجيش الأمريكي إن الغارات الجوية يوم الجمعة استهدفت فيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، و”الميليشيات التابعة له”، وأصابت “أكثر من 85 هدفا”.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أيضا إن نظامه الدفاعي “اعترض بنجاح صاروخ أرض-أرض اقترب من الأراضي الإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر”، فيما زعم المتمردون الحوثيون في اليمن أنهم أطلقوا صواريخ باتجاه إسرائيل.
بورس-DV/كير
