ويدق المسعفون ناقوس الخطر في مستشفى ناصر بجنوب غزة، حيث قالت ممرضة إن القناصة يقتلون الناس، وغمرت مياه الصرف الصحي غرفة الطوارئ ونفد ماء الشرب.
وقال محمد الأسطل، وهو ممرض في قسم الطوارئ، لوكالة فرانس برس الأربعاء: “كانت ليلة سوداء، شهدت غارات وانفجارات طوال الليل”.
اندلعت اشتباكات بين جنود إسرائيليين ومسلحي حماس في محيط مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال الأسطل إن المنشأة “محاصرة” منذ شهر، مع وجود خطر مستمر ولم يتبق أي طعام أو مياه شرب.
وقال الممرض البالغ من العمر 39 عاماً: “في الليل، فتحت الدبابات نيرانها الثقيلة على المستشفى، وفتح القناصة على أسطح المباني المحيطة بمستشفى ناصر النار وقتلوا ثلاثة نازحين”.
وأضاف أن عشرات الشبان وبعض النساء اعتقلت الثلاثاء على يد القوات الإسرائيلية، التي “أجبرت النازحين على المغادرة تحت إطلاق النار”.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن آلاف الأشخاص، ومن بينهم مرضى، أُجبروا على مغادرة المستشفى.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود “فتحوا طريقا آمنا لإجلاء السكان المدنيين الذين لجأوا إلى منطقة مستشفى ناصر”، دون التعليق على مزاعم إطلاق نار قناصة.
وقال الجيش في بيان إنه “لا ينوي إجلاء المرضى والعاملين الطبيين” وإن القوات “تلقت تعليمات صارمة” بحماية المدنيين والمرافق الطبية.
وقامت القوات الإسرائيلية العاملة في مختلف أنحاء قطاع غزة بمداهمة المستشفيات بشكل متكرر، والتي تتمتع بحماية خاصة بموجب قوانين الحرب.
– مستشفى “بالغ الأهمية” –
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الأربعاء إنه “قلق” من التقارير الواردة من مستشفى ناصر، الذي وصفه بأنه “العمود الفقري للنظام الصحي في جنوب غزة”.
وكتب رئيس منظمة الصحة العالمية على موقع X، تويتر سابقًا، أن الوكالة مُنعت من الوصول إلى المستشفى في الأيام الأخيرة وفقدت الاتصال بالموظفين هناك.
كما وردت تقارير تفيد بأن القتال في المنطقة أدى إلى تدمير مستودعات مليئة بالإمدادات الطبية، والتي قالت منظمة الصحة العالمية إنها تخدم المستشفيات في وسط وجنوب غزة.
ووصف مبعوث الوكالة إلى الأراضي الفلسطينية ريك بيبيركورن مستشفى ناصر بأنه “مستشفى رئيسي لغزة بأكملها”.
وقال بيبركورن للصحفيين: “لا يمكننا أن نخسر هذا المستشفى… هذا المستشفى مهم للغاية”.
وقالت الأمم المتحدة قبل أسبوع إنه لا توجد مستشفيات تعمل بكامل طاقتها في غزة، حيث تعمل 13 فقط من أصل 36 في جميع أنحاء القطاع ببعض طاقتها.
واكتظت المستشفيات بأكثر من أربعة أشهر من الحرب التي أصيب خلالها أكثر من 68,200 شخص، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.
وتقول الوزارة إن ما لا يقل عن 28576 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا خلال الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأدى هجوم حماس الذي أطلق الحرب إلى مقتل نحو 1160 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وحذرت وزارة الصحة في غزة يوم الثلاثاء من أن الوضع في مستشفى ناصر “كارثي” حيث لم يتمكن الموظفون من نقل الجثث إلى المشرحة بسبب المخاطر التي ينطوي عليها الأمر.
وقالت الوزارة إن “العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى والمرافقين في المجمع في خطر شديد”، وذكرت أن عدة أشخاص أصيبوا بالرصاص.
وعلى الرغم من الخطر المستمر، قال الممرض الأسطل إنه لا يريد مغادرة المستشفى.
“نحن نخدم الجرحى والمرضى، وهذا واجبي، ولن أستسلم حتى لو قتلونا”.