افاد مصدر رسمي اليوم الخميس ان حسين البرجاوي دعا ابنته وزوجها وابنيهما الصغيرين لتناول العشاء في جنوب لبنان، لكن غارة اسرائيلية كادت تقضي عليهم جميعا.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن خمسة من أفراد عائلة حسين البرجاوي، وابنتيه أماني وزينب، وشقيقته فاطمة، ومحمود عامر ابن زينب، قتلوا في الغارة على مدينة النبطية.
وهذا هو عدد القتلى المدنيين الأكثر دموية في ضربة واحدة على لبنان منذ اندلاع الأعمال العدائية عبر الحدود في أكتوبر بين إسرائيل وحركة حزب الله القوية في لبنان.
ومن الممكن أن يرتفع عدد القتلى، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن زوجة البرجاوي وابنة أخيه ما زالا في عداد المفقودين، في حين تم انتشال حسين عامر، وهو صبي صغير، حيا من تحت الأنقاض.
وقال أمين شومار، وهو مسؤول محلي في جنوب لبنان، إن علي عامر وزوجته وابنيهما، البالغين من العمر ثلاثة وأربعة أعوام، “دُعوا إلى منزل والد زوجته في النبطية لتناول العشاء”.
وقال شومار لوكالة فرانس برس إن عامر “أصيب بجروح بالغة” في الغارة ونقل إلى المستشفى، فيما قتلت زوجته وابنه وتم انتشال ابنه الآخر حيا من تحت الأنقاض.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي عملية إنقاذ الصبي ووجهه ملطخ بالدماء ويرتدي بدلة رياضية زرقاء وفراشًا بين الحطام بجانبه.
وقال مصور وكالة فرانس برس إن الطابقين الأرضي والأول من المبنى السكني المؤلف من ثلاثة طوابق أصيبا، وتناثرت قطع الأثاث بين الأنقاض.
وأضاف أن السلطات طوقت المنطقة فيما استمرت عمليات البحث.
وأغلقت المدارس والجامعات والمكاتب الإدارية المحلية في النبطية يوم الخميس بعد الهجوم.
ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله المدعومة من إيران عمليات إطلاق نار يومية عبر الحدود منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر.
وتقول الجماعة اللبنانية إنها تعمل لدعم حركة حماس الحليفة الفلسطينية بهجماتها على إسرائيل.
– صدمة –
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام والمجموعة إن عشرة أشخاص، بينهم اثنان من مقاتلي حزب الله، قتلوا في غارات إسرائيلية في جنوب لبنان يوم الأربعاء، في حين قتل جندي إسرائيلي بنيران صاروخية مجهولة المصدر من لبنان.
وكانت امرأة وطفلها (عامان) وزوجها (13 عاما) من قرية الصوانة من بين القتلى في الغارات الإسرائيلية الأربعاء، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وأعرب طارق مروة (35 عاما) الذي يعمل في شركة أدوية، عن صدمته من أعمال العنف المفاجئة التي هزت حيه في النبطية.
وقال إنه اعتقد في البداية أنه ربما تم استهداف منزل أحد أعضاء حزب الله.
وقال مروة: “لكننا علمنا بعد ذلك أن المبنى يخص حسين البرجاوي. وهو مدني ولا ينتمي إلى أي حزب سياسي”.
وقال محمد بدير، وهو ميكانيكي تقع ورشته في مكان قريب، إن “المدنيين استُهدفوا والجميع يعرف ذلك”.
وأضاف الرجل البالغ من العمر 67 عاما “لا يوجد هدف عسكري هنا”.
وكانت النبطية بمنأى نسبياً عن أعمال العنف عبر الحدود حتى الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر على جانبي الحدود إن غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار على سيارة أصابت قياديا بحزب الله في المدينة بجروح خطيرة في الثامن من فبراير شباط، حيث أطلقت الجماعة وابلا من الصواريخ على شمال إسرائيل ردا على ذلك.
وأدت الأعمال العدائية عبر الحدود إلى مقتل ما لا يقل عن 254 شخصا على الجانب اللبناني، معظمهم من مقاتلي حزب الله، ولكن بينهم أيضا 38 مدنيا، وفقا لحصيلة وكالة فرانس برس.
وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 10 جنود وستة مدنيين، بحسب الجيش الإسرائيلي.