في متحف بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، تم الإعلان عن الأعمال المعروضة من غزة على أنها “مظاهرة فنية مستمرة” تضامنًا مع الأراضي الفلسطينية التي مزقتها الحرب.
“هذا ليس معرضا”، هكذا كُتب على لافتة عند مدخل المتحف الفلسطيني في بيرزيت، بالقرب من رام الله، الذي يعرض أعمالا فنية وتراثية من قطاع غزة.
وقال عضو مجلس الإدارة، إيهاب بسيسو، وزير الثقافة الأسبق، إن الأعمال تشمل إلى جانب القطع المعاصرة، لوحات وأزياء تقليدية قديمة، بالإضافة إلى قطع أثرية.
وقال لوكالة فرانس برس إن المتحف أطلق مبادرة “للحفاظ على الأعمال التراثية الفلسطينية في غزة التي تعرضت للتدمير بسبب الحرب”.
أدى الصراع الأكثر دموية في غزة إلى تدمير المنطقة الساحلية الصغيرة التي تحكمها حماس، ولم يعد تراثها الثقافي سوى أحد ضحايا الحرب الكثيرين.
وقال بسيسو إن المتحف استقبل “أعمال مئات الفنانين” من غزة والتي عُرضت في جامعات الضفة الغربية ومراكزها الثقافية ومن قبل أفراد.
وأضاف أن العرض يقدم “المشهد الفني الغزاوي بشكل جديد” يساعد على “مواجهة التحديات والصعوبات التي يواجهها الفنانون والثقافة في غزة وسط الدمار والحصار”.
وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية في تقرير لها في يناير/كانون الثاني إن 24 مركزا ثقافيا في غزة دمرت “كليا أو جزئيا” منذ بداية الحرب.
وهي تشمل المركز الثقافي والاجتماعي العربي الأرثوذكسي، ومركز رشاد الشوا الثقافي الذي يضم مسرحا ومكتبة ومطابع، وجمعية السنونو للثقافة والفنون في مدينة غزة.
كما تم تدمير المباني التاريخية مثل المساجد والكنائس والميناء الفينيقي القديم ومتحف القرارة الثقافي.
وقالت ألما عبد الغني، وهي زائرة في الثلاثينيات من عمرها، “إنه لأمر جميل أن نرى أعمال فنانين من غزة هنا في الضفة الغربية، خاصة وأن غزة لم يعد لديها مكان لعرضها بعد كل الدمار الذي حدث هناك”.
وقال بسيسو إن العرض المتحفي هو “رحلة عبر الفن الفلسطيني الغزاوي، خاصة بعد مقتل العشرات من الفنانين والكتاب والشعراء والصحفيين”.
وأضاف أن “هذه الرحلة تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال (الإسرائيلي) تدميره”.
وتُعرض أسماء 115 فناناً عند المدخل الرئيسي، مع وجود علامات سوداء حول أسماء قتلى الحرب، ومن بينهم الفنانة التشكيلية هبة زقوت، والرسام محمد سامي قريقة.
“أولئك الذين سرقت منازلهم وأحلامهم وذكرياتهم وأحبائهم وحياتهم كلها بسبب حرب الإبادة الجماعية،” تقرأ الكلمات المكتوبة فوق أسمائهم.
ووصفت إدارة المتحف المعرض، الذي افتتح في منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، بأنه “مساحة بديلة لتلك التي كانت موجودة في غزة قبل أن تدمرها حرائق الحرب”.
وقالت إن المشروع يهدف إلى أن يكون “منصة بديلة للأصوات” من غزة، حيث منع انقطاع الاتصالات المتكرر خلال الحرب “الوصول إلينا”.
وفي قاعة المعرض الرئيسية، تستحضر كومة من الأنقاض الدمار الذي لحق بغزة.