تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي في 29 فبراير، 2024، ما يقول الجيش إنهم سكان غزة حول شاحنات المساعدات في مدينة غزة. الصورة: وكالة فرانس برس
قالت وزارة الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص 104 أشخاص عندما اندفع حشد من الناس نحو شاحنات المساعدات يوم الخميس، في واحدة من أسوأ الحوادث في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من خمسة أشهر.
وقالت الوزارة إن أكثر من 750 شخصا أصيبوا أيضا في الحادث. وجاء ذلك بعد أن كثفت وكالات الإغاثة تحذيراتها بشأن الوضع الإنساني في غزة، مع تهديد المجاعة بشكل خاص في شمال غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن المئات استشهدوا وجُرحوا برصاص قوات الاحتلال الذي استهدف تجمعاً للمواطنين في دوار النابلسي بمدينة غزة. ووصفها بأنها “مذبحة”.
وقال أحد الشهود لوكالة فرانس برس إن “آلاف الأشخاص” “هاجموا الشاحنات” التي كانت بالقرب من دبابات الجيش.
وقال الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب تتعلق بالسلامة “أطلق الجنود النار على الحشد عندما اقترب الناس كثيرا من الدبابات.”
وأكدت مصادر إسرائيلية أن القوات فتحت النار على الفلسطينيين الذين كانوا يهرعون نحو شاحنات المساعدات في غزة، وقال أحدهم إن الجنود اعتقدوا أنهم “يشكلون تهديدا” للقوات.
لكن متحدثا باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن العديد من القتلى سحقتهم الشاحنات نفسها بعد أن “اجتاح الأشخاص الذين يحاولون النهب شاحنات المساعدات”.
ويضاف إطلاق النار في مدينة غزة إلى حصيلة القتلى الفلسطينيين في الحرب التي قالت وزارة الصحة في وقت سابق الخميس إنها تجاوزت 30 ألفا.
وجاء ذلك بعد أن قال وسطاء إن اتفاق الهدنة بين إسرائيل ونشطاء حماس قد يكون على بعد أيام قليلة.
في انعكاس للقلق المتزايد في البيت الأبيض، تدرس إدارة الرئيس جو بايدن إسقاط المساعدات جوا إلى غزة، حسبما أفاد موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي في وقت مبكر من الخميس.
وتظهر الأرقام الإسرائيلية أن الحرب بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول بهجوم غير مسبوق لحماس على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين.
واحتجز المسلحون أيضا نحو 250 رهينة، لا يزال 130 منهم في غزة، من بينهم 31 يفترض أنهم قتلوا، وفقا لإسرائيل.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس، وأدت حملتها العسكرية الانتقامية إلى مقتل 30035 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن 242 جنديا قتلوا في غزة منذ بدء العمليات البرية في أواخر أكتوبر.
أصبحت نيوزيلندا يوم الخميس واحدة من أحدث الدول الغربية التي تصنف حركة حماس ككيان “إرهابي”، قائلة إن هجوم 7 أكتوبر بدد فكرة أن الجناحين السياسي والعسكري للحركة منفصلان.
ويسعى وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة إلى وقف الحرب لمدة ستة أسابيع.
ويأمل المفاوضون أن تبدأ الهدنة بحلول 10 أو 11 مارس/آذار تقريبًا عندما يبدأ شهر رمضان المبارك، اعتمادًا على التقويم القمري.
وبحسب ما ورد تشمل المقترحات إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الذين يحتجزهم المسلحون في غزة مقابل مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال مصدر من الحركة إنه دون الانسحاب الكامل الذي دعت إليه حماس، فإن الاتفاق قد يؤدي إلى مغادرة القوات الإسرائيلية “المدن والمناطق المأهولة بالسكان”، مما يسمح بعودة بعض النازحين الفلسطينيين والإغاثة الإنسانية.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن بايدن “يدفعنا جميعا لمحاولة الوصول بهذا الاتفاق إلى خط النهاية”.
“حرج للغاية”
ووصف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة وضع الأمن الغذائي بأنه “حرج للغاية في جميع أنحاء غزة، وخاصة في شمال غزة”.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، لم تتمكن أي منظمة إنسانية من إيصال المساعدات إلى الشمال لأكثر من شهر. واتهمت الوكالة إسرائيل بمنع الوصول.
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو: “إذا لم يتغير شيء، فإن المجاعة ستكون وشيكة في شمال غزة”.
ونفى المسؤولون الإسرائيليون منع الإمدادات.
ومع محدودية تدفق المساعدات على الأرض، يأتي المزيد بالمظلات.
وقال الأردن المجاور إنه قام يوم الخميس مرة أخرى بإسقاط مواد غذائية ومساعدات أخرى من الجو. وقال الجيش الأردني إن الإسقاط فوق شمال غزة جاء بالتعاون مع البحرين وعمان.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) إن الدولة الخليجية بدأت عملية مشتركة مع مصر لإسقاط المساعدات الغذائية والطبية.
وأضافت أن العملية ستستمر عدة أسابيع.
وفي الجنوب، يتجمع الآن ما يقرب من 1.5 مليون شخص يحاولون الفرار من القتال في مدينة رفح، ويعانون أيضًا من نقص الغذاء، حيث تهدد إسرائيل بإرسال قوات ضد مقاتلي حماس هناك.
وقال جهاد صالحة، أحد النازحين في رفح: “إنهم 30 ألف شهيد. لا أعرف ماذا تريد (إسرائيل) منا، ولماذا قتلوا هذا العدد. إنها إبادة جماعية”.
ووقع قتال عنيف في مدينة خان يونس على بعد بضعة كيلومترات من رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه قتل أيضا نشطاء في وسط غزة وفي منطقة الزيتون بمدينة غزة.
وقال الجيش إنه “تم التعرف على ثلاثة إرهابيين استخدموا طائرات بدون طيار وهم يدخلون مجمعا في المنطقة، حيث تم القضاء عليهم” بغارة جوية.
وبينما كان القتال مستمرا، كافح محمد ياسين، 35 عاما، للعثور على الدقيق في الزيتون.
وقال “وجدت آلاف الأشخاص ينتظرون لساعات طويلة فقط للحصول على كيلو أو كيلوين من الدقيق”.
“لم نأكل رغيف خبز منذ شهرين. أطفالنا يتضورون جوعاً.”
مستقبل ما بعد الحرب
لقد تزايد الحديث عن مستقبل غزة في مرحلة ما بعد الحرب حتى مع استمرار القتال.
ومن المتوقع أن تصل الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس وفتح، إلى موسكو يوم الخميس لعقد اجتماع بدعوة من روسيا.
ويتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يقود ائتلافا يضم أحزابا دينية وقومية متطرفة، لضغوط متزايدة لإعادة الرهائن المتبقين إلى وطنهم.
بدأت مجموعة من 150 إسرائيليا مسيرة تستمر أربعة أيام من ريم، بالقرب من حدود غزة، إلى القدس، مطالبين الحكومة بالتوصل إلى اتفاق.
وفي انعكاس آخر للتوترات السياسية داخل إسرائيل، دعا وزير الدفاع يوآف غالانت إلى تسجيل أفراد المجتمع الحريدي في الخدمة العسكرية.
