ينهي عامل المناجم أمين حسني وزملاؤه صيامهم خلال شهر رمضان المبارك في مكتب مؤقت على عمق 800 متر تحت الأرض حيث يتناول عمال المناجم في منجم تريبكا في ستانترج بالقرب من ميتروفيتشا بكوسوفو في 14 مارس. – رويترز
يشعر عامل المناجم الكوسوفي أمين حسني بأنه أقرب إلى الله عندما يفطر في شهر رمضان على عمق 800 متر (2625 قدم) تحت الأرض.
بعد تحول طويل وشديد الحرارة في منجم تريبكا في ستانترج في شمال كوسوفو، يتفقد حسني الساعة ليعرف متى تغرب الشمس على السطح وما إذا كان الوقت قد حان لتناول الطعام.
يجلس هو وأربعة من زملائه حول طاولة صغيرة في مكتب مؤقت في المنجم، ويخرجون التمر واللبن والمخللات والجبن التي يغسلونها بالشاي الأسود المحلى بالسكر.
يضحك الرجال ويتحدثون مع بعضهم البعض وهم يتشاركون وجبة الإفطار، التي يتم تناولها بعد يوم من الصيام بين شروق الشمس وغروبها خلال شهر رمضان المبارك.
وقال الحسني قبل أن يتلو صلاته: “أنا دائما على اتصال بالله، في أوقات مثل الآن حيث نحن على عمق 800 متر تحت الأرض”. “كلما تعمقت، شعرت بالقرب من الله.”
وكوسوفو دولة ذات أغلبية مسلمة، ويحتفل المئات من عمال المناجم في منجم الرصاص والزنك والفضة المملوك للدولة بشهر رمضان، ويتحملون في بعض الأحيان درجات حرارة تقترب من 40 درجة مئوية ورطوبة شديدة.
وقال فهمي هاجريديني رئيس الوردية “الصيام ليس مشكلة بالنسبة لنا لكن الافتقار إلى الهواء النظيف والمعدات الحديثة والملابس والأحذية يمثل مشكلة كبيرة”.
وظفت شركة تريبكا أكثر من 22 ألف عامل في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وكانت تمثل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي لكوسوفو. وهي توظف الآن 3000 شخص فقط في المناجم والمرافق الأخرى.
ويعني انخفاض أسعار المعادن وتضاؤل الإنتاج أن الشركة لا تستطيع تغطية تكاليف التشغيل وتسعى للحصول على إعانات حكومية.
وفي مدينة ميتروفيتشا، على مسافة قصيرة من المنجم، قال باشكيم كورتي، الرئيس التنفيذي لشركة تريبكا، إنه يجري محادثات مع الحكومة للحصول على قرض بقيمة 20 مليون يورو (21.68 مليون دولار) لتحسين ظروف العمل وزيادة الإنتاج.
)