في صحاري اليمن القاحلة، يترك الصراع من أجل البقاء علامات لا تمحى على أكتاف شعبها.
منذ عام 2015، دمرت الحرب ما كان بالفعل أضعف اقتصاد في المنطقة. ويعيش أكثر من 80 بالمئة من اليمنيين تحت خط الفقر. بالنسبة للاجئين والنازحين داخلياً، فإن الحصول على الضروريات الأساسية، الغذاء والماء والرعاية الطبية، هو معركة يومية.
إن حجم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا في اليمن لا يمكن تصوره.
أثناء السحور، وجبة ما قبل الفجر قبل يوم من صيام شهر رمضان، تتمسك امرأة مسنة، خيمتها ممزقة ومهترئة، بكوب واحد من الشاي. ومع تحملها حرارة الصحراء الشديدة، امتنعت عن الطعام والماء لأكثر من 12 ساعة، ولا تجد الراحة إلا في زجاجة صغيرة من الماء لتنهي صيامها عند غروب الشمس.
وفي مكان آخر، في ظل حرارة الصحراء القاسية، تجتمع عائلة حول طبق واحد من الأرز. إنه مشهد يتصف باليأس والقدرة على الصمود. ويصبح الأرز، الذي بالكاد يكفي لإشباع جوع الطفل، شريان الحياة خلال ساعات الصيام. لقد أصبح من الممارسات الشائعة للآباء تخطي وجبات الطعام، من أجل توفير المزيد من الطعام لأطفالهم. إن غياب الطعام في السحور والإفطار هو تذكير صارخ بالندرة التي تعاني منها حياة العديد من الأسر في اليمن.
على الرغم من شدة الصراع الذي لا هوادة فيه وتأثيره المدمر، فإن معاناة واحتياجات أكثر من 18.3 مليون شخص في اليمن غالبًا ما تظل موضع تجاهل.
مثل العديد من الأماكن الأخرى حول العالم، تشهد اليمن ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية والطاقة. وقد أدت عوامل مثل التغيرات العالمية إلى جعل المواد الغذائية الأساسية مثل الحليب والخبز والأرز والسكر بعيدة عن متناول العديد من الأسر اليمنية.
وقد أجبر ارتفاع الإيجارات العديد من الأسر على ترك منازلهم، مما أجبرهم على البحث عن ملجأ في أماكن مكتظة مع عدم كفاية الخدمات، مما يزيد من المخاطر على السلامة. ولا تزال الحماية تشكل مصدر قلق بالغ، في حين أن انقطاع الخدمات الأساسية يترك النساء والأطفال بشكل خاص عرضة للإيذاء والاستغلال.
وفي خضم هذه الاضطرابات، تلعب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دوراً محورياً في دعم اللاجئين والنازحين داخلياً في اليمن. وتشمل الجهود التدخلات القائمة على النقد والتي تمكن الأسر من شراء الطعام وإصلاح ملاجئهم ودفع الإيجار. تغامر فرق الاستجابة المتنقلة بالدخول إلى المناطق النائية، وتصل إلى السكان النازحين بالمساعدات التي هم في أمس الحاجة إليها.
وبينما يُظهر الشعب اليمني قوة ملحوظة في مواجهة الشدائد، فإن توفير المزيد من الأموال للإغاثة الإنسانية أمر ضروري. وفي الوقت الحالي، يتم تمويل 36 بالمائة فقط من عمل المفوضية في اليمن. إن تخفيض التمويل يعني إعطاء الأولوية للعائلات الأكثر ضعفاً التي ليس لديها أي شيء: لا مأوى لائق ولا مصدر للدخل.
ومن أجل تخفيف المعاناة، يجب على المجتمع الدولي أن يحشد قواه. ولا تقل أهمية الدعوة إلى السلام والمبادرات الرامية إلى تعزيز القدرة على الصمود. دعونا نقف معًا، مدركين أن اليمنيين واللاجئين وطالبي اللجوء المستضافين في اليمن يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة، فهم يستحقون الكرامة وفرصة لإعادة بناء حياتهم.