أثار ظهور نماذج لغة الذكاء الاصطناعي بقيادة ChatGPT ثورة في إنشاء المحتوى. ومن خلال إدارة المهام كثيفة العمالة التي تتراوح بين البحث وتحليل البيانات، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي الآن صياغة المقالات والنصوص والنسخ التسويقية بمزيد من التطور.
من خلال تخصيص المحتوى لجماهير محددة، يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين العلامات التجارية من تعزيز معدلات المشاركة والتحويل، مما يساعدها على الاستجابة بسرعة لاتجاهات السوق المتطورة والفرص الجديدة. يؤدي تحويل الكلمات إلى صور وموسيقى إلى توسيع الإمكانيات الإبداعية.
في حين أن هناك حالات استحوذ فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي على الإنتاج التجاري من الأفراد، إلا أننا بعيدون جدًا عن انتشار ذلك على نطاق واسع. إنها لا تزال أداة، وسيستخدمها البعض بشكل أفضل من الآخرين لتسريع وتعزيز مساهمتهم.
ولكن هناك مخاوف كبيرة بشأن كيفية تعامل قوانين حقوق الطبع والنشر الحالية مع ملكية وحماية المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت كافية للتغلب على التعقيدات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي؟
لا يقوم مكتب حقوق الطبع والنشر الأمريكي بتسجيل الأعمال التي تم إنتاجها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، حتى لو تم توجيهها بواسطة الإنسان. يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه المبدع الفعلي، وليس الشخص، على الرغم من أن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي بمدخلات بشرية كبيرة قد يكون مؤهلاً لحماية حقوق الطبع والنشر.
تتميز المملكة المتحدة بتوفير حماية حقوق الطبع والنشر للأعمال التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر. ولكن على الرغم من تشريعات الاتحاد الأوروبي الأخيرة بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي، فإن الشكوك لا تزال قائمة حول فعاليته، وخاصة فيما يتعلق بالنماذج التأسيسية مثل ChatGPT.
تمت صياغة العديد من قوانين حقوق الطبع والنشر قبل وقت طويل من وصول الذكاء الاصطناعي. إنها ببساطة لم تكن مصممة للذكاء الاصطناعي، ومثل معظم الشركات والأفراد، يكافحون من أجل مواكبة ذلك.
رشيت مخات، مدير زميل ومؤسس مشارك في Scalo Technologies
تشكل القوانين غير المتسقة على مستوى العالم تحديات أمام الشركات الدولية. ومن الضروري إجراء إصلاحات قانونية عاجلة أو اتفاقيات دولية، حيث تقود الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الجهود في الشرق الأوسط.
بهدف أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة عالميًا في مجال الاستعداد للذكاء الاصطناعي، قامت بتعيين وزير للذكاء الاصطناعي ووضعت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي. كما تعطي رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الأولوية لتكامل الذكاء الاصطناعي، وإنشاء إطار تنظيمي تقدمي.
يعد عدم الاعتراف المناسب بمبدعي الأعمال التي ينتجها الذكاء الاصطناعي مشكلة مهمة أخرى، ويمكن أن يؤدي إلى عدم الاعتراف أو المكافأة المالية لأولئك الذين طوروا الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته.
ومن الأهمية بمكان أن تكون الشركات والأفراد الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي على دراية بالفرص والمخاطر التي تنطوي عليها. إنهم مسؤولون عن معالجة المخاوف الأخلاقية مثل المحتوى المتحيز أو الضار، والشفافية، وخصوصية البيانات، وحقوق الملكية الفكرية، وأدوار الفريق والروح المعنوية.
مع تزايد الوعي بدور الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى، يصبح الكشف عن مشاركة الذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية لبناء الثقة. من المهم معالجة التحيزات المحتملة في خوارزميات الذكاء الاصطناعي لمنع المحتوى الضار أو المسيء.
ويجب على شركات ومنصات التكنولوجيا التركيز على إنشاء أدوات أخلاقية للذكاء الاصطناعي، ورفع مستوى الوعي بضرورة استخدامها بشكل مسؤول. يبدأ ذلك بإنشاء سياسات واضحة بشأن ملكية المحتوى وتحديد حقوق الاستخدام على منصاتهم.
وينبغي عليهم تثقيف المبدعين والشركات حول تأثير حقوق الطبع والنشر للذكاء الاصطناعي واستخدام أدوات الشفافية لإظهار مشاركة الذكاء الاصطناعي. الهدف هو تعزيز الإبداع القائم على الذكاء الاصطناعي وإنشاء المحتوى الأخلاقي ضمن إرشادات قانونية واضحة.
ومن المفهوم أن هناك مخاوف بشأن هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى بسبب مواردها، وقدرتها على الوصول إلى البيانات اللازمة لتدريب الذكاء الاصطناعي.
نحن بحاجة إلى قواعد عادلة لضمان استفادة الجميع من هذه التكنولوجيا المثيرة، وليس فقط عدد قليل من اللاعبين الكبار. مستقبل الإبداع يعتمد على ذلك.
الكاتب هو المدير والمؤسس المشارك لشركة Scalo Technologies، وهي شركة مشاريع تكنولوجية مقرها في دبي.
