تظهر الصورة الرسم البياني لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية داكس في بورصة فرانكفورت. — رويترز
أثرت البيانات التي تظهر ضعف الأداء الاقتصادي الصيني على تداولات سوق الأسهم يوم الاثنين، مما طغى على التفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية المتوقع.
أغلقت معظم الأسواق الآسيوية الرئيسية على انخفاض، لكن الأسواق الأوروبية تمكنت من التخلص من المشاعر السلبية في تعاملات ما بعد الظهيرة. واختتم مؤشر داكس في فرانكفورت اليوم بمكاسب طفيفة ليحقق إغلاقا قياسيا جديدا.
كان وول ستريت مغلقا بمناسبة عطلة عامة في الولايات المتحدة.
تأثرت معنويات المستثمرين بسبب المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني بعد أن أظهر تقرير انكماش النشاط في قطاع التصنيع في البلاد للشهر الرابع على التوالي في أغسطس وأكثر من المتوقع.
وأشار جوشوا ماهوني، كبير محللي السوق في مجموعة التداول سكوب ماركتس، إلى أن بيانات نهاية الأسبوع “دقت ناقوس الخطر”.
وأضاف أن قطاع التصنيع في الصين “لا يزال بوضوح في وضع صعب في الوقت الذي تحاول فيه البلاد إيجاد طريقها للخروج من التباطؤ الأخير الناجم عن العقارات”.
أعلن المكتب الوطني للإحصاء أن مؤشر مديري المشتريات (PMI) – وهو مقياس رئيسي للناتج الصناعي – بلغ 49.1 نقطة في أغسطس/آب.
ويمثل هذا انكماشا أقوى مما كان عليه في يوليو (49.4 نقطة) للمؤشر، والذي يعتمد جزئيا على دفاتر طلبات الشركات.
يشير الرقم فوق 50 إلى توسع في نشاط التصنيع، في حين يشير الرقم تحت ذلك إلى انكماش.
ويأتي هذا التحديث في الوقت الذي يواجه فيه القادة الصينيون دعوات للكشف عن تدابير تحفيزية جديدة ــ وخاصة لصناعة العقارات المتعثرة ــ مع تحذير المراقبين من أن هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي الذي حددته الحكومة “حوالي 5 في المائة” قد لا يتحقق هذا العام.
وعقب الأرقام الصينية، انخفضت أسعار النفط قليلا، لكنها تعافت لاحقا، في حين انخفض اليوان مقابل الدولار.
وأضافت البيانات إلى المخاوف بشأن ضعف الطلب الصيني، بما في ذلك على قطاع السلع الفاخرة، مع هبوط سهم شركة الأزياء البريطانية “بربري” بنسبة 2.2 في المائة، في حين انخفض سهم شركة “كيرينج” المالكة لعلامة “جوتشي” التجارية في باريس بنسبة 0.7 في المائة.
ومع ذلك، ارتفع سهم شركة العقارات البريطانية عبر الإنترنت “رايت موف” بنسبة 21.8 في المائة بعد أن أعلنت شركة “إيه إي جروب” الأسترالية، المملوكة بحصة أغلبية لإمبراطورية روبرت مردوخ “نيوز كورب”، يوم الاثنين أنها تدرس عملية استحواذ بمليارات الجنيهات الاسترلينية.
وارتفعت أسهم فولكس فاجن بنسبة 1.3 في المائة بعد أن حذرت شركة صناعة السيارات الألمانية العملاقة موظفيها من أنها قد تحتاج إلى خفض الوظائف وإغلاق المصانع – بما في ذلك في ألمانيا.
وفي مكان آخر، ظل التركيز منصبا على مدى خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.
أظهرت الأرقام يوم الجمعة أن مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي – مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي – انخفض بما يتماشى مع التوقعات في يوليو، مما يهيئ البنك لتخفيف السياسة النقدية هذا الشهر.
ويتجه الاهتمام الآن إلى صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الذي يحظى باهتمام كبير، والذي سيقدم أحدث صورة عن أكبر اقتصاد في العالم.
ورغم أن خفض الفائدة قد تم وضعه في الحسبان، فإن البيانات قد تحدد مدى ضخامة هذا الخفض، حيث يقول المحللون إن أي انخفاض كبير آخر قد يدفع المسؤولين إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، بدلا من 25 نقطة أساس كما كان متوقعا.
وأشارت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في إكس تي بي، إلى أن أرقام الوظائف قد تؤثر على توقعات السوق بشأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل، حيث يحدد السوق حاليا 100 نقطة أساس من التخفيضات هذا العام.
وقالت “إذا حصلنا على قراءة أقوى للرواتب، ومراجعة بالزيادة لرقم الشهر الماضي، فقد يؤدي هذا إلى إطلاق موجة بيع أخرى (للدولار الأميركي)، حيث قد يجعل ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي أقل ميلا إلى الإشارة إلى تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل، على الرغم من أن خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر أمر شبه مؤكد”.
وأثارت إضافة 114 ألف وظيفة فقط في يوليو/تموز مخاوف السوق عندما صدرت البيانات في بداية أغسطس/آب، حيث أثارت المخاوف من احتمال انزلاق الاقتصاد الأميركي إلى الركود.
وأضافت “إذا رأينا تسعيرًا خارج نطاق خفض أسعار الفائدة في أعقاب تقرير الرواتب هذا الأسبوع، فقد نشهد تعزيزًا للدولار، وهو ما قد يكون سيئًا لمعنويات المخاطرة”.
