موظفو كوميرز بنك يحتجون ضد معركة الاستحواذ المحتملة من قبل بنك يوني كريديت، أمام مقر كوميرز بنك في فرانكفورت يوم الثلاثاء. اللافتة تقول “أماكن عمل آمنة لموظفي كوميرز بنك”. — رويترز
صعدت ألمانيا من معارضتها لمحاولة استحواذ بنك يونيكريديت على كوميرز بنك يوم الأربعاء، في حين قال الرئيس التنفيذي للبنك الإيطالي إنه لن يسعى إلى الاستحواذ إلا إذا حصل على دعم واسع من المساهمين ودعا إلى محادثات مع الحكومة.
بعد أسبوعين من كشف بنك يونيكريديت عن حصة مفاجئة في كوميرز بنك، وقيام رئيسه التنفيذي أندريا أورسيل بوضع خطط لاندماج محتمل عبر الحدود، بدأت خطوط المعركة تتحدد.
وتعارض برلين، التي تحتفظ بحصة 12 في المائة في كوميرز بنك، وإدارة البنك والنقابات العمالية الصفقة، ووصف مسؤول ألماني كبير يوم الأربعاء تصرفات يونيكريديت بأنها “عدوانية” و”غير حكيمة”.
وقال أورسيل إن جميع الخيارات – بما في ذلك الانسحاب – مطروحة على الطاولة، بينما يقوم في الوقت نفسه ببناء حصة يونيكريديت.
وقال أورسيل في مؤتمر للمستثمرين عقده بنك أوف أميركا في لندن “إن كوميرزبنك بالنسبة لنا في الوقت الحالي هو استثمار وليس غير ذلك. لا يوجد عرض أو عطاء. نحن بالفعل مساهمون كبار ومساهمون استراتيجيون الآن، لكنه استثمار… وينبغي للناس أن يعلقوا ويفكروا في ذلك باعتباره استثمارا وليس غير ذلك”. وأضاف أن يونيكريديت لن يطلب مقعدا في مجلس إدارة كوميرزبنك.
لكن الرئيس التنفيذي لبنك يونيكريديت ضغط أيضا من أجل إجراء المزيد من المحادثات، قائلا إن البنك تحدث “مرارا وتكرارا مع العديد من أصحاب المصلحة في كوميرزبنك” قبل دعوته لشراء حصة 4.5 في المائة من الحكومة الألمانية.
وأضاف “لقد شعرنا أن هذه كانت نتيجة طبيعية لهذه العملية. وهذا هو ما وصلنا إليه اليوم، ولكننا حريصون للغاية على إعادة فتح هذه الحوارات وإجراء حوار بناء مع جميع أصحاب المصلحة”.
وأثار بنك يونيكريديت غضب الحكومة الألمانية هذا الأسبوع برفع حصته في كوميرزبنك إلى نحو 21%، بشرط الحصول على موافقة البنك المركزي الأوروبي، باستخدام أدوات مشتقة.
وانتقد المستشار الألماني أولاف شولتز هذه الخطوة ووصفها بأنها “هجوم غير ودي”، وحذر وزير الدولة بوزارة المالية الألمانية فلوريان تونكار يوم الأربعاء بنك يونيكريديت من التحول إلى موقف عدائي، قائلا إن مثل هذه الاستحواذات تنطوي على مخاطر كبيرة.
وقال تونكار بعد اجتماع مغلق مع لجنة المالية في مجلس النواب الألماني: “ليس من الحكمة أن نتعامل بشكل عدواني مع بنك كبير ومعقد وخاضع للتنظيمات الصارمة. فأنت تحتاج دائما إلى أصحاب المصلحة في النهاية”.
وتمثل خطوة أورسيل اختبارا ضخما لعمليات توحيد البنوك الأوروبية، وهو الأمر الذي سعى إليه المنظمون والمسؤولون التنفيذيون في البنوك منذ فترة طويلة، ولكن المعارضة السياسية وضعف العديد من المقرضين في الاستحواذ على المنافسين.
قال بنك كوميرز بنك يوم الثلاثاء إن بيتينا أورلوب ستتولى منصب الرئيس التنفيذي للبنك في المستقبل القريب، مما سيمنح المديرة المالية مهمة صد محاولة بنك يوني كريديت للاستحواذ على ثاني أكبر بنك في ألمانيا.
وارتفعت أسهم كومرتس بنك بشكل حاد منذ تحرك أورسيل مع مراهنة المستثمرين على عرض استحواذ كامل من جانب بنك يونيكريديت، الذي يملك الكثير من السيولة بعد سلسلة من الأرباح القياسية ولديه بالفعل وجود في ألمانيا من خلال ملكيته لبنك إتش في بي.
واتهم مايكل شرودي، النائب عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، بنك يونيكريديت بأنه كان “سريا تماما” في الحصول على السيطرة على 21 في المائة من كوميرز بنك، جزئيا من خلال المشتقات المالية.