منظر لشعار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خارج مقرها الرئيسي في فيينا، النمسا. – رويترز
أعلنت الدولتان الرئيسيتان المنتجتان للنفط، السعودية وروسيا، يوم الخميس، أنهما ستخفضان الإنتاج بشكل أكبر في محاولة لدعم الأسعار المتقلبة بعد اجتماع أوبك +.
وشهد الاجتماع أيضا إعلان البرازيل المنتج الرئيسي انضمامها إلى المجموعة اعتبارا من العام المقبل، وفقا لبيان صادر عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
ووصف وزير الطاقة البرازيلي الكسندر سيلفيرا الذي حضر الاجتماع بأنه “لحظة تاريخية للبرازيل” لكنه أضاف أن وزارته لا تزال بحاجة إلى دراسة الدعوة “بالتفصيل” للانضمام إلى المجموعة.
وبعد الاجتماع الافتراضي لوزراء تحالف أوبك+ المكون من 23 عضوا، أعلنت الرياض أنها ستمدد خفض إنتاج النفط الطوعي بمقدار مليون برميل يوميا حتى مارس 2024.
وقالت موسكو إنها ستخفض صادرات النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا – ارتفاعا من 300 ألف برميل يوميا حتى الآن – حتى مارس، بعد محادثات صعبة استمرت لساعات.
وستقوم دول أخرى، مثل الإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان، بإجراء تخفيضات أيضًا، وفقًا لوكالة بلومبرج للأنباء.
وسط تعثر النمو الاقتصادي العالمي، توقع المحللون إلى حد كبير أن يقوم منتجو أوبك + بتمديد أو تعميق تخفيضات الإنتاج في العام المقبل لوقف الانخفاض الأخير في الأسعار.
وفي حوالي الساعة 1730 بتوقيت جرينتش، انخفض سعر خام برنت، المؤشر الأوروبي للخام، بنسبة 0.31 في المائة إلى 82.84 دولارًا للبرميل، في حين انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط، الذي يعادله الأمريكي، بنسبة 2.47 في المائة إلى 75.94 دولارًا على الرغم من هذه الإعلانات.
واستمرت المفاوضات المكثفة في الأيام الأخيرة حيث سعت المملكة العربية السعودية، التي تحملت وطأة تخفيضات الإمدادات، إلى إقناع الدول الأفريقية بالمشاركة من خلال قبول حصص إنتاج أقل.
لكن أنجولا ونيجيريا كانتا من بين الدول التي ترددت في التوقيع، وسعيا إلى زيادة الإنتاج لتأمين العملة الأجنبية الحيوية بعد أن اتفقتا في يونيو/حزيران على خفض حصصهما.
ومنذ نهاية 2022، نفذ التحالف تخفيضات في الإمدادات بنحو خمسة ملايين برميل يوميا.
وفي دفعة للتجمع قالت أوبك إن البرازيل ستنضم اعتبارا من العام المقبل. وتعد البرازيل من بين أكبر 10 منتجين في العالم وهي أكبر منتج للنفط في أمريكا اللاتينية منذ عام 2016.
لكن المستثمرين حذروا من أن خفض الإنتاج قد لا يكون كافيا لمنع الأسعار من الانخفاض.
وأسعار النفط بعيدة كل البعد عن الذروة التي بلغتها عند 140 دولارا للبرميل بعد الأزمة الأوكرانية.
لكنها لا تزال أعلى من متوسط السنوات الخمس الماضية، وتحوم حاليا حول 80 دولارا للبرميل بعد أن اقتربت من 100 دولار في سبتمبر/أيلول.
ولا تزال المخاوف بين المنتجين قائمة بشأن تراجع الطلب بسبب تباطؤ الاقتصادات، وخاصة اقتصاد الصين ــ أكبر مستورد للنفط الخام في العالم ــ وسط إشارات متضاربة ناشئة من أوروبا والولايات المتحدة.
وعلى جانب العرض، وصل إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة والبرازيل إلى مستويات قياسية، الأمر الذي أدى إلى ما أسماه بعض المحللين تحولاً في ميزان القوى.