تعرض لوحات الأسعار الإلكترونية سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي (R) وأرقام إغلاق أسعار الأسهم في بورصة طوكيو (L) في طوكيو في 2 أغسطس 2024. — أ ف ب
قادت الأسهم اليابانية الأسواق الآسيوية للارتفاع يوم الثلاثاء مع تراجع الين، قبيل سلسلة من البيانات هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي ستساعد المستثمرين على قياس توقعات سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بعد الأسواق المتقلبة الأسبوع الماضي.
تراجعت أسعار النفط بعد ارتفاعها 3% يوم الاثنين مع ترقب المستثمرين لخطر اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط والذي قد يؤثر سلبا على إمدادات الخام العالمية. وساهم الطلب على أصول الملاذ الآمن في رفع أسعار الذهب رغم تراجعه قليلا يوم الثلاثاء.
ارتفع مؤشر نيكي الياباني بأكثر من 3% عقب عطلة يوم الاثنين، وهو ما مثل ارتياحاً مرحباً به بعد التقلبات الجامحة في الأسبوع الماضي والتي بدأت بموجة بيع ضخمة حفزها ارتفاع الين والمخاوف من ركود في الولايات المتحدة.
وارتفع مؤشر MSCI الأوسع نطاقا للأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.15% إلى 556.55 نقطة. وتراجعت الأسهم الصينية قليلا في حين ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونج كونج بنسبة 0.1%.
من المتوقع أن تفتتح أسواق الأسهم الأوروبية على ارتفاع، مع ارتفاع العقود الآجلة لمؤشر يوروستوكس 50 بنسبة 0.3% والعقود الآجلة لمؤشر فوتسي بنسبة 0.26%.
وقال فيكتور شفيتس، رئيس استراتيجية المكتب العالمي في ماكواري كابيتال في مذكرة: “بينما قد تكشف الهزات الارتدادية عن نقاط ضعف، فإننا نستمر في النظر إلى التقلبات الأخيرة على أنها تعادل “خفقان القلب” وليس “السكتة القلبية”.
“ونحن نعتقد أيضاً أن التوتر الناجم عن تباطؤ الاقتصاد الأميركي مبالغ فيه”.
ومع ذلك، لا تزال معنويات المستثمرين هشة. فقد انخفض الين بنسبة 0.34% إلى 147.72 ين مقابل الدولار يوم الثلاثاء، بعد أن لامس أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 141.675 ين يوم الاثنين الماضي، وهو مستوى بعيد كل البعد عن أدنى مستوى في 38 عاما عند 161.96 ين الذي سجله في بداية يوليو/تموز.
لقد أدى رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان الشهر الماضي في أعقاب نوبات التدخل من جانب طوكيو في وقت سابق من شهر يوليو إلى إرباك المستثمرين ودفعهم إلى الانسحاب من صفقات الحمل الشعبية، والتي تستخدم عملة السوق المنخفضة الفائدة لتمويل الاستثمارات ذات العوائد الأعلى.
وأظهرت أحدث البيانات الأسبوعية حتى السادس من أغسطس/آب أن صناديق الرافعة المالية ــ عادة صناديق التحوط وأنواع مختلفة من مديري الأموال ــ أغلقت مراكزها في الين بأسرع معدل منذ مارس/آذار 2011.
ونظراً لارتفاع قيمة الين في الآونة الأخيرة، أصبح الدولار مقابل الين الآن أكثر انسجاماً مع الفارق في العائد، وفقاً لكارستن جونيوس، كبير الاقتصاديين في بنك جيه صفرا ساراسين.
“من المرجح أن تدفع موجة أخرى من التراجع في تجارة الفائدة الممولة بالين الين إلى الارتفاع إلى حد ما مع اقتراب نهاية العام. ومع ذلك، لا نتوقع أن يهبط زوج الدولار الأميركي مقابل الين الياباني بشكل ملموس إلى ما دون 140.”
أسبوع مليء بالبيانات
ستساعد البيانات التي ستصدر هذا الأسبوع في توضيح وجهات النظر بشأن الخطوات التالية التي قد يتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي. وتنقسم الأسواق بالتساوي بين خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أو خفضها بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل في سبتمبر/أيلول.
يتوقع المتداولون خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس هذا العام.
لقد أثارت بيانات الوظائف الضعيفة بشكل مفاجئ مخاوف الركود في الولايات المتحدة وأدت إلى انهيار السوق في بداية الأسبوع الماضي. ولكن البيانات الأمريكية القوية ساعدت في تهدئة المخاوف من تباطؤ عالمي، وتعافت الأسهم بحلول نهاية الأسبوع.
ومن المقرر أن تصدر بيانات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة لشهر يوليو/تموز في وقت لاحق من يوم الثلاثاء. وقد تنعكس هذه الأرقام على مقياس الاستهلاك الشخصي الأساسي الذي يفضله بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقالت كريستينا كليفتون، الخبيرة الاقتصادية البارزة في بنك الكومنولث الأسترالي، إن أي تلميحات من مؤشر أسعار المنتجين بشأن ضغوط تضخمية خفيفة قد تدفع الأسواق المالية إلى مضاعفة الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بشكل حاد هذا العام، وهو ما من شأنه أن يثقل كاهل الدولار.
ومن المقرر أن تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة لشهر يوليو/تموز يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن تظهر ارتفاع معدل التضخم على أساس شهري إلى 0.2%. ومن المقرر صدور بيانات مبيعات التجزئة يوم الخميس.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات منافسة، بنسبة 0.04% إلى 103.12. واستقر اليورو عند 1.0940 دولار، في حين ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.2778 دولار.
وفي السلع الأساسية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 0.67% إلى 81.75 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.59% إلى 79.59 دولار للبرميل. وكان برنت قد ارتفع أكثر من 3% يوم الاثنين، في حين ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي بأكثر من 4%.
