دخان يتصاعد من أبراج التبريد في محطة للطاقة تعمل بالفحم في أحمد أباد، الهند. – ملف رويترز
قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الجمعة، إن الاستهلاك العالمي للفحم وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في عام 2023، حيث شهدت الأرض العام الأكثر سخونة على الإطلاق.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الدول ستحرق المزيد من الفحم هذا العام مقارنة بعام 2022، وهو الرقم القياسي السابق لاستهلاك المصدر الرئيسي للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول العلماء إنه سيتعين خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى النصف تقريبًا خلال العقد الحالي لتحقيق الأهداف العالمية المتمثلة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتجنب التأثيرات الكارثية على مناخ الأرض.
وقالت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي في وقت سابق من ديسمبر إن عام 2023 سيكون الأكثر سخونة على الإطلاق بعد أن أصبح نوفمبر هو الشهر السادس الذي يحطم الأرقام القياسية على التوالي.
ومع ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية إنه بعد أن بلغ ذروته هذا العام، من المتوقع أن يبدأ استهلاك الفحم في جميع أنحاء العالم في الانخفاض في عام 2024، مع استمرار توسع توليد الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
تم نشر أحدث توقعاتها بعد يومين من اختتام مفاوضات الأمم المتحدة للمناخ (COP28) في دبي – حيث توصل ما يقرب من 200 دولة إلى اتفاق مفاده أن العالم يجب أن “يتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري” للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وكانت هذه هي المرة الأولى منذ 28 عاما من تاريخ مفاوضات المناخ السنوية التي يتم فيها ذكر جميع أنواع الوقود الأحفوري في الاتفاق.
وقد ساهم الاضطراب في مناخ الأرض في زيادة شدة وتواتر العواصف والجفاف وحرائق الغابات القاتلة في جميع أنحاء العالم.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن استهلاك الفحم، وهو أقذر أنواع الوقود الأحفوري، ارتفع بنسبة 1.4 بالمئة في عام 2023 إلى مستوى قياسي بلغ 8.5 مليار طن، حيث طغت الزيادات في الصين والهند وإندونيسيا على الانخفاض الحاد في الطلب في أوروبا والولايات المتحدة.
وقالت هيئة مراقبة الطاقة ومقرها باريس: “نتوقع أن نرى اتجاها ناشئا لانخفاض الطلب العالمي على الفحم، بدءا من عام 2024″، مع استمرار توسع توليد الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأضافت أن الشهية للفحم هي الأقوى في آسيا. ونما الاستهلاك في الصين وحدها بمقدار 220 مليون طن أو 4.9 في المائة في عام 2023، بينما نما في الهند بنسبة 8 في المائة وفي إندونيسيا بنسبة 11 في المائة.
وفي أماكن أخرى، انخفض استخدام الفحم بنسبة 23 في المائة أو بمقدار 107 ملايين طن في أوروبا، بينما انخفض في الولايات المتحدة بمقدار 95 مليون طن أو بنسبة 21 في المائة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ضعف النشاط الصناعي والتحول المستمر عن توليد الطاقة بالفحم نحو مصادر الطاقة المتجددة. .
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه من الصعب التنبؤ بالطلب في روسيا، وهي حاليا رابع أكبر مستهلك للفحم، بسبب الصراع الدائر في أوكرانيا، كما أن التوقعات بالنسبة لأوكرانيا غير مؤكدة بالقدر نفسه.
وفي حين توقعت وكالة الطاقة الدولية انخفاضا في استخدام الفحم في محطات الطاقة، إلا أنها قالت إن استخدامه في الصناعات الثقيلة مثل إنتاج الأسمنت من المتوقع أن يستمر عند مستويات عالية.
ومن عجيب المفارقات أن الطلب المرتفع على الفحم في قطاع التعدين في إندونيسيا ينبع من ازدهار صناعتها في استخراج وتكرير النيكل لاستخدامه في بطاريات السيارات الكهربائية.
وتظل الصين أكبر مستخدم للفحم في العالم، فهي مسؤولة عن نصف إجمالي حرق الفحم في العالم (54 في المائة).
ويستخدم أكثر من 60 في المائة من الفحم المحروق في الصين لتوليد الكهرباء، وتستمر البلاد في بناء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
وفي هذا العام وحده، وافقت البلاد على مشاريع جديدة يبلغ مجموعها 52 جيجاوات من القدرة الجديدة لتوليد الكهرباء.
ومع ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يبدأ استهلاك الفحم في الصين في الانخفاض، ما لم تؤدي موجات الحر ونوبات البرد الشديد إلى زيادة الطلب على محطات الطاقة لديها.
ومن المتوقع أن ينخفض حرق الفحم لتوليد الكهرباء في الصين إلى 2.8 مليار طن، بانخفاض قدره 175 مليون طن، خلال الفترة 2024-2026.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه بدلا من ذلك فإن الطلب الرئيسي على الفحم سيأتي من الهند، على الأقل حتى عام 2026.
وفي الاتحاد الأوروبي، يعمل التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، التي تولد قدراً ضئيلاً للغاية من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، على الحد من الطلب على الفحم.
وفي ألمانيا، من المتوقع أن يتراجع استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالإشعال والفحم بشكل كبير بحلول عام 2025، حسبما تتوقع هيئة الرقابة، مع بدء تشغيل مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
