بورصة نيويورك. – ملف وكالة فرانس برس
سيراقب المستثمرون والمتداولون أحداث الاقتصاد الكلي الرئيسية في الأسبوع المقبل لقياس الحالة المزاجية لصانعي السياسات، مما سيؤثر على استراتيجياتهم الاستثمارية.
وسيتحدث محافظ البنك المركزي السويسري توماس جوردان في وقت متأخر من يوم الاثنين، يليه قرار سعر الفائدة الأسترالي يوم الثلاثاء. في وقت لاحق من نفس اليوم، سيتحول الاهتمام إلى صدور بيانات مبيعات التجزئة في منطقة اليورو، ومن المقرر صدور بيانات معنويات المستهلكين يوم الجمعة. بالإضافة إلى ذلك، يراقب المشاركون في السوق عن كثب تصريحات العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي على مدار الأسبوع. وأخيرا، ستصدر يوم الجمعة الميزانية الفيدرالية الشهرية للولايات المتحدة.
“وتظل المعركة ضد التضخم نقطة محورية، حيث ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر إحصائيات حول مدى توفر القروض وثقة المستهلك. ستوفر هذه المقاييس، إلى جانب بيانات مطالبات البطالة، رؤى أعمق حول ظروف سوق العمل واستجابة المستهلك لارتفاع الأسعار وسط بيئة ترتفع فيها أسعار الفائدة. تظل حالة سوق العمل عاملاً محددًا رئيسيًا في تشكيل قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقال محمد حشاد، كبير استراتيجيي السوق في نور كابيتال، في مذكرة بحثية يوم الاثنين، إن إحصاءات مطالبات البطالة المستقبلية ستوفر رؤى لا تقدر بثمن حول اتجاهات التوظيف وتأثيرها المحتمل على الضغوط التضخمية.
في الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار الذهب من مكاسبها السابقة يوم الجمعة بعد صدور تقرير التوظيف الأمريكي لشهر أبريل. على الرغم من صعوده إلى ذروة يومية عند 2,310 دولارًا، تعثر المعدن الثمين في تجاوز أعلى مستوى سجله في 2 مايو عند 2,326 دولارًا. أغلق مؤشر الذهب XAU/USD حول مستوى 2300 دولار، مسجلاً انخفاضًا هامشيًا يتراوح بين 0.02 في المائة و0.03 في المائة. “لقد شكلت المعنويات المتفائلة السائدة في وول ستريت ضغوطًا على مكانة الذهب كملاذ آمن. والجدير بالذكر أن عائدات سندات الخزانة الأمريكية أظهرت اتجاها هبوطيا، مع تراجع السندات القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار سبع نقاط أساس. وفي الوقت نفسه، شهدت عوائد السندات الأمريكية السنوية، التي ترتبط بعلاقة عكسية مع أسعار الذهب، انخفاضا قدره ست نقاط ونصف، من 2.219 في المائة إلى 2.146 في المائة.
وفي أسواق النفط، شهد خام غرب تكساس الوسيط تراجعا الأسبوع الماضي، حيث انخفض من 83.22 دولارا للبرميل يوم الاثنين إلى 77.64 دولارا للبرميل يوم الجمعة. وحذا خام برنت حذوه، حيث انخفض من 87.45 دولارًا للبرميل يوم الاثنين إلى 82.52 دولارًا للبرميل يوم الجمعة. “استمر المسار المتقلب لأسعار الذهب الأسود، تحت ضغوط صعودية وهبوطية. وكان العامل المحفز الكبير وراء هذه التقلبات وما تلاها من تراجع في أسعار النفط هو تضاؤل المخاوف المحيطة بالتوترات في الشرق الأوسط. وقال حشاد إن الإشارات الإيجابية بشأن مفاوضات الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة خففت من المخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط، مما ساهم في تراجع القلق السائد في الآونة الأخيرة.
تأثر أداء سوق النفط الأسبوع الماضي بكشف إدارة معلومات الطاقة عن ارتفاع مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بمقدار 7.3 مليون برميل إلى إجمالي 461 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 26 أبريل. ويمثل هذا أعلى مستويات المخزون منذ يونيو 2023، إلى جانب انخفاض ملحوظ في معدل تشغيل المصافي إلى 87.5 في المائة، بانخفاض ملحوظ عن 90.7 في المائة خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وكشف تقرير إنتاجية الحفر الصادر في أبريل 2024 عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن زيادة ملحوظة في منصات الحفر النشطة مقارنة بأبريل 2023. وساهمت البرازيل وغيانا في أمريكا الجنوبية في هذا الارتفاع في العرض. بالإضافة إلى ذلك، أدت عودة إيران إلى السوق إلى زيادة جانب العرض، إلى جانب التصريحات الأخيرة من ليبيا التي تحدد خططًا لزيادة إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميًا.
في أسواق العملات، تكبد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) خسائر كبيرة، ليغلق جلسة أمريكا الشمالية يوم الجمعة حول علامة 105، على عكس القراءة الافتتاحية للأسبوع عند 106.093. وقال حشاد: “جاء هذا الانخفاض بعد صدور بيانات التوظيف الأمريكية لشهر أبريل، والتي جاءت أقل من التوقعات، مما مارس ضغطًا نزوليًا على الدولار وعزز المكاسب في أسعار الذهب والأسهم الأمريكية والأصول عالية المخاطر”.
محمد حشاد، كبير استراتيجيي السوق في نور كابيتال
ارتفع الين صوب أداء أسبوعي مثير للإعجاب خلال أكثر من عام اليوم الجمعة، مدعوما بتقارير عن تدخل حكومي يهدف إلى منع العملة اليابانية من الانخفاض إلى أدنى مستوياتها في 34 عاما. وشكل هذا التدخل ضغطا إضافيا على الدولار الأمريكي، مما دفع الين إلى تحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 3.5 في المائة. يمثل هذا أعلى أداء لها منذ ديسمبر 2022، حيث يراقب المتداولون باهتمام التقلبات المحتملة وسط شكوك في أن طوكيو تدخلت لتعزيز عملتها هذا الأسبوع، بتدخلات تقدر بما يصل إلى 9.16 تريليون ين (59.8 مليار دولار)، وفقًا لبيانات بنك اليابان.
ووفقاً لمحضر اجتماع بنك اليابان، تظل السياسة النقدية الحالية مناسبة نظراً للظروف الاقتصادية السائدة وديناميكيات الأسعار، مع استمرار شراء سندات الخزانة اليابانية للحفاظ على عائدها عند 0 في المائة. يُشار إلى أن المجلس قرر خلال الاجتماع رفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ عقدين، ليصبح بذلك أحدث بنك مركزي رئيسي عالميًا يخرج من أسعار الفائدة السلبية في ظل مؤشرات على ارتفاع معدل التضخم. ورفع البنك سعر الفائدة من -0.1 في المائة إلى +0.1 في المائة، مما يمثل تحولاً كبيراً في السياسة.
بيتكوين
بعد انخفاضها إلى ما دون 57000 دولار، ارتفعت عملة البيتكوين إلى 63215 دولارًا بعد صدور بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، مستفيدة من ارتفاع الرغبة في المخاطرة وانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي. ونتيجة لذلك، استفادت عملة البيتكوين، إلى جانب الأصول الخطرة الأخرى، من ضعف الدولار.
وبينما كان المشاركون في السوق ينتظرون تداعيات تقرير الوظائف الأمريكي، الذي حافظ على معدل البطالة أقل من 4 في المائة للشهر السابع والعشرين على التوالي، فمن الجدير بالذكر أنه منذ اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، حدثت عمليات بيع كبيرة للبيتكوين، نظمتها كيانات معروفة. كما الحيتان، توقفت مؤقتا. “كانت عمليات البيع الكبيرة هذه قد هزت أسواق العملات المشفرة في السابق لفترة طويلة. وقد سهّل وقف هذه العمليات انتعاش أسعار البيتكوين. وفي الوقت نفسه، تضاءلت أهمية المناقشات المحيطة بحدث النصف وتأثيره على أشهر القائمين بتعدين العملات المشفرة في العالم.
