منظر للواجهة المائية لشارع المجاز بالشارقة. — ملف KT
إن العالم على وشك ثورة تكنولوجية من شأنها أن تحفز الإنتاجية وتعزز النمو العالمي وترفع الدخول في مختلف أنحاء العالم. وتشير البيانات إلى أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يحقق ناتجا اقتصاديا إضافيا يقدر بنحو 13 تريليون دولار بحلول عام 2030، وهو ما من شأنه أن يعزز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 1.2% سنويا.
ومن المفهوم أن دور التكنولوجيا العميقة وأدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في الأعمال والاقتصاد العالمي يشكل موضوعًا ساخنًا بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تضع الدولة خططًا استراتيجية لتحقيق قفزة نوعية في النمو الاقتصادي بحلول عام 2050 مع التأكد من أن النمو شامل ومستدام ويخدم الإنسانية.
وفي الشارقة، تعاونت الحكومة وصناع السياسات والخبراء الاقتصاديون لتحقيق خطوات كبيرة في تحويل اقتصادها إلى نظام بيئي أكثر ذكاءً وتكيفًا من خلال التكنولوجيا والابتكار. وفي العام الماضي، خصصت الإمارة 35% من ميزانيتها لدعم التنوع الاقتصادي وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة والتكنولوجيا الخضراء والتصنيع المتقدم وتقنيات الرعاية الصحية.
وبالنسبة للإمارة – ودولة الإمارات العربية المتحدة ككل – هناك فرص جديدة مثيرة في الأفق لتكون في طليعة هذا التحول الذي يقوده الذكاء الاصطناعي وقيادته في الشرق الأوسط. ويمكن إظهار هذه القيادة من خلال الاستثمارات الاستراتيجية في مراكز الذكاء الاصطناعي الناشئة، مثل الهند والصين، والتي أصبحت بسرعة مراكز عالمية للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن خلال إنشاء مشاريع مشتركة أو حدائق تكنولوجية أو مراكز بحث وتطوير في هذه المناطق، ستستفيد الدولة من مجموعات المواهب الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي وتنقل الابتكارات المتطورة إلى شواطئ دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعلاوة على ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في التصنيع والأتمتة يمثل فرصة غير مسبوقة. فالدول التي تتمتع بقواعد تصنيع قوية، مثل ألمانيا واليابان والمكسيك، تعمل بالفعل على دمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات في عمليات الإنتاج الخاصة بها لتعزيز الكفاءة وخفض التكاليف. ومن خلال الشراكة مع هذه الدول أو إنشاء مرافق إنتاج معززة بالذكاء الاصطناعي داخل الاقتصاد المحلي في الشارقة، سيتمكن قطاع التصنيع على وجه الخصوص من وضع نفسه في طليعة الصناعة 4.0.
محمد المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)
وتعد النسخة السابعة القادمة من منتدى الشارقة للاستثمار استمرارًا للجهود المستمرة التي تبذلها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لفهم كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على النشاط الاقتصادي، ومستقبل العمل، وكيف تعمل التكنولوجيا العميقة على تحويل العلاقة بين الاستثمار الأجنبي المباشر والنمو الاقتصادي.
في الفترة من 18 إلى 19 سبتمبر/أيلول، سيجتمع أكثر من 2000 مندوب دولي ومحلي، بما في ذلك قادة الحكومات والشركات، لوضع طريق شامل ومستدام للمضي قدمًا في تمكين الاقتصادات المتقدمة والنامية من تسخير الابتكارات والتطبيقات العديدة للتكنولوجيا العميقة بشكل تعاوني لتعزيز التسويق والقدرة التنافسية ومعالجة التحديات العالمية الحرجة.
تم تنظيم مسار مناقشات المنتدى الممتد على يومين – بقيادة أكثر من 100 من رواد المال والتكنولوجيا وخبراء الاستثمار وخبراء الطاقة المتجددة – لإخراج التكنولوجيا العميقة من حجاب الغموض والتشكك لتقديم استراتيجيات عملية يمكن تطبيقها لإحداث تأثير كبير وإيجابي على مسار الاقتصادات المستقبلية.
تستثمر الحكومات في جميع أنحاء العالم في مشاريع المدن الذكية، ولا تشكل الإمارات العربية المتحدة استثناءً. ففي هذا العام، استثمرت الإمارات العربية المتحدة 3 مليارات دولار في الابتكار، ويواصل منتدى المدن الذكية 2024، الذي يحمل عنوان “رؤية مستقبلية للاقتصادات الذكية”، هذا الزخم المذهل من خلال تقديم منصة حيث سنعقد مناقشات حاسمة ستحدد مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.