وعلى الرغم من أجواء عدم اليقين الناجمة عن الانتخابات الرئاسية الأميركية والمؤشرات الاقتصادية الأميركية الأخيرة التي تشير إلى تراجع في مقاييس النشاط الاقتصادي الرائدة، فقد ظل اقتصاد الإمارات العربية المتحدة صامداً، حيث انخفض مؤشر أسعار المستهلك الأخير على أساس سنوي من أعلى مستوى له في ستة أشهر عند 3.91% إلى 3.81% في النصف الثاني من العام، وفقاً للبيانات. وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة على أساس سنوي من 3.4% إلى 3.3%.
وتوقع البنك المركزي الإماراتي نمواً بطيئاً في أسعار السلع الأساسية والأجور والإيجارات، فضلاً عن ارتفاع قيمة الدرهم الإماراتي بسبب قوة الدولار الأميركي، وهو ما قد يؤدي بالتالي إلى اعتدال مستويات التضخم بشكل أكبر، فخفض توقعات التضخم في يونيو/حزيران 2024 من 2.5% إلى 2.3%.
قالت رزان هلال، محللة السوق في Forex.com: “مع هذا ومجموعة من حالات عدم اليقين الاقتصادي العالمي، فإن اقتصاد الإمارات العربية المتحدة يتمتع بالمرونة ويظهر نسبًا قوية لكفاية رأس المال، وزيادة الاستثمارات الأجنبية ونواة اقتصادية متنوعة”. وتستعد الدولة لتحقيق توقعات النمو التي وضعها البنك المركزي الإماراتي بنسبة 3.9 في المائة لعام 2024 وأكثر من 6 في المائة في عام 2025. وتعزز التطورات الاقتصادية الحالية معنويات السوق الصعودية، رغم أنه من المسلم به أن الانتخابات الأمريكية في نوفمبر قد تغير هذا المسار، مما يدعو إلى نظرة اقتصادية حذرة للإمارات العربية المتحدة.
رزان هلال، محللة سوق في Forex.com
في الولايات المتحدة، تظهر الإحصاءات الرئيسية اتجاهات انكماشية مثل أرقام التضخم في أسعار المستهلك التي تتجه نحو الانخفاض ومؤشر الإنفاق الشخصي – مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي – الذي وصل إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات. سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM ثلاثة انخفاضات متتالية أقل من التوقعات بينما انخفض مؤشر مديري المشتريات الخدمي ISM من أعلى مستوى له في 9 أشهر إلى المستويات التي شوهدت خلال جائحة 2020.
ومع ذلك، تؤكد أحدث بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي على الحاجة إلى جمع المزيد من البيانات لتأكيد هذه الاتجاهات الانكماشية، محذرة من أن الإجراءات السابقة لأوانها مثل خفض أسعار الفائدة قد تعيد إشعال الضغوط التضخمية. ولكن بثبات، ومع اتساق البيانات مع هدف التضخم الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي، وصل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك إلى مستويات قياسية مرتفعة، في حين أظهر مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال الإماراتي انتعاشًا إيجابيًا لمدة ثلاثة أسابيع من أدنى مستوياته السنوية.
بالعودة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية الوشيكة، هناك الكثير مما ينبغي أن ندركه فيما يتصل بمسار التضخم الحالي. فإذا أعيد انتخاب دونالد ترامب رئيساً، فقد تنحرف مستويات التضخم عن مسارها الطبيعي، كما أشار رويترز و16 من خبراء الاقتصاد الحائزين على جائزة نوبل.