Connect with us

Hi, what are you looking for?

اقتصاد

الذهب فوق 4500 دولار للمرة الأولى.. والفضة تصعد إلى مستويات قياسية

:

شهدت أسواق المعادن الثمينة ارتفاعات ملحوظة في بداية تداولات اليوم، حيث تصدر الذهب قائمة المرتفعين، مسجلاً أعلى مستوياته على الإطلاق. يعكس هذا الارتفاع القوي في أسعار الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم تزايد المخاوف الاقتصادية العالمية والبحث عن أصول آمنة، بالإضافة إلى عوامل تتعلق بالعرض والطلب الخاصة بكل معدن. وقد أثرت التوقعات بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب على زيادة جاذبية هذه المعادن كمخزن للقيمة.

وبحلول الساعة 07:35 بتوقيت موسكو، ارتفعت العقود الآجلة للذهب لشهر فبراير المقبل بنسبة 0.42% إلى 4524.40 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.36% إلى 4500.46 دولار للأونصة. يأتي هذا الارتفاع في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي العالمي، مما يدفع المستثمرين نحو الأصول التقليدية الملاذ الآمن.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب والمعادن الثمينة

يعزى الارتفاع الكبير في أسعار المعادن الثمينة إلى عدة عوامل متداخلة. في المقام الأول، يمثل الذهب ملاذاً آمناً تقليدياً في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، مما يزيد الطلب عليه عندما تتصاعد المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى أن البنوك المركزية الرئيسية قد تبدأ في خفض أسعار الفائدة في عام 2024، مما يقلل من جاذبية السندات والدولار الأمريكي، وبالتالي يزيد من جاذبية الذهب الذي لا يحمل فائدة.

الذهب يقود الارتفاع

حقق الذهب أداءً قوياً بشكل خاص في عام 2023، حيث ارتفع بنسبة 72% حتى الآن، مسجلاً مستويات قياسية عدة مرات. يعكس هذا الارتفاع الثقة المتزايدة في الذهب كأصل يحافظ على قيمته في مواجهة التضخم وتقلبات العملات. وتشير البيانات إلى أن البنوك المركزية زادت من مشتريات الذهب بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مما ساهم في دعم الأسعار.

الفضة تتفوق على الذهب

في حين أن الذهب هو الأكثر شهرة، شهدت الفضة ارتفاعاً أكبر نسبياً. ارتفعت الفضة بنسبة 3.8% لتصل إلى 72.35 دولار للأونصة، وارتفعت منذ بداية العام بنسبة مذهلة بلغت 149%، متفوقة بفارق كبير على أداء الذهب. يعزى هذا الأداء القوي إلى العجز الهيكلي في سوق الفضة، وإدراجها في قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قوة الطلب الصناعي عليها في قطاعات مثل الطاقة الشمسية والإلكترونيات.

البلاتين والبلاديوم يسجلان مكاسب كبيرة

لم يقتصر الارتفاع على الذهب والفضة فحسب، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى. ارتفع البلاتين بنسبة 2.9% إلى 2342.25 دولار للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2347.40 دولار. في الوقت نفسه، زاد سعر البلاديوم بنسبة 3% إلى 1919.70 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات. يعزى ارتفاع البلاتين والبلاديوم إلى زيادة الطلب من قطاع السيارات، حيث يستخدمان في صناعة محولات الحفاز.

وتشير التقارير إلى أن نقص المعروض من بعض هذه المعادن، خاصة البلاديوم، قد ساهم أيضاً في ارتفاع الأسعار. فالبلاديوم، على وجه الخصوص، يعتمد بشكل كبير على الإنتاج الروسي، وقد أدت العقوبات المفروضة على روسيا إلى تعطيل سلاسل التوريد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية قد يؤثر على الطلب على البلاديوم على المدى الطويل، حيث أن السيارات الكهربائية لا تحتاج إلى محولات حفاز. ومع ذلك، في الوقت الحالي، لا يزال الطلب على البلاديوم قوياً من السيارات التقليدية.

تعتبر الاستثمارات في الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم جزءاً مهماً من تنويع المحافظ الاستثمارية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الحالية. فقدان الثقة في العملات الورقية، وتزايد المخاوف بشأن التضخم، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، كلها عوامل تدفع المستثمرين نحو هذه الأصول الملاذ الآمن.

من المتوقع أن تستمر أسعار المعادن الثمينة في التقلب في المدى القصير، حيث تتأثر بتطورات الاقتصاد العالمي والسياسات النقدية للبنوك المركزية والأحداث الجيوسياسية. سيكون من المهم مراقبة بيانات التضخم ومعدلات الفائدة والتوترات التجارية والسياسية لتقييم الاتجاهات المستقبلية لأسعار الذهب والمعادن الأخرى. كما أن تطورات العرض والطلب الخاصة بكل معدن ستلعب دوراً حاسماً في تحديد الأسعار.

المصدر: رويترز + بلومبرغ

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة