هبط الدولار إلى أدنى مستوى في أكثر من عام مقابل اليورو والجنيه الإسترليني يوم الأربعاء بعد أن أظهرت البيانات أن أصحاب العمل أضافوا 818 ألف وظيفة أقل في العام حتى مارس آذار 2024 مقارنة بالتقديرات السابقة.
تم إصدار البيانات بعد الموعد المقرر لها عند الساعة 10:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتباك السوق وتقلب بعض التداولات.
وقال فاسيلي سيريبرياكوف، استراتيجي الصرف الأجنبي في يو بي إس في نيويورك: “يشير ذلك إلى أن سوق العمل لم تكن قوية كما اعتقد بنك الاحتياطي الفيدرالي في ذلك الوقت، ولكن من غير الواضح ما يعنيه ذلك بالنسبة للتوقعات في المستقبل”.
وأضاف أن “هذا يتفق تماما مع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة. ولكن من الصعب أن نقول ماذا يعني ذلك بالنسبة لوتيرة التيسير والتفاصيل الأخرى”.
وسوف يركز المتداولون على تعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة في ندوة جاكسون هول الاقتصادية التي ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي بحثا عن أي أدلة جديدة بشأن وجهة نظره بشأن سوق العمل وما إذا كان سيشير إلى بيانات يوم الأربعاء.
وتتطلع الأسواق على وجه الخصوص إلى الحصول على مزيد من الوضوح بشأن الحجم المحتمل لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، وما إذا كان من المرجح خفض تكاليف الاقتراض في كل اجتماع لاحق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ويضع المتداولون في الحسبان احتمالات بنسبة 33% لخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما لم يتغير كثيرا عن ما قبل بيانات الوظائف، وفرصة بنسبة 67% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وفقا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.
وقال آدم باتون كبير محللي العملات لدى فوركس لايف في تورنتو “أصبح من الأسهل على بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة الآن وحتى نهاية العام لكنني لا أعتقد أن هذا يمثل حجة قوية لخفضها بمقدار 50 نقطة أساس”.
وقال باتون “نحن نعلم أن هذا العام كان عاما من النمو الاقتصادي القوي، وأن أرباح الشركات كانت جيدة وأن الاقتصاد نما بمعدل جيد خلال العام المنتهي في مارس”.
أدت المكاسب الأقل من المتوقع في الوظائف في يوليو/تموز والزيادة غير المتوقعة في معدل البطالة إلى دفع المتداولين إلى تسعير تخفيضات أكبر في أسعار الفائدة وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة تواجه ركودًا وشيكًا.
وقد تبددت هذه المخاوف بفضل بيانات أفضل، بما في ذلك تقرير مبيعات التجزئة القوي لشهر يوليو/تموز، فضلاً عن التضخم في أسعار المأوى الذي جاء أعلى من المتوقع خلال الشهر.
لكن الأسواق تظل شديدة الحساسية لبيانات الوظائف بحثا عن أي علامات جديدة على أن الاقتصاد يتدهور بوتيرة أسرع.
وانخفض مؤشر الدولار في أحدث تعاملات 0.16 بالمئة إلى 101.22 وهو أدنى مستوى منذ 29 ديسمبر كانون الأول. وارتفع اليورو 0.11 بالمئة إلى 1.1142 دولار وهو أعلى مستوى منذ يوليو تموز 2023.
وقال سيريبرياكوف من بنك يو بي إس إن قوة اليورو ربما تكون محدودة بعد الارتفاع الأخير.
وقال “لم نشهد تحركا كبيرا في أسعار الفائدة الأميركية. ولا أعتقد أن البيانات الأوروبية إيجابية بشكل خاص بالنسبة لليورو. لذا، يبدو أن الأمر لا يزال يتعلق بتحرك فني إلى حد ما في سوق الصرف الأجنبي”.
وارتفع الجنيه الاسترليني 0.36 بالمئة إلى 1.3076 دولار، وهو أيضا أعلى مستوى منذ يوليو تموز 2023.
وانخفض الدولار 0.05 بالمئة إلى 145.18 ين ياباني وهو أدنى مستوى منذ السابع من أغسطس آب.
ومن المتوقع أن يناقش محافظ بنك اليابان كازو أويدا قرار البنك المركزي الشهر الماضي برفع أسعار الفائدة عندما يظهر في البرلمان يوم الجمعة.
أفاد أكثر من نصف خبراء الاقتصاد في استطلاع أجرته رويترز ونشر يوم الأربعاء أن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة مجددا بحلول نهاية العام، مع ميل أولئك الذين لديهم وجهة نظر بشأن الشهر إلى الزيادة في ديسمبر.
ومن المتوقع أن تظهر البيانات الأسبوع المقبل ارتفاع معدل التضخم في أسعار المستهلكين في اليابان في يوليو تموز للشهر الثالث على التوالي، حسبما أظهر استطلاع أجرته رويترز وشمل 18 اقتصاديا.
وفي العملات المشفرة، ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 0.31 بالمئة إلى 59498 دولارا.
