متعاملون يعملون على أرضية بورصة نيويورك. — فرانس برس
انخفضت الأسهم وارتفع الدولار يوم الخميس بعد أن أشارت محاضر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية من المقرر أن تبدأ لكن نشاط الأعمال في الولايات المتحدة هبط إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر.
وفي وول ستريت، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.45 في المائة إلى 40707 نقطة، كما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.63 في المائة إلى 5585 نقطة، وخسر مؤشر ناسداك المركب 1.13 في المائة إلى 17716 نقطة.
قالت محاضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي صدرت يوم الأربعاء، إن “الأغلبية العظمى” من صناع السياسات شعروا أنه إذا جاءت البيانات كما هو متوقع، فمن المرجح أن يكون خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول مناسبا – وهو ما يثبت توقعات السوق.
أظهرت بيانات جديدة، الخميس، أن عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة ارتفع في الأسبوع الأخير، لكن المستوى ظل متسقا مع التباطؤ التدريجي في سوق العمل.
وانخفض نشاط الأعمال في الولايات المتحدة أيضا إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر في أغسطس/آب، واستمرت الشركات في الكفاح من أجل تمرير الأسعار المرتفعة إلى المستهلكين، مما عزز احتمالية بقاء التضخم في اتجاه نزولي خلال الأشهر المقبلة.
وقال ستيف إنجلاندر، استراتيجي الأسواق في بنك ستاندرد تشارترد، إن محاضر بنك الاحتياطي الفيدرالي أظهرت أن البنك كان على مرمى حجر من هدفه للتضخم وأن البطالة ترتفع، مما يضع خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس “على الطاولة”.
وكتب إنجلاندر في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الخميس: “إذا لم يعلنوا عن فوزهم في قضية التضخم، فإنهم يقولون إنهم يتوقعون الفوز في وقت قريب نسبيًا”.
انخفضت الأسهم العالمية بعد انتعاش هائل من أدنى مستوياتها في أوائل الشهر بعد نوبة من التقلبات، لتتراجع بنحو 0.3 في المائة.
وارتفعت الأسهم الأوروبية 0.36 بالمئة بدعم من أسهم التجزئة بعد جلسة تداول ضعيفة في آسيا. وعززت المكاسب الأولية بعد أن أظهرت بيانات منطقة اليورو قوة مفاجئة في نشاط الأعمال هذا الشهر.
وفي وقت سابق، ارتفع مؤشر MSCI الأوسع نطاقا لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.3 في المائة.
ارتفعت أسعار النفط بعد هبوطها لليوم الخامس على التوالي مع قلق المستثمرين بشأن آفاق الطلب العالمي قبل أن يوفر انخفاض مخزونات الوقود الأمريكية أرضية للارتفاع.
وارتفع الخام الأميركي 1.86 بالمئة إلى 73.27 دولار للبرميل، وارتفع خام برنت إلى 77.44 دولار للبرميل، بزيادة 1.83 بالمئة خلال اليوم.
ارتفعت عائدات سندات منطقة اليورو بعد أن أظهرت بيانات مسح أن قطاع الخدمات في المنطقة حقق أداء أفضل من المتوقع في أغسطس آب، على الرغم من تراجع مقياس منفصل لضغوط الأجور.
ارتفع الدولار من أدنى مستوى في 13 شهرا مقابل اليورو يوم الخميس قبل أن يتحدث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة حيث يُنظر إلى ضعف الدولار الأخير على أنه مبالغ فيه مقارنة بالعملات المماثلة. وارتفع مؤشر الدولار بنحو 0.4 في المائة.
إن خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة من شأنه أن يمنح البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم مساحة للتحرك. ففي يوم الخميس، فتح بنك كوريا الباب أمام خفض أسعار الفائدة في أكتوبر/تشرين الأول، في حين يعتزم بنك إندونيسيا خفض أسعار الفائدة في الربع الرابع.
ومع ذلك، ترى أسواق العملات ومعدلات الفائدة أن دورة التخفيف في الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الوقت مقارنة بالدول الأخرى.
وقد قامت أسواق العقود الآجلة لأسعار الفائدة بتسعير كامل لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل، مع احتمال بنسبة الثلث لخفض بمقدار 50 نقطة أساس. ويتوقعون تخفيفًا بنحو 220 نقطة أساس في الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2025، بمعدل 3.145 في المائة، مقابل حوالي 160 نقطة أساس لأوروبا، بمعدل 2.06 في المائة.
وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات يوم الخميس بمقدار ثماني نقاط أساس إلى 3.856%، من 3.776% في أواخر التعاملات يوم الأربعاء. وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، والذي يتحرك عادة بالتوازي مع توقعات أسعار الفائدة، بمقدار 7.7 نقطة أساس إلى 3.9993%، من 3.922% في أواخر التعاملات يوم الأربعاء.
وانخفض اليورو، الذي حقق مكاسب قوية هذا الشهر، بنحو 0.4 في المائة.
وفي بريطانيا، ارتفع الجنيه الإسترليني في البداية إلى أعلى مستوى في 13 شهرا مقابل الدولار كما تعزز مقابل اليورو بعد أن أظهرت بيانات نشاط الأعمال البريطاني زخما ثابتا للنمو في النصف الثاني من عام 2024. ولم يطرأ تغير يذكر على الجنيه الإسترليني عند 1.309 دولار.
وقال المستثمرون إن الدولار يواجه اتجاها هبوطيا.
وقال رئيس استراتيجية العملة في بنك أستراليا الوطني راي أتريل “الإشارة الواضحة من محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي كانت بمثابة المحفز للتراجع الأخير للدولار الأميركي”.
وقال “من المرجح أن يبدو اختراق مستوى 1.30 دولار للجنيه الاسترليني أمرا مستداما”، مستخدما لقبا لزوج الجنيه الاسترليني/الدولار. “وبالمثل بالنسبة لليورو… نحن نتحدث عن نطاق محتمل بين 1.10 و1.15 دولار في الأسابيع المقبلة”.
انخفضت أسعار الذهب أكثر من واحد بالمئة يوم الخميس، تحت ضغط انتعاش الدولار وارتفاع عوائد سندات الخزانة.
