طائرة ركاب تجارية تابعة لشركة ساوث ويست تقلع من مطار لاس فيجاس الدولي. — ملف رويترز
تستعد شركة Southwest Airlines لخوض معركة مع Elliott Investment Management، وتحشد الدعم من المستثمرين والموظفين لمواجهة مستثمر ناشط يبحث عن تغييرات شاملة في قيادة الشركة.
في الأسابيع الأخيرة، كان الرئيس التنفيذي بوب جوردان يجتمع ويجمع آراء المستثمرين لدرء تقدم إليوت – ووصف نهج شركة الاستثمار بأنه استغلالي. من جانبه، استشهد صندوق التحوط بأداء سهم ساوث ويست الضعيف و”الالتزام الصارم بنهج عمره عقود” من قبل شركة الطيران التي تتخذ من دالاس مقراً لها كأسباب لتجديد مجلس الإدارة والجناح التنفيذي.
وكتب جوردان يوم الأربعاء في مذكرة للموظفين اطلعت عليها رويترز “لا تنخدعوا – هذه معركة من أجل قلب شركتنا ومستقبلنا – مستقبلكم”.
لقد بنت شركة ساوث ويست سمعتها عبر تاريخها الممتد لـ 53 عامًا باعتبارها شركة طيران منخفضة التكلفة مفضلة لدى العديد من المسافرين الأمريكيين، مما ألهم دراسات الحالة في كليات إدارة الأعمال. وعلى نحو مماثل، يُعرف إليوت بأنه مفاوض هائل، وقادر على انتزاع التنازلات وإبعاد الرؤساء التنفيذيين في شركات مثل ستاربكس بعد جمع حصة كبيرة.
ولم تخف إليوت أهدافها. فهي تريد إقالة جوردان ورئيس مجلس إدارة ساوث ويست جاري كيلي، وإلقاء اللوم عليهما في النتائج المالية لشركة الطيران، واستبدال ثلثي أعضاء مجلس الإدارة الخمسة عشر، وتغيير الطريقة التي تدير بها الشركة أعمالها من أجل جعلها قادرة على المنافسة بشكل أفضل في صناعة الطيران الحديثة.
لا يتمتع صندوق التحوط بسجل حافل في صناعة الطيران. ويخشى بعض المحللين أن تؤدي التغييرات الشاملة إلى إلحاق الضرر بالعلامة التجارية لشركة الطيران التي ساعدت ساوث ويست على التميز عن منافسيها وتنمية قاعدة جماهيرية مخلصة.
ومع ذلك، تكافح شركة ساوث ويست لإيجاد موطئ قدم لها بعد الوباء. وقد تضررت بشدة بسبب اعتمادها المفرط على بوينج لأسطولها بسبب الصراعات التنظيمية والسلامة التي قللت من قدرة شركة صناعة الطائرات على تسليم طائرات جديدة.
ارتفعت تكاليف التشغيل لشركة ساوث ويست بنسبة 23% منذ الوباء، لكن إيرادات الوحدة زادت بنسبة 6% فقط. وانخفض هامش التشغيل إلى 0.2% في النصف الأول من هذا العام من أكثر من 13% في عام 2019. وبالمقارنة، سجلت دلتا ويونايتد هوامش تشغيل بلغت 9.5% و7.4% على التوالي في الأشهر الستة الأولى.
وقالت شركة ساوث ويست إنها ستنظر في اقتراحات إليوت لتحسين الأعمال، بما في ذلك تغييرات مجلس الإدارة، لكنها ليست مستعدة لتغيير قيادتها.
وقالت مصادر في شركة الطيران إن إليوت لن يشارك في نقاش مفيد دون إبعاد جوردان وكيلي.
ورفض إليوت التعليق.
“إنها معركة”
وفي رسالته، قال جوردان إن شركة ساوث ويست لن تتراجع عن المعركة.
“إذا كانوا يريدون القتال، فسوف يحصلون عليه”، كما كتب.
وقال جوردان للموظفين إنه التقى بمستثمرين على الساحل الشرقي والساحل الغربي خلال الأسبوعين الماضيين. كما عقد اجتماعات مع بعض مسؤولي النقابات، حسبما ذكرت مصادر الشركة.
تحتاج شركة ساوث ويست إلى الدعم بين النقابات والمستثمرين في حالة تمكن إليوت من الدعوة إلى اجتماع خاص للمساهمين لطرد قياداتها، وفقًا للخبراء الذين يساعدون الشركات في التعامل مع المستثمرين النشطين.
وقال أوسكار مونوز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة يونايتد والذي اضطر إلى التعامل مع معركة بالوكالة، إنه يشك في أن إليوت ستتمكن من الحصول على دعم المساهمين لتعيين 10 مرشحين في مجلس الإدارة.
وقال مونوز لرويترز “فيما يتعلق بالناشطين فإن لديهم بعض النقاط الجيدة. كيف يمكنك أن تبدأ في مواجهة هذه النقاط؟”
وقال مونوز إن شركة ساوث ويست ستضطر إلى تقديم بعض التنازلات فيما يتعلق بمقاعد مجلس الإدارة، رغم أنه يعتقد أن جوردان يجب أن “يقوم بعمله”.
تخطط شركة ساوث ويست لإنهاء الممارسات القديمة المتمثلة في المقاعد المفتوحة. وستقدم الشركة مقاعد مخصصة وأخرى ذات مساحة إضافية للساقين لجذب المسافرين المميزين، وبدء الرحلات الليلية – وهي خطوات قال المحللون إنها ستعزز الأرباح العام المقبل. ومن المقرر أن تشارك الشركة المزيد من التفاصيل الشهر المقبل.
ووصف إليوت هذه الإجراءات بأنها “غير كافية ومتأخرة للغاية”.
وقال مستثمران في ساوث ويست، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إنه في حين تحتاج ساوث ويست إلى بذل المزيد من الجهود لزيادة إيراداتها والسيطرة على التكاليف، يتعين على إليوت أيضًا مشاركة تفاصيل خطتها لشركة الطيران.
قالت شركة إليوت إن مجلس الإدارة الجديد والمستشارين المستقلين سيجرون مراجعة شاملة للأعمال لتحديث ساوث ويست واستعادة الربحية الأفضل في فئتها. وتتوقع أن تساعد التغييرات في رفع سعر سهم ساوث ويست إلى 49 دولارًا في غضون 12 شهرًا، بزيادة بنحو 86٪ عن المستويات الحالية.
قالت ليزا سيلفرمان، المديرة الإدارية العليا في شركة الاستشارات العالمية للمخاطر K2 Integrity، إن الدعوة إلى عقد اجتماع للمساهمين قد تكون اقتراحًا محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لشركة إليوت، حيث يميل مستثمرو صناديق المؤشرات إلى التصويت مع الإدارة.
وقال جوردان لموظفي الشركة إن احتمال عقد اجتماع خاص للمساهمين في هذه المرحلة هو “افتراضي وتكهنات”.
وقال جوردان “إن إليوت يدير خطة لعب يمكن التنبؤ بها تهدف إلى … جعلك تشعر بأنهم يسيطرون على الأمور، لكنهم ليسوا كذلك”.
