سجل سعر الذهب اليوم ارتفاعًا تاريخيًا، حيث تجاوز 4500 دولار للأوقية في تعاملات صباح الثلاثاء. هذا الارتفاع في سعر الذهب يأتي مدفوعًا بتوقعات متزايدة بأن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، مما يزيد من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن. وقد وصل سعر العقود الآجلة للذهب مع التسليم في فبراير 2026 إلى 4500.2 دولار للأوقية في الساعة 3:13 بتوقيت موسكو.
وبحلول الساعة 3:17 بتوقيت موسكو، استمرت وتيرة الارتفاع لتصل إلى 4500.9 دولار للأوقية. وكان الذهب قد تخطى حاجز الـ 4400 دولار لأول مرة على الإطلاق يوم الاثنين الموافق 22 ديسمبر. هذا الأداء القوي يعكس ديناميكيات السوق الحالية وتأثرها بالسياسات النقدية الأمريكية.
أسباب ارتفاع سعر الذهب وتوقعات المستقبل
يعزى الارتفاع الأخير في سعر الذهب بشكل رئيسي إلى التغيرات المتوقعة في السياسة النقدية للولايات المتحدة. يتوقع العديد من المحللين أن البنك الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في عام 2024، وذلك بعد فترة من التشديد النقدي لمكافحة التضخم.
انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي لا يدر عائدًا ثابتًا. بالتالي، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يبحثون عن أصول بديلة للحماية من التضخم وتقلبات الأسواق. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف الدولار الأمريكي، الذي غالبًا ما يتحرك بشكل عكسي مع سعر الذهب، ساهم في تعزيز الطلب على المعدن الثمين.
تأثير التضخم على أسعار الذهب
لطالما اعتبر الذهب مخزنًا للقيمة في أوقات التضخم. فمع ارتفاع معدلات التضخم، يفقد المستثمرون الثقة في العملات الورقية، ويزداد إقبالهم على شراء الذهب للحفاظ على قوة شرائية أصولهم.
تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال أعلى من هدف البنك الفيدرالي، مما يدعم توقعات استمرار الطلب على الذهب. ومع ذلك، فإن مسار التضخم لا يزال غير مؤكد، وقد يؤدي أي تباطؤ غير متوقع في معدلات التضخم إلى تقليل جاذبية الذهب.
العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على السوق
تلعب العوامل الجيوسياسية دورًا مهمًا في تحديد سعر الذهب. ففي أوقات عدم اليقين السياسي أو التوترات الجيوسياسية، يميل المستثمرون إلى اللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب، مما يزيد من الطلب عليها ويدفع أسعارها إلى الارتفاع.
النزاعات الجارية في مناطق مختلفة من العالم، بالإضافة إلى التوترات التجارية بين القوى الكبرى، تساهم في زيادة المخاطر الجيوسياسية وبالتالي دعم أسعار الذهب.
تأثير ارتفاع سعر الذهب على الاقتصاد العالمي
ارتفاع سعر الذهب له تداعيات على مختلف جوانب الاقتصاد العالمي. بالنسبة للدول المنتجة للذهب، فإن ارتفاع الأسعار يعني زيادة الإيرادات وتحسين الميزان التجاري.
ومع ذلك، بالنسبة للدول المستوردة للذهب، فإن ارتفاع الأسعار قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الاستيراد وتفاقم العجز التجاري. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع أسعار الذهب قد يؤثر على أسعار المجوهرات والعملات المعدنية الأخرى.
تعتبر الاستثمارات في المعادن الثمينة، بما في ذلك الذهب، جزءًا من استراتيجيات التنويع التي تتبعها البنوك المركزية حول العالم. فالاحتفاظ بكميات من الذهب يساعد على تقليل المخاطر وتعزيز الاستقرار المالي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع سعر الذهب قد يؤثر على أداء الأسواق المالية الأخرى، مثل أسواق الأسهم والسندات. فقد يفضل بعض المستثمرين تحويل أموالهم من الأسهم والسندات إلى الذهب في أوقات التقلبات، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار هذه الأصول.
تتوقع وكالات الأنباء الاقتصادية استمرار مراقبة أداء الذهب عن كثب في الفترة القادمة. من المتوقع أن يعتمد مسار سعر الذهب بشكل كبير على قرارات البنك الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.
سيراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم الأمريكية القادمة، ومؤشرات النمو الاقتصادي، وأي تصريحات من مسؤولي البنك الفيدرالي للحصول على مزيد من الأدلة حول مسار السياسة النقدية.
المصدر: تاس
