Connect with us

Hi, what are you looking for?

اقتصاد

سعر القمح يتجه لتسجيل أطول موجة مكاسب منذ أبريل 2025

شهدت أسعار القمح ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات الأمس، مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأسود وتدهور الأوضاع المناخية في الولايات المتحدة. وبلغ سعر القمح في شيكاغو 5.2075 دولار للبوشل، مسجلاً زيادة بنسبة 0.7%، وذلك في ظل توقعات باستمرار هذه العوامل المؤثرة خلال الأسبوع الجاري. هذا الارتفاع يثير قلقًا بشأن تكاليف الغذاء العالمية.

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه مناطق زراعة القمح في الولايات المتحدة جفافًا حادًا، بينما تزيد المخاوف بشأن تأثير الصراع في أوكرانيا على إمدادات الحبوب من منطقة البحر الأسود. وتشير التقارير إلى أن نقص الرطوبة سيستمر في المناطق الشمالية والجنوبية من الولايات المتحدة، مما قد يؤثر على المحاصيل المستقبلية. الأسواق ستغلق يوم الخميس احتفالًا بعيد الميلاد.

تأثير العوامل الجيوسياسية والمناخية على أسعار القمح

تعتبر منطقة البحر الأسود من أهم مناطق إنتاج وتصدير القمح على مستوى العالم، حيث تساهم بشكل كبير في تلبية الطلب العالمي. الاضطرابات في هذه المنطقة، سواء بسبب الصراع أو التوترات السياسية، تؤدي بشكل مباشر إلى تقليل المعروض وزيادة الأسعار. وفقًا لتقارير شركة “فايسالا” للتوقعات الجوية، فإن الوضع الحالي لا يبشر بالخير.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب الطقس دورًا حاسمًا في تحديد حجم وجودة محاصيل القمح. فالجفاف، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى تلف المحاصيل وتقليل الإنتاجية. وقد أكدت وزارة الزراعة الأمريكية على أن الطقس الجاف المصحوب بدرجات حرارة قياسية يؤثر سلبًا على السهول الوسطى والجنوبية في البلاد.

الجفاف في الولايات المتحدة: تفاصيل وتوقعات

تشير البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن حالة الجفاف في مناطق زراعة القمح في الولايات المتحدة تتفاقم. وتشمل المناطق المتضررة بشكل خاص السهول الوسطى والجنوبية، وهي مناطق رئيسية لإنتاج القمح الشتوي. هذا الجفاف يهدد بتقليل المساحات المزروعة وتقليل الغلة المتوقعة.

وتتوقع شركة “فايسالا” استمرار هذه الظروف الجافة خلال الأسبوع الجاري، مما يزيد من المخاوف بشأن تأثيرها على المحاصيل. قد يؤدي نقص الرطوبة إلى زيادة تكاليف الري، مما يرفع بدوره تكاليف الإنتاج ويساهم في ارتفاع الأسعار. تعتبر إدارة المياه بشكل فعال أمرًا بالغ الأهمية للتخفيف من آثار الجفاف.

التوترات في البحر الأسود وتأثيرها على الإمدادات

لا تزال التوترات في منطقة البحر الأسود تشكل خطرًا كبيرًا على إمدادات القمح العالمية. الصراع في أوكرانيا، على وجه الخصوص، قد أدى إلى تعطيل عمليات الزراعة والحصاد والتصدير. على الرغم من الجهود الدولية لتسهيل تصدير الحبوب من أوكرانيا، إلا أن الوضع لا يزال غير مستقر.

ومع ذلك، تم التوصل إلى اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مما ساهم في استقرار الأسعار بشكل مؤقت. لكن تجديد هذا الاتفاق يظل محل شك، مما يثير مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في المستقبل. تعتمد الأسواق العالمية بشكل كبير على استقرار الإمدادات من هذه المنطقة.

بالإضافة إلى القمح، تتأثر أسعار الحبوب الأخرى مثل الذرة والشعير بهذه التطورات. فالتقلبات في أسعار القمح غالبًا ما تؤدي إلى تقلبات مماثلة في أسعار الحبوب الأخرى، مما يؤثر على تكاليف الأعلاف والمنتجات الغذائية المصنعة. تعتبر مراقبة أسعار الذرة والشعير مؤشرًا إضافيًا على الوضع العام في سوق الحبوب.

في المقابل، تشير بعض التقارير إلى أن بعض المناطق الأخرى في العالم قد تشهد محاصيل جيدة من القمح، مما قد يساعد في تخفيف الضغط على الأسعار العالمية. ومع ذلك، فإن هذه المحاصيل قد لا تكون كافية لتعويض النقص المتوقع من منطقة البحر الأسود والولايات المتحدة. تعتبر التوقعات الجوية في هذه المناطق أمرًا بالغ الأهمية.

من المتوقع أن تستمر الأسواق في مراقبة التطورات في كل من منطقة البحر الأسود والولايات المتحدة عن كثب. أي تغييرات في الوضع الجيوسياسي أو المناخي يمكن أن تؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار القمح. كما أن قرارات وزارة الزراعة الأمريكية بشأن دعم المزارعين وإدارة المخزونات ستلعب دورًا مهمًا في تحديد مسار الأسعار.

في الختام، من المرجح أن تشهد أسعار القمح مزيدًا من التقلبات في الأيام والأسابيع القادمة. يعتمد مستقبل الأسعار على تطورات الصراع في أوكرانيا، والظروف الجوية في الولايات المتحدة، والسياسات الحكومية المتعلقة بالزراعة والتجارة. سيراقب المحللون عن كثب بيانات الإنتاج والتصدير القادمة لتقييم الوضع بشكل أفضل.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة