منظر لمكتب مركز بيانات خزنة. — الصورة المرفقة
ويقدر حجم سوق مراكز البيانات في دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو 429.34 ميجاوات هذا العام، ومن المتوقع أن يصل إلى 841.03 ميجاوات بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 14.39 في المائة بين عامي 2024 و2029، بحسب الأبحاث.
وقال يوهان نيلرود، مدير الاستراتيجية والتخطيط في شركة خزنة داتا سنترز، في مقابلة مع صحيفة خليج تايمز: “نظرًا للكميات المذهلة من البيانات التي يتم إنشاؤها على مدار الساعة، ستشهد دولة الإمارات العربية المتحدة المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية لمراكز البيانات حيث أصبحت الشركات على دراية متزايدة بالحاجة إلى إدارة البيانات والمعلومات بكفاءة وفعالية من حيث التكلفة”.
أصبحت مراكز البيانات واحدة من أكثر الموارد قيمة في العالم لأنها تمكن التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية والعمل عن بعد، كما أنها تدفع الاقتصاد العالمي. تشكل مراكز البيانات العمود الفقري للاقتصاد الرقمي، حيث تمكن كل شيء من الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي إلى تشغيل المدن الذكية وتطبيقات المؤسسات. وهي توفر البنية الأساسية الأساسية التي تدعم تخزين البيانات ومعالجتها وتوزيعها، مما يضمن قدرة الشركات على العمل بكفاءة وأمان.
يوهان نيلرود، مدير أول للاستراتيجية والتخطيط في شركة خزنة داتا سنترز
وقال نيلرود إن آفاق نمو مراكز البيانات في الإمارات العربية المتحدة واعدة بشكل استثنائي. وأضاف: “تشهد المنطقة توسعًا قويًا في البنية التحتية الرقمية، مدفوعة بمبادرات مثل مشاريع المدن الذكية، وزيادة الطلب من الشركات، وتطوير مراكز كابلات بحرية جديدة تعزز الاتصال. وفي خزنة، نساهم بنشاط في هذا النمو من خلال خططنا التوسعية الطموحة. وفي الوقت الحاضر، تمتلك خزنة محفظة قوية من مراكز البيانات المتقدمة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، مع أكثر من 23 مركز بيانات تشغيلي، وسبعة مراكز إضافية قيد الإنشاء، والعديد من المشاريع الجديدة في طور الإعداد في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
على الصعيد العالمي، تشهد صناعة مراكز البيانات توسعًا سريعًا. ومن المتوقع أن ينمو حجم سوق مراكز البيانات العالمية، الذي يقاس بإجمالي الإيرادات بقيمة 324 مليار دولار اليوم، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.8 في المائة، ليصل إلى 436 مليار دولار بحلول عام 2028. ووفقًا لأحدث ورقة بيضاء أصدرتها شركة خزنة بالشراكة مع وايت شيلد، من المتوقع أن يشهد سوق مراكز البيانات العالمية نموًا أعلى، بمعدل نمو سنوي مركب لمدة 5 سنوات بنسبة 11.3 في المائة من عام 2021 إلى عام 2026.
وفي سياق دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل مراكز البيانات مثل تلك التي تديرها شركة خزنة على تسهيل نشر التقنيات المتطورة، وتعزيز الاتصال، وتوفير المرونة والموثوقية اللازمتين اللتين تتطلبهما الشركات الحديثة. وقال نيلرود: “نحن محظوظون لأن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم بقوة وضع الدولة كمركز عالمي لمراكز البيانات – وهذا واضح في موقفها الاستباقي نحو خلق بيئة تنظيمية مواتية والاستثمار في البنية التحتية الرقمية القوية. وفي حين أن استثمار القطاع الخاص مهم، فإن الدعم الحكومي ضروري لتحقيق النطاق المطلوب لبناء وتوسيع البنية التحتية لمراكز البيانات. بالإضافة إلى ذلك، حددت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة طموحاتها الرقمية لاستراتيجيتها لعام 2025 وكانت أول حكومة تعين وزيراً للذكاء الاصطناعي، مما عزز أهمية الرقمية وعدم القدرة على التقدم بدون مراكز البيانات التي توفر الأساس”.
ويعزز وجود مراكز البيانات المتقدمة جاذبية دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز للأعمال، مما يشجع الشركات المتعددة الجنسيات على إنشاء مقار إقليمية لها في الدولة. — الصورة المرفقة
ومع توسع مراكز البيانات، فإنها تجتذب استثمارات كبيرة، سواء من الكيانات المحلية أو الدولية، مما يحفز بدوره النشاط الاقتصادي. ويدعم هذا النمو خلق وظائف عالية المهارة في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والهندسة وإدارة المشاريع. وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة خزنة، أدى الاستثمار في مراكز البيانات إلى خلق 1605 وظيفة في عام 2023. وفي عام 2028، من المتوقع أن ينمو الرقم، حيث يبلغ عدد الوظائف المباشرة التي تم إنشاؤها 2060 وظيفة في الإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الفوائد الرئيسية في سوق العمل ستكون من الوظائف غير المباشرة والقطاعية التي تم إنشاؤها كأثر للبنية التحتية لمراكز البيانات. تؤدي الاستثمارات المستمرة في مراكز البيانات في الإمارات العربية المتحدة إلى توليد فرص العمل، وتغذية النمو الاقتصادي والتحول الرقمي.
وأضاف نيلرود أن وجود مراكز البيانات المتقدمة يعزز جاذبية دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز للأعمال، ويشجع الشركات المتعددة الجنسيات على إنشاء مقار إقليمية في الدولة. وأضاف نيلرود: “يعمل هذا التدفق من الشركات على تعزيز التنوع الاقتصادي، مما يقلل الاعتماد على القطاعات التقليدية مثل النفط والغاز. بالإضافة إلى ذلك، تدعم مراكز البيانات أيضًا التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والبلوك تشين. هذه الابتكارات ليست ضرورية فقط لدفع القدرة التنافسية الاقتصادية وتعزيز التقدم التكنولوجي، بل تساهم أيضًا في زيادة الإنتاجية والابتكار في مختلف الصناعات”.