أعلن عضو في البرلمان الروسي عن مفاوضات جارية لإنشاء أول بنك إسلامي في روسيا، بالتزامن مع افتتاح مركز تمثيلي لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) في قازان. تهدف هذه الخطوة إلى تحفيز تطوير التمويل الإسلامي في البلاد، والذي يقدر حجم السوق المحتمل له بتريليون روبل أو أكثر. ويأتي هذا التطور في سياق اهتمام متزايد بالبدائل المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
جاء الإعلان خلال حفل افتتاح مركز AAOIFI في قازان، حيث أكد البرلماني أن إمكانات سوق التمويل الإسلامي في روسيا قد تصل إلى 10 تريليونات روبل. ويرى أن تحقيق هذا الهدف ممكن خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً مع بذل الجهود اللازمة. ويعتبر هذا المركز خطوة حاسمة نحو دمج روسيا في النظام العالمي للتمويل الإسلامي.
تطوير التمويل الإسلامي في روسيا: خطوة نحو سوق واعدة
يمثل افتتاح مركز AAOIFI في قازان نقطة تحول في مسيرة تطوير التمويل الإسلامي في روسيا والمنطقة الأوراسية. يهدف المركز إلى توطين المعايير الدولية للصيرفة الإسلامية، وتنمية الكفاءات البشرية المتخصصة في هذا المجال، وتعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الإسلامية الرائدة حول العالم. ويأتي هذا في وقت تشهد فيه روسيا طلباً متزايداً على الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
أهداف المركز الاستراتيجية
يركز المركز التمثيلي على ثلاثة أهداف رئيسية. أولاً، العمل على تطبيق المعايير الدولية للصيرفة الإسلامية بما يتناسب مع البيئة القانونية والتنظيمية الروسية. ثانياً، تطوير برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر البشرية اللازمة لخدمة هذا القطاع. وثالثاً، بناء شبكة من الشراكات مع المؤسسات المالية الإسلامية في مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات والمعرفة.
الصيرفة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية تختلف عن الصيرفة التقليدية في أنها تحظر الربا (الفائدة) وتعتمد على مبادئ المشاركة في الربح والخسارة. وتشمل الأدوات المالية الإسلامية المرابحة، والإجارة، والمضاربة، والمشاركة. وتحظى هذه الأدوات باهتمام متزايد من المستثمرين والعملاء الذين يبحثون عن بدائل استثمارية أخلاقية ومسؤولة.
تأسست AAOIFI في عام 1991 في البحرين، وهي منظمة دولية غير ربحية تعمل على وضع معايير الشريعة الإسلامية للمؤسسات المالية الإسلامية. وتغطي معايير AAOIFI جوانب مختلفة من العمليات المالية الإسلامية، بما في ذلك المحاسبة، والتدقيق، والحوكمة، والامتثال. وتعتبر هذه المعايير مرجعاً أساسياً للمؤسسات المالية الإسلامية في أكثر من 45 دولة حول العالم.
الاستثمار الإسلامي يشهد نمواً مطرداً على مستوى العالم، مدفوعاً بالطلب المتزايد من المستثمرين المسلمين وغير المسلمين على المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة. وتشير التقديرات إلى أن حجم أصول التمويل الإسلامي العالمي يتجاوز تريليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يستمر في النمو في السنوات القادمة. وتعتبر روسيا سوقاً واعدة للاستثمار الإسلامي نظراً لحجمها السكاني الكبير وثرواتها الطبيعية.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض التحديات التي تواجه تطوير التمويل الإسلامي في روسيا، بما في ذلك عدم وجود إطار قانوني وتنظيمي شامل، ونقص الوعي بالمنتجات المالية الإسلامية، وقلة الكفاءات البشرية المتخصصة. ويتطلب التغلب على هذه التحديات بذل جهود مشتركة من قبل الحكومة، والمؤسسات المالية، والخبراء في مجال التمويل الإسلامي.
من المتوقع أن يتم الانتهاء من صياغة الإطار القانوني والتنظيمي للتمويل الإسلامي في روسيا بحلول نهاية العام القادم، وفقاً لتصريحات وزارة المالية الروسية. وستحدد هذه التشريعات القواعد والإجراءات اللازمة لإنشاء وتشغيل البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية في البلاد. ويترقب السوق الروسي بفارغ الصبر هذه التشريعات، والتي ستفتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة وتعزز النمو الاقتصادي.