شهد عدد المليارديرات الشباب دون سن الأربعين ارتفاعًا ملحوظًا، حيث كشفت مجلة فوربس عن قائمتها السنوية لأغنى الأشخاص الذين حققوا ثرواتهم بأنفسهم (العصاميين) في العالم ممن تقل أعمارهم عن 40 عامًا. وتضم القائمة 71 شخصًا، بإجمالي ثروة صافية تبلغ 218 مليار دولار، وهو أكبر عدد منذ عام 2021. هذا الارتفاع يعكس النمو القوي في قطاع ريادة الأعمال، خاصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
وتصدر هذه القائمة إدوين تشين، البالغ من العمر 38 عامًا، مؤسس شركة Surge AI المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بثروة تقدر بـ 18 مليار دولار. ويأتي في المركز الثاني وانغ نينغ، مؤسس شركة “بوب مارت إنترناشونال غروب” الصينية، بثروة صافية تبلغ 15.7 مليار دولار. كما برز في القائمة ثلاثة رواد أعمال شباب وهم أدارش هيريمات، وبريندان فودي، وسوريا ميدها، حيث بلغت ثروتهم مجتمعين 2.2 مليار دولار.
صعود المليارديرات العصاميين الشباب: نظرة على التوجهات
يعكس هذا التصنيف تحولًا في المشهد الاقتصادي العالمي، حيث يظهر جيل جديد من رواد الأعمال الذين يبنون ثرواتهم من خلال الابتكار والتكنولوجيا. غالبية الأسماء في القائمة مرتبطة بشركات ناشئة في قطاع التكنولوجيا، مما يؤكد على أهمية هذا القطاع كمحرك للنمو والثروة. بالإضافة إلى ذلك، يمثل قطاع التمويل والاستثمار حصة كبيرة من هؤلاء المليارديرات.
الذكاء الاصطناعي يقود الابتكار
تعتبر شركة Surge AI، التي أسسها إدوين تشين، مثالًا بارزًا على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في خلق الثروة. وقد شهدت الشركة نموًا سريعًا بفضل التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والطلب المتزايد على حلولها. هذا النجاح يسلط الضوء على الإمكانات الهائلة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات.
ألعاب “لابوبو” تضاعف الثروة
من ناحية أخرى، حققت شركة “بوب مارت إنترناشونال غروب” الصينية، بقيادة وانغ نينغ، نجاحًا كبيرًا في سوق الألعاب والترفيه. وقد تضاعف سعر سهم الشركة في عام 2025، مدفوعًا بالشعبية المتزايدة لألعاب “لابوبو” التي تجذب شريحة واسعة من المستهلكين. هذا النمو يعكس التغيرات في أنماط الاستهلاك والاتجاه نحو المنتجات الترفيهية.
وتشير المعلومات إلى أن شركة Mercor الناشئة، التي يمتلكها هيريمات وفودي وميدها، قدّرت قيمتها بـ 10 مليارات دولار في أكتوبر الماضي. على الرغم من عدم توفر تفاصيل كثيرة حول طبيعة عمل الشركة، إلا أن هذا التقييم يشير إلى إمكانات نمو كبيرة في المستقبل. هذا النجاح يعزز الثقة في قدرة الشركات الناشئة على المنافسة وتحقيق أرباح كبيرة.
يعتبر تصنيف فوربس هذا بمثابة مؤشر على التغيرات الديموغرافية في عالم الأعمال، حيث يظهر جيل الألفية والجيل Z كقوى دافعة للابتكار والنمو الاقتصادي. العصاميين الشباب هؤلاء يمثلون نموذجًا جديدًا لنجاح الأعمال، يعتمد على الإبداع والتكنولوجيا والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق. ريادة الأعمال أصبحت أكثر جاذبية للشباب، الذين يرون فيها فرصة لتحقيق الاستقلال المالي والتأثير في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الارتفاع في عدد المليارديرات الشباب يعكس أيضًا البيئة الداعمة لريادة الأعمال التي تشهدها العديد من الدول حول العالم. وتقدم الحكومات والمؤسسات المالية العديد من البرامج والمبادرات لدعم الشركات الناشئة وتشجيع الابتكار. الاستثمار في الشركات الناشئة أصبح أكثر سهولة، مما يساعد على تسريع نموها وتحقيق أرباح كبيرة.
من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في السنوات القادمة، مع ظهور المزيد من الشركات الناشئة المبتكرة التي يقودها جيل الشباب. ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي قد تواجه هؤلاء المليارديرات الشباب، مثل المنافسة الشديدة والتغيرات الاقتصادية والسياسية. سيكون من المهم مراقبة كيفية تعاملهم مع هذه التحديات وقدرتهم على الحفاظ على نموهم ونجاحهم. كما يجب متابعة تطورات قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن يلعبا دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.
المصدر: نوفوستي