ومع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28)، أصبح التقاطع بين سياسة المناخ واستراتيجية السوق أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. يستعد المتداولون المتميزون للاستفادة من المنتجات المالية المتخصصة التي تراعي المناخ والذكاء المالي، بما في ذلك المؤشر الأخضر، ومؤشر ESG، ومؤشر EV، وعقود الفروقات الآجلة لـ EUA.
تتمتع أدوات التداول المتقدمة والمؤشرات المستدامة هذه بأهمية استراتيجية في سياق المهام البيئية لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، حيث يطبق المستثمرون عوامل غير مالية كجزء من عملية التحليل الخاصة بهم لتحديد المخاطر المادية وفرص النمو، وفقًا لمعهد المحللين الماليين المعتمدين (CFA).
يقول ريتو سينغ، المدير الإقليمي لشركة StoneX Group Inc.: “من المتوقع أن تتجاوز الأصول البيئية والاجتماعية والحوكمة 53 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2025 على نطاق عالمي، وهو ما يشكل أكثر من ثلث إجمالي الأصول المتوقعة تحت الإدارة، والتي تصل إلى 140.5 تريليون دولار أمريكي”. مضيفًا: “هذا النمو الكبير مدفوع بمجموعة من العوامل، بما في ذلك تأثير الوباء ومبادرات التعافي المستدام في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين”.
وعلى المستوى الإقليمي، تقف أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في طليعة الدول التي تعمل على تعزيز الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة. في الواقع، يشير منشور حديث صادر عن شركة برايس ووترهاوس كوبرز إلى أن “دولة الإمارات العربية المتحدة خطت خطوات كبيرة نحو الاستدامة والتكامل البيئي والاجتماعي والمؤسسي، مما وضع معيارًا جديدًا للمنطقة بأكملها”.
ريتو سينغ، المدير الإقليمي لشركة StoneX Group Inc
في هذا السياق، أصبح المستثمرون مهتمين بشكل متزايد بالمؤشر الأخضر ومؤشر ESG، حيث يمكنهم التداول مع اكتساب التعرض لشركات ESG في المؤشر، من خلال شراء صندوق استثمار مشترك للمؤشر أو صندوق متداول في البورصة (ETF) يسعى إلى تكرار أداء هذا المؤشر.
من ناحية، يوفر مؤشر ESG إطارًا شاملاً لتقييم وتحديد الشركات بناءً على استدامة ممارساتها التجارية. وهو بمثابة معيار حاسم يدمج التأثير البيئي للشركة، والمسؤولية الاجتماعية، ومعايير الحوكمة في تقييمها. مع وضع COP28 لمعايير الاستدامة الجديدة، قد يكون مؤشر ESG بمثابة مؤشر رئيسي للشركات التي من المحتمل أن تتفوق في الأداء في بيئة تنظيمية تفضل الممارسات المستدامة بشكل متزايد.
من ناحية أخرى، يتتبع المؤشر الأخضر حوالي 30 ورقة مالية مصدرة لأغراض خضراء أو اجتماعية أو مستدامة. إنه يقدم نهجًا متطورًا للمتداولين الذين يتطلعون إلى تنويع محفظتهم الاستثمارية مع أخذ الاستدامة في الاعتبار. إنها مجموعة من الأسهم التي تم فحصها بعناية، مع التركيز على الشركات التي لها بصمة كبيرة في التكنولوجيا الخضراء والممارسات المستدامة. ومع تركيز COP28 على النمو المستدام، فإن المؤشر الأخضر يستعد ليعكس التعزيزات التنظيمية المتوقعة والتقدم التكنولوجي، وبالتالي يقدم للمتداولين أداة ديناميكية للاستثمار المتوافق مع البيئة.
اكتسبت عقود الفروقات الآجلة لـ EUA أيضًا رؤية واضحة، حيث تمثل خطًا مباشرًا لنبض سوق الكربون، مع تصور EUA بدلات الانبعاثات بالطن المتري من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من غازات الدفيئة من قبل كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. وتسمح هذه المؤشرات للمتداولين بالمضاربة على أسعار أرصدة الكربون، مع الفهم العميق لنظام مقايضة الكربون في الاتحاد الأوروبي.
باختصار، توفر هذه الأدوات المالية سبلًا متطورة لمواءمة استراتيجيات التجارة مع أجندة المناخ الخاصة بمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين. بالنسبة للمتداولين في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، تمثل هذه الأدوات طريقًا لتحقيق الربحية المحتملة في عالم مدفوع بشكل متزايد بالمبادرات الخضراء، ويمكن الوصول إليها من خلال شركاء تجاريين موثوقين مثل FOREX.com الذي لديه مكتب في دبي.
