عقوبة فريدة أمرت بها المحكمة جعلت السائقين المتهورين ينظفون تصرفاتهم حرفيًا.
وفي حكم صدر مؤخراً، غرمت محكمة المرور في العين ثلاثة سائقين بمبلغ 50 ألف درهم لكل منهم، وعلقت تراخيصهم لمدة ثلاثة أشهر وصادرت مركباتهم. بالإضافة إلى ذلك، أمرتهم المحكمة أيضًا بتنظيف الشوارع التي قاموا فيها بأداء الأعمال المثيرة.
ولم تسفر الحادثة، التي ظهرت إلى العلن من خلال مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، عن إلحاق أضرار بالطريق العام فحسب، بل شكلت أيضًا تهديدًا لسلامة المتواجدين في المنطقة المجاورة. وهو ما دفع السلطات إلى التدخل، مما أدى إلى اعتقال السائقين واتخاذ الإجراءات القانونية اللاحقة.
للتعرف على عقوبة إجبار المتهمين على أداء خدمة مجتمعية، خاصة في شكل تنظيف الشوارع، طلبنا رأي الخبراء القانونيين.
وأعرب حسن الحايس، المستشار القانوني بمكتب عواطف محمد شوقي للمحاماة والاستشارات القانونية، عن دعمه لخدمة المجتمع كحل فعال.
وبحسب الحايس، تخدم خدمة المجتمع أغراضًا متعددة، بما في ذلك ردع المتهمين، وتعزيز الإصلاح، وتعزيز المسؤولية، وتوفير فهم مباشر للعواقب والتكاليف المتكبدة بسبب التخريب.
حسن الحايس
“إنه مثالي لأنه يعزز المسؤولية حتى لا يكرر الجريمة ويرى بأم عينيه الجهد والتكلفة المبذولة في أماكن التخريب أو الأضرار الناجمة عنه، سواء كان ذلك تعب عمال تنظيف الطرق أو تكلفة تنظيف الطرق”. وقال حسن: “الحكومة في إصلاح الشوارع والأضرار”. خليج تايمز.
وسلط بارني المزار، مدير قسم الشركات التجارية في قانون الخليج، الضوء على الجوانب القانونية للعقوبة.
وذكر أن المخالفات البسيطة، مثل المخالفات المرورية، يمكن معاقبتها بالغرامات أو خدمة المجتمع أو السجن. وبالإشارة إلى المواد ذات الصلة من قانون العقوبات، سلط المزار الضوء على سحب رخصة القيادة كإجراء غير مؤهل.
بارني المزار
وذكر من تجربته أن خدمة المجتمع أثبتت فعاليتها في تصحيح سلوك المجرمين والعمل كرادع للجرائم المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه يوفر للجناة عنصرًا تعليميًا، يمكنهم من فهم تأثير أفعالهم على المجتمع.
ويتفق الخبيران القانونيان على أن الحكم الأخير يتماشى مع النهج المتطور الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه العدالة، والذي يركز على الممارسات التصالحية بدلاً من التدابير العقابية. ويؤيد المزار فرض خدمة المجتمع، مشيراً إلى فاعليتها في تصحيح السلوك ومنع تكرار المخالفات.
ومن خلال التركيز على إعادة التأهيل والمشاركة المجتمعية، يهدف نظام العدالة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى بناء مجتمع متناغم ومسؤول. خدمة المجتمع لا تجعل الأفراد مسؤولين عن أفعالهم فحسب، بل تعزز أيضًا النمو الشخصي والشعور بالمسؤولية المجتمعية. وهو بمثابة بديل واعد يوازن بين المساءلة وفرص الإصلاح وتحسين المجتمع.