الصورة المستخدمة لأغراض توضيحية. الصورة: ملف
قال أحد خبراء التعليم البارزين، مع بدء العام الدراسي الجديد، إن معلمي المدارس يجب أن يتكيفوا باستمرار مع التقدم السريع في التكنولوجيا والاتجاهات التعليمية المتغيرة، الأمر الذي يتطلب منهم تحديث مهاراتهم بانتظام.
أكد خالد الرميثي مدير إدارة تطوير الاستراتيجية التربوية بديوان الرئاسة وخريج برنامج الخبراء الوطنيين، أهمية برامج التطوير المهني المستمر للمعلمين.
“إن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه المدارس بشكل عام هو البقاء في طليعة معدل التغيير من خلال دعم برامج التطوير المهني المستمر. ويعتبر التطوير المهني المستمر أحد المكونات المهمة للتعليم، حيث يمكّن المعلمين من المشاركة في أنشطة مثل حضور ورش العمل والندوات والمؤتمرات أو إكمال الدورات، للمساعدة في تحسين فهمهم وتعلم أساليب وتقنيات التدريس الجديدة مع اكتساب رؤى جديدة حول ممارساتهم التدريسية،” قال الرميثي. صحيفة الخليج تايمز.
ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
وقال أثناء حديثه عن التحديات الرئيسية التي تواجه المدارس الحكومية في تطوير استراتيجيات التدريس الفعالة: “تساعد هذه البرامج على تعزيز ثقافة الابتكار والقدرة على التكيف في المدارس، ولهذا السبب جعلت وزارة التربية والتعليم التطوير المهني المستمر أولوية في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
نظمت الوزارة الأسبوع الماضي “أسبوع التدريب التخصصي” استعداداً للعام الدراسي الجديد، بحضور أكثر من 23 ألفاً من الكوادر التربوية من معلمين ومعلمات وقادة مدارس ومختصين من مختلف أنحاء الدولة، بهدف تزويدهم بأحدث الأدوات التعليمية المبتكرة التي يمكن الاستفادة منها في أداء مهامهم التدريسية.
“أكثر من أي وقت مضى، يجب أن ننظر إلى التعليم باعتباره مجالًا متطورًا باستمرار، ومن الضروري أن يستمر المعلمون في التطور لمساعدة طلابنا على تشكيل مستقبل هادف في ظل اقتصاد متغير.”
خالد الرميثي، مدير تطوير الاستراتيجية التعليمية في ديوان الرئاسة وخريج برنامج الخبراء الوطنيين. الصورة: مقدمة
الحد من إرهاق المعلمين
وأشار الرميثي إلى أن المدارس الحكومية يمكن أن تساعد في تطوير التدريس الفعال من خلال تقليل عدد الساعات التي يتعين على المعلمين تخصيصها للمهام الإدارية، والتي غالبا ما يشار إليها كمصدر للإرهاق لدى المعلمين.
وقال “من خلال أتمتة المهام الإدارية الروتينية، يمكن للمدارس تحرير سير عمل المعلمين، مما يمنحهم المزيد من الوقت للتركيز على الأنشطة التي تدعم تعلم الطلاب”، مشيراً إلى دراسة استقصائية دولية حديثة حول التدريس والتعلم (TALIS)، والتي أفادت بأن أسباب التوتر لدى المعلمين تشمل وجود الكثير من العمل الإداري ومواكبة المتطلبات المتغيرة.
وبحسب بحث أجرته شركة ماكينزي، فإن التكنولوجيا الحالية يمكن أن تساعد المعلمين على إعادة تخصيص ما بين 20 إلى 40 في المائة من وقتهم نحو الأنشطة التي تدعم تعلم الطلاب.
طرق تدريس مبتكرة
وقال الرميثي إن اعتماد الاستخدام الفعال للذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في زيادة مشاركة الطلاب، وتسهيل التعلم الشخصي، فضلاً عن خلق بيئات تعليمية أكثر شمولاً.
“يبلغ المعلمون بالفعل عن فوائد استخدام ChatGPT كمدرس رياضيات شخصي فردي مفيد للطلاب، على سبيل المثال. يمكن أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي حافزًا لتحويل مدارسنا العامة، لكنها تتطلب التزامًا بالتعليم الشامل العادل الذي يستهدف احتياجات الطلاب ويمنحهم الفرصة للنجاح. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي إذا تم تعليم الطلاب الطريقة الصحيحة لاستخدامه. يمكن أن يكون أحد الأمثلة استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحسين القواعد أو الفهم بناءً على محادثة، مما يساعد الطلاب على فهم التحدث بشكل فعال وموجز في العالم الحقيقي.”
وناقش الرميثي عدداً من أساليب التدريس المبتكرة التي تعزز التعلم في المواد الأساسية.
وبالنسبة للرياضيات والعلوم، أوصى باستخدام الألعاب التعليمية التي “تتمتع بالقدرة على تحويل المفاهيم الصعبة إلى تحديات تفاعلية”. كما أن التعلم القائم على المشاريع هو نهج فعال آخر يشجع الطلاب على “التعلم من خلال تطبيق المعرفة والمهارات” من خلال الخبرة العملية. وبالنسبة للمواد اللغوية مثل الإنجليزية والعربية، أكد أن تعزيز القراءة أمر أساسي لتطوير مهارات القراءة والكتابة القوية.
استراتيجيات للبقاء في المقدمة
وقال الرميثي إن المعلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة يمكنهم مواكبة التطورات التكنولوجية ودمجها في ممارساتهم التدريسية من خلال اتباع نهج استباقي يتضمن التعلم المستمر والتعاون بين الأقران والتجريب العملي في الفصول الدراسية. وأوصى بمتابعة المجلات التكنولوجية التعليمية وحضور الندوات عبر الإنترنت والمشاركة في مجتمعات التعلم المهني.
“في دولة الإمارات العربية المتحدة، توفر مبادرات مثل برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي الموارد والمنصات التي تمكن المعلمين من البقاء على اطلاع بأحدث الأدوات والاتجاهات في مجال التكنولوجيا التعليمية.”
وتحدثت الرميثي عن دور المعلمين، مؤكدة أيضاً على أهمية مشاركة أولياء الأمور في دعم تعلم الطلبة.
“إذا تم إشراك الطالب ودعمه من قبل والديه، يمكن للمعلمين البناء على هذا الأساس لتسريع تطوره الأكاديمي وضمان تحقيق أهدافه المهنية.”