قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إن البنوك في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى تظهر رغبة قوية في توسيع حضورها في الأسواق الإقليمية الكبرى، وخاصة تركيا ومصر والهند، وذلك بفضل تحسن الظروف الاقتصادية وفرص النمو الأفضل مقارنة بأسواقها المحلية.
وقالت وكالة التصنيف العالمية إن عدة بنوك خليجية تتطلع إلى الاستحواذ على بنوك في تركيا ومصر والهند.
وقال محللون في فيتش “نعتقد أن النمو الخارجي يشكل جزءاً من استراتيجية بعض البنوك الخليجية لتنويع نماذج الأعمال وتحسين الربحية. ومن خلال نشر رأس المال في الأسواق ذات النمو المرتفع، قد تتمكن هذه البنوك من تعويض ضعف النمو في أسواقها المحلية”.
كن على اطلاع على اخر الاخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
وترغب البنوك الإماراتية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي في الاستفادة من العدد الكبير من السكان غير المستغلين في تركيا ومصر والهند، حيث تقل نسب أصول أنظمتها المصرفية إلى الناتج المحلي الإجمالي عن 100%، مقارنة بأكثر من 200% في أكبر أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.
شهدت البنوك الإماراتية توسعاً كبيراً في أسواق الدول الأخرى مع توسع الشركات الإماراتية في تلك الأسواق.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن بنك أبوظبي التجاري عن التوسع في آسيا الوسطى ــ التي يبلغ حجم اقتصادها 1.75 تريليون دولار أميركي ــ من خلال إنشاء مركز في كازاخستان لخدماته المصرفية للشركات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وسوف يدعم المُقرض طموحات النمو للشركات المشاركة في التنمية الاقتصادية السريعة في آسيا الوسطى.
وقال علاء عريقات، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي التجاري: “من خلال تواجدنا المتجدد في كازاخستان، إلى جانب شبكتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع، يتمتع بنك أبوظبي التجاري بمكانة فريدة لدعم الشركات العاملة على طول الممرات الاقتصادية الإقليمية الرئيسية”.
التعرض الرئيسي
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إن التعرض الرئيسي للبنوك الخليجية خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي هو من خلال الشركات التابعة في تركيا ومصر، حيث بلغ إجمالي أصولها نحو 150 مليار دولار في نهاية الربع الأول من عام 2024. وأضافت الوكالة: “في حين أن هذه الأسواق هي المحور الرئيسي للنمو، هناك اهتمام متزايد بالهند، وخاصة من البنوك من الإمارات العربية المتحدة، التي تتمتع بروابط مالية وتجارية قوية ومتنامية مع الهند”.
وتتمثل التعرضات الرئيسية للبنوك الخليجية خارج منطقة مجلس التعاون الخليجي في الشركات التابعة لها في تركيا ومصر، حيث بلغ إجمالي أصولها نحو 150 مليار دولار في نهاية الربع الأول من عام 2024. وفي حين تشكل هذه الأسواق المحور الرئيسي للنمو، فإن هناك اهتماماً متزايداً بالهند، وخاصة من جانب البنوك في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتمتع بروابط مالية وتجارية قوية ومتنامية مع الهند.
ومن بين البنوك الإماراتية، بنك الإمارات دبي الوطني لديه تعرض لتركيا، في حين أن بنك أبوظبي الإسلامي وبنك أبوظبي الأول لديهما تعرض لمصر.
وارتفعت رغبة البنوك الخليجية في التوسع في تركيا منذ التحول في سياسة البلاد عقب الانتخابات الرئاسية العام الماضي، وهو ما أدى إلى خفض ضغوط التمويل الخارجي ومخاطر الاستقرار الكلي والمالي، مما دفع وكالة فيتش مؤخرا إلى رفع توقعاتها للقطاع المصرفي.
ويشهد اهتمام البنوك الخليجية بمصر زخماً أيضاً.
وقالت الوكالة في تقريرها “نعتقد أن هذا النمو مدفوع بتحسن البيئة الاقتصادية الكلية في مصر، والفرص التي يوفرها برنامج الخصخصة الذي تنفذه السلطات، وتوسع بعض شركات دول مجلس التعاون الخليجي في البلاد”.
ومع ذلك، حذرت فيتش من أن ارتفاع تكلفة الاستحواذ على البنوك في تركيا ومصر والهند قد يؤثر سلباً على خطط الاستحواذ لدى بنوك دول مجلس التعاون الخليجي.