فرضت باكستان ضريبة اتحادية ثابتة قدرها 5000 روبية (66 درهمًا إماراتيًا) على أسعار تذاكر الطيران للعمال ذوي الياقات الزرقاء المسافرين إلى الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وهو ما من شأنه أن يزيد من تكلفة الرحلات الجوية للعمال.
وأعلنت هيئة الإيرادات الفيدرالية الباكستانية ذلك في إشعار أصدرته الأسبوع الماضي.
وجاء في الإخطار أنه سيتم تحصيل مبلغ ثابت قدره 5000 روبية لكل تذكرة “من الركاب الذين يحملون تأشيرة عمل مطبوعة على جوازات سفرهم التي تم التحقق منها من قبل حامي المهاجرين (مكتب الهجرة والتوظيف في الخارج) والذين يشرعون في رحلة دولية من باكستان إلى دول مجلس التعاون الخليجي”.
ابقى على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
كان الممر الجوي بين الإمارات وباكستان من أكثر الممرات الجوية ازدحامًا بسبب العدد الكبير من مواطني جنوب آسيا المقيمين في الإمارات. وعادة ما تكون أسعار تذاكر الطيران بين الإمارات وباكستان مرتفعة بالفعل بسبب نقص المقاعد المتاحة. وغالبًا ما تكون تكلفة الرحلة التي تستغرق ثلاث ساعات من المدن الباكستانية إلى الإمارات أكثر من تكلفة الرحلات التي تستغرق نفس الساعة من الدول المجاورة.
وستؤدي هذه الضريبة الجديدة إلى زيادة الضغط على الدخول الضئيلة للعمال ذوي الياقات الزرقاء، حيث أنهم يشكلون الجزء الأكبر من الأشخاص المهاجرين من الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
“إن هذا يشكل عبئاً إضافياً على العمال مثلي. قد يبدو هذا المبلغ ضئيلاً بالدرهم الإماراتي، ولكن 5000 روبية هو مبلغ لائق إلى حد ما بالنسبة للعمال الفقراء القادمين من المناطق النائية في باكستان بحثاً عن مستقبل مالي أفضل. كما أن هؤلاء العمال ذوي الياقات الزرقاء هم المصدر الأكبر للتحويلات المالية إلى باكستان. ويتعين على الحكومة أن تفكر مرتين قبل اتخاذ مثل هذه القرارات”، هذا ما قاله علي أحمد، الذي جاء إلى الإمارات كعامل ولكنه يعمل الآن مساعداً في شركة خاصة.
في الوقت الحالي، تعمل خمس شركات طيران باكستانية وأربع شركات طيران إماراتية بين البلدين.
ويأتي قرار فرض ضريبة اتحادية ثابتة في الوقت الذي زادت فيه الحكومة الباكستانية الرسوم على تذاكر الطيران من درجة الأعمال بمقدار 30 ألف روبية إلى 105 آلاف روبية إلى الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى في الشرق الأوسط اعتبارًا من 1 يوليو 2024.
على مدى السنوات القليلة الماضية، كان هناك نزوح جماعي للأشخاص من الدولة الواقعة في جنوب آسيا بسبب نقص الوظائف وارتفاع التضخم وعدم الاستقرار السياسي مما أجبرهم على البحث عن وظائف خارج البلاد.
تشمل دول مجلس التعاون الخليجي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والبحرين وقطر والكويت. وتضم هذه المنطقة أكبر عدد من الجالية الباكستانية.
وفي الفترة من 2023 إلى 2024، كانت دول مجلس التعاون الخليجي الوجهات الأولى حيث سافر ما مجموعه 862,625 شخصًا من الجالية الجنوب آسيوية إلى الخارج عالميًا بحثًا عن لقمة العيش.
وأظهرت البيانات التي نشرت في المسح الاقتصادي الباكستاني 2023-24 أن المملكة العربية السعودية كانت الوجهة الأولى حيث ذهب 426951 باكستانيًا إلى المملكة بحثًا عن عمل.
يعيش ويعمل في الإمارات العربية المتحدة نحو 1.7 مليون مواطن من جنوب آسيا. وفي الفترة 2023-2024، هاجر 230 ألف باكستاني إلى الإمارات العربية المتحدة بحثًا عن فرص عمل أفضل.
ووظفت سلطنة عمان 60046 عاملاً باكستانياً، بنسبة 7%، في حين وظفت قطر 55112 عاملاً. واستضافت البحرين وماليزيا 13345 و20905 عاملاً على التوالي.
سافر أكثر من 13.53 مليون باكستاني إلى الخارج عبر إجراءات رسمية للعمل في أكثر من 50 دولة حتى أبريل 2024. وحوالي 96 في المائة من العمال الباكستانيين المسجلين للعمل في الخارج في دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وهم يساهمون في تنمية الاقتصاد الباكستاني من خلال إرسال التحويلات المالية، المصدر الأساسي للعملة الأجنبية بعد الصادرات.
