في مناسبة تاريخية، تمت إضافة “الهريس”، وهو طبق إماراتي تقليدي، إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة.
وبينما تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا الإنجاز، استكشفنا كيف يوحد هذا الطبق الذي يشبه العصيدة بين الإماراتيين والمغتربين عبر الأجيال – من الجيل Z إلى كبار السن.
وأبدى محمد الفردان، وهو شاب إماراتي يبلغ من العمر 17 عاماً، إعجابه بالهريس، مشيراً إلى أنه يجسد جوهر الثقافة الإماراتية. ويتناول هذا الطبق مرتين في الشهر ويستمتع به يوميا خلال شهر رمضان المبارك.
مفتونًا بحرفة صنع الهريس، يطمح محمد إلى أن يصبح محترفًا مرخصًا للهريس ويأمل أن يتعلم الفن الكامن وراء ذلك. ويوصي أيضًا بتجربة الهريس في “بيت جدتي”، أحد المطاعم الإماراتية المفضلة لديه والموجود في أبو ظبي، والذي يقدم هذا الطبق التقليدي بلمسة عصرية.
محمد الفردان
وأكدت منى المنصوري، الشيف التنفيذي في فندق فيرمونت باب البحر ومقدمة البرامج الشهيرة، على أهمية الهريس في المطبخ الإماراتي. وأبرزت حضورها في مختلف المناسبات، كالأعراس، والجنازات، والتجمعات. وبينما تشتمل الوصفة التقليدية على اللحوم، أقرت منى بتطور تفضيلات الناس وظهور أنواع مختلفة تعتمد على الدجاج.
“أنا سعيد وفخور جدًا لأنهم اختاروا الهريس لأنه طبق يستحق حقًا.”
وهي تؤمن إيماناً راسخاً بالحفاظ على أصالة المطبخ الإماراتي وتقديمه للعالم دون تعديلات كبيرة.
منى المنصوري
«نغير فقط طريقة التقديم، بدلاً من تقديمها في وعاء وتقديمها على شكل لقيمات صغيرة، حتى تكون مناسبة للاجتماعات والحفلات». شاركت منى اقتراحها لصحيفة الخليج تايمز.
وعبرت إيمان النور، وهي سودانية مقيمة سابقاً في الإمارات، عن سعادتها بإقامتها في العين على مدى 35 عاماً، وخاصة التجارب الرمضانية التي لا تنسى. وتذكرت بحرارة تلقيها أطباق الهريس والكبسة من أصدقائها وجيرانها الإماراتيين قبل غروب الشمس. وحول الطاولة، كان أطفالها المقيمون في الإمارات يتحدثون عن حبهم للهريس وفضولهم حول تحضيره.
“حتى أنني حاولت أن أصنع هريسة لأطفالي في أحد الأيام، فهو يشبه طبق العصيدة السوداني ولكن بدون اللحم والدجاج. قالت إيمان لـ Khaleej Times: “لكنني فشلت لأنه يجب أن تكون لديك اللمسة الإماراتية لتحقيق ذلك”.
وتحدث أحمد هادي، مواطن إماراتي يبلغ من العمر 72 عاماً ويقيم في أبوظبي، عن أهمية الهريس في تعزيز وحدة الأسرة وسعادتها. وأوضح أن الهريسة عادة ما يتم الاستمتاع بها خلال شهر رمضان والمناسبات الخاصة الأخرى. بالنسبة لأحمد، يحتل الهريس مكانًا فريدًا في تقاليد الطهي الخاصة بهم، حيث أنه يحتوي على الزعفران، وهو توابل غير شائعة الاستخدام في أطباق أخرى، مما يضفي لمسة أنيقة على نكهته. على الرغم من أن أحمد لم يقم بإعداد الهريس بنفسه، إلا أنه يقدر أن الطبق حافظ على مظهره وطعمه الكلاسيكي على مر السنين.
ومع حصول الهريس على الاعتراف الدولي، يعبر الإماراتيون مثل أحمد عن ثقتهم في قدرة جيل الشباب على الحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم. إنهم يعتقدون أن مسؤوليتهم الآن هي الحفاظ على هذا التراث الغني ونقله إلى الأجيال القادمة.
لقد بذلنا قصارى جهدنا لتعليم أطفالنا الحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم. والآن حان دورهم للوفاء بهذا الالتزام تجاه أنفسهم وتجاه أطفالهم. أنا لست قلقا، أعلم أنهم سيفعلون ذلك”.