الصورة مستخدمة لغرض التمثيل. الصورة: ملف وكالة فرانس برس
أصبح بإمكان مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة المقيمين في الخارج أو المسافرين الحصول على تنبيهات بشأن الظروف الجوية القاسية من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل منصة جديدة تسمى “نظام الإنذار المبكر للجميع”.
وتهدف وزارة الخارجية من خلال هذه المنصة التي أطلقتها الجمعة، إلى مراقبة أحوال الطقس والكوارث الطبيعية وإبلاغ المواطنين عبر الرسائل النصية.
محمد العبري مدير إدارة الأرصاد الجوية بالمركز الوطني للأرصاد الجوية في مقابلة حصرية مع صحيفة الخليج تايمزوقال معاليه إن المبادرة تأتي في إطار الشراكة بين المركز الوطني للأرصاد ووزارة الخارجية بهدف رفع مستوى الوعي بين مواطني الدولة في الخارج واتخاذ التدابير الاستباقية في حالات الكوارث الطبيعية والمناخية لضمان سلامتهم وأمنهم.
ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
وقال العبري “إنها منصة مصممة لمراقبة والإبلاغ عن جميع الظروف الجوية القاسية والكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل والطقس القاسي والفيضانات والانفجارات البركانية والجفاف. ويمكّن هذا النظام وزارة الخارجية من اكتشاف وتتبع مثل هذه الأنشطة في جميع أنحاء العالم. ونتيجة لذلك، يمكن لوزارة الخارجية تنبيه مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمين على مستوى العالم بشأن أي ظروف جوية قاسية مثل الفيضانات وما إلى ذلك تحدث في بلدان مختلفة”.
بيانات عالمية شاملة في الوقت الفعلي
وقال المسؤول إن المنصة الجديدة، التي تم تطويرها على مدى عدة أشهر، تقدم البيانات العالمية الشاملة في الوقت الفعلي والتاريخي، وأقوى قاعدة بيانات لنماذج التنبؤ، ومحرك التنبؤ الأكثر تقدمًا، وكلها مدعومة بنتائج التحقق الشاملة.
محمد العبري
“توفر المنصة بيانات شاملة، بما في ذلك قراءات من آلاف محطات الأرصاد الجوية في جميع أنحاء العالم، وتتبع درجات الحرارة، وتقدم توقعات لهطول أمطار غزيرة أو عواصف متوقعة في الأيام العشرة المقبلة. الأمر لا يتعلق فقط بالمراقبة؛ بل إنه يعمل أيضًا كنظام إنذار مبكر، مما يساعد في التنبؤ بما ينتظرنا.”
كيف يعمل؟
من خلال توصيل حالة الطقس بأكبر قدر ممكن من الفعالية، تم تطوير “نظام الإنذار المبكر للجميع” مع التركيز بشكل واضح على إعلام الناس بكيفية ولماذا يجب عليهم التصرف لإنقاذ الأرواح وتقليل الخسائر.
وأوضح العبري أن وزارة الخارجية تتابع التنبيهات من غرفة العمليات الخاصة بها على مدار الساعة، مشيرا إلى أنه في حال ظهور تنبيه بالطقس، فسيتم عرضه تلقائيا على شاشاتهم.
وأوضح أن “الخبراء يستطيعون الضغط على التحذيرات من الفيضانات في دولة معينة للوصول إلى كافة التفاصيل ذات الصلة، بما في ذلك شدة الفيضانات وتاريخها وتوقيتها، ثم ترسل وزارة الخارجية رسائل إلى السكان المحليين على هذا الرقم، لإعلامهم بالوضع، بالإضافة إلى التعليمات التي تنصحهم بتوخي الحذر أو اتخاذ الإجراءات اللازمة، وهذا من شأنه أن يساعد مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة المسافرين أو المقيمين في الخارج، بما في ذلك السياح والطلاب والمواطنين العاملين في الخارج، وهذه الخدمة متاحة بالفعل داخل الدولة”.
ما الذي أدى إلى إطلاقه؟
لقد تعرضت مجتمعات في جميع أنحاء العالم إلى الدمار بسبب الكوارث الطبيعية المختلفة، بدءًا من حرائق الغابات المستعرة والعواصف غير المسبوقة وحتى الفيضانات المدمرة.
حذر الخبراء على مستوى العالم مرارا وتكرارا من أنه مع تصاعد أزمة المناخ، قد يتوقع الناس زيادة شدة وتواتر الأحداث المتطرفة مثل الفيضانات والحرائق والأعاصير والزوابع.
وفي هذا الصدد، قال العبري: “بسبب تغير المناخ، شهدنا مؤخرًا تقلبات مناخية شديدة، بما في ذلك زيادة وتيرة الزلازل. لذلك، التقينا بوزارة الخارجية وكانت رغبتهم في فهم كيف يمكننا (المركز الوطني للأرصاد الجوية) تنبيه وتحذير المواطنين الإماراتيين المسافرين والمقيمين في الخارج من هذه الكوارث الطبيعية. في البداية، كانت هذه مهمة صعبة لأن مراقبة جميع البلدان في جميع أنحاء العالم كانت صعبة.
ولمعالجة هذه المشكلة، سعى المركز الوطني للأرصاد الجوية إلى أتمتة العملية أولاً من خلال جمع البيانات على مستوى العالم. “بصفتنا عضوًا في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومع كون المركز الوطني للأرصاد الجوية جزءًا من جمعيات الزلازل الدولية الأخرى، فقد جمعنا بيانات مكثفة. ثم قمنا بتطوير منصة بخوارزمية لإنشاء نظام تحذير يتتبع الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن “تطوير هذا النظام استغرق عدة أشهر وتطلب جهوداً كبيرة، وفي النهاية كانت النتائج مبهرة وحظيت بإشادة كبيرة من وزارة الخارجية”.