Connect with us

Hi, what are you looking for?

الخليج

لقاء النحالين في مهرجان حتا.. حوار الخبرة والشغف في عالم العسل الإماراتي

شهد مهرجان حتا للعسل في نسخته العاشرة إقبالاً كبيراً من الزوار والنحالين والمزارعين الإماراتيين، مما يعكس الاهتمام المتزايد بإنتاج العسل المحلي وتعزيز الأمن الغذائي في الدولة. وقد قامت صحيفة ‘خليج تايمز’ بجولة ميدانية في المهرجان، والتقطت الصحيفة آراء نخبة من رواد هذا القطاع، مسلطة الضوء على قصص نجاح متنوعة ومبادرات تهدف إلى تطوير صناعة العسل في الإمارات. يمثل المهرجان منصة هامة لعرض المنتجات المحلية وتبادل الخبرات بين المهتمين بهذا المجال الحيوي.

أقيم المهرجان في منطقة حتا التابعة لإمارة دبي، واستمر لعدة أيام، مستقطباً مشاركين من مختلف أنحاء الإمارات. وقد ركزت الصحيفة في تغطيتها على تجربتين متميزتين: محمد النعيمي من “مناحل الظاهر” ذائعة الصيت، والمزارع محمد محفوظ الذي شارك في المهرجان لأول مرة هذا العام. تهدف هذه التغطية إلى إبراز التنوع في أساليب الإنتاج والابتكارات التي تساهم في رفع جودة العسل الإماراتي.

أهمية مهرجان حتا للعسل في دعم النحالين والمزارعين

يُعد مهرجان حتا للعسل حدثاً سنوياً بارزاً في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية في دولة الإمارات العربية المتحدة. يهدف المهرجان إلى دعم النحالين والمزارعين المحليين، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم وزيادة إنتاجهم من العسل عالي الجودة. كما يساهم في تعزيز الوعي بأهمية النحل في التلقيح والحفاظ على التنوع البيولوجي.

مناحل الظاهر: خبرة عريقة في إنتاج العسل

تعتبر “مناحل الظاهر” من أقدم وأشهر المناحل في دولة الإمارات، حيث تتمتع بخبرة طويلة في إنتاج مختلف أنواع العسل. أكد محمد النعيمي، صاحب المناحل، على أهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير أساليب التربية لزيادة إنتاجية النحل وتحسين جودة العسل. وأضاف أن المناحل تعتمد على ممارسات مستدامة للحفاظ على البيئة وضمان صحة النحل.

تنتج مناحل الظاهر أنواعاً مختلفة من العسل، بما في ذلك عسل السدر وعسل القحاقيد وعسل البرسيم، وكل نوع يتميز بخصائصه الفريدة ونكهته المميزة. يتم تسويق منتجات المناحل في مختلف أنحاء الدولة، وتحظى بإقبال كبير من المستهلكين الذين يفضلون المنتجات الوطنية.

محمد محفوظ: بداية واعدة في عالم النحل

في المقابل، يمثل المزارع محمد محفوظ حالة جديدة من المهتمين بإنتاج العسل في الإمارات. شارك محفوظ في مهرجان حتا للعسل هذا العام لأول مرة، معرباً عن سعادته بالتجربة وحماسه لتعلم المزيد عن هذا المجال. وأشار إلى أنه بدأ تربية النحل كهواية، ثم قرر تطويرها لتصبح مشروعاً زراعياً مستداماً.

يركز محفوظ على إنتاج عسل عضوي باستخدام أساليب طبيعية وصديقة للبيئة. ويعتمد على زراعة النباتات التي تجذب النحل وتوفر له الغذاء اللازم. ويأمل أن يساهم في تعزيز الأمن الغذائي في الدولة من خلال إنتاج عسل محلي عالي الجودة.

تحديات وفرص تطوير قطاع العسل في الإمارات

على الرغم من التقدم الملحوظ في قطاع العسل في دولة الإمارات، إلا أنه لا يزال يواجه بعض التحديات، مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج وتغير المناخ وتوفر الأراضي الصالحة لتربية النحل. ومع ذلك، هناك أيضاً العديد من الفرص لتطوير هذا القطاع، مثل زيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتوفير الدعم الفني والمالي للنحالين والمزارعين، وتشجيع التسويق للمنتجات المحلية.

تشير التقارير الصادرة عن وزارة الزراعة والثروة السمكية إلى أن إنتاج العسل في الإمارات قد شهد زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، بفضل الجهود المبذولة من قبل الحكومة والقطاع الخاص. وتسعى الوزارة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من العسل بحلول عام 2030، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم النحالين وزيادة إنتاجهم.

بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام متزايد بإنتاج منتجات النحل الأخرى، مثل البروبوليس وشمع العسل وغذاء الملكة، والتي تتمتع بفوائد صحية وجمالية كبيرة. ويساهم هذا التنوع في زيادة الدخل المالي للنحالين والمزارعين، وتعزيز الاستدامة في هذا القطاع.

تعتبر جودة العسل الإماراتي من العوامل الهامة التي تجذب المستهلكين وتساهم في زيادة الطلب عليه. وتحرص المناحل والمزارع المحلية على تطبيق معايير الجودة والسلامة الغذائية، لضمان تقديم منتجات صحية وآمنة للمستهلكين. وتخضع هذه المنتجات لرقابة صارمة من قبل الجهات المختصة.

من المتوقع أن يشهد قطاع العسل في دولة الإمارات المزيد من النمو والتطور في السنوات القادمة، بفضل الدعم الحكومي والاهتمام المتزايد من قبل المستهلكين. وستركز الجهود المستقبلية على زيادة الإنتاج وتحسين الجودة وتطوير التسويق، بهدف تعزيز مكانة العسل الإماراتي في الأسواق المحلية والإقليمية.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة