صورة KT: شهاب
نفذت دولة الإمارات 27 مهمة لاستمطار السحب خلال خمسة أيام، مما أدى إلى زيادة هطول الأمطار على الدولة الأسبوع الماضي.
ووفقا لسلطات إدارة الأرصاد الجوية في البلاد، فإن الأمطار المسجلة الأسبوع الماضي تعادل الأمطار التي تلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة قبل ثلاثة عقود.
وتعرضت البلاد للفيضانات الأسبوع الماضي بعد تساقط غيوم مفاجئة بكثافة، حيث طُلب من الموظفين العمل من المنزل وتحول المدارس إلى التعلم عن بعد.
وفي مقابلة مع صحيفة الخليج تايمز، أكد مسؤول كبير على الدور الحاسم الذي يلعبه تلقيح السحب في تعزيز هطول الأمطار، على الرغم من موجة الشتاء الجافة الأولية.
وقال الدكتور أحمد حبيب، خبير المناخ من المركز الوطني للأرصاد الجوية: “نفذنا 27 عملية تلقيح للسحب خلال الفترة من 11 إلى 15 فبراير، استهدفت السحب ذات الظروف المواتية، والتي تتميز بتيارات صاعدة قوية ورطوبة عالية”. وتهدف هذه المهام إلى تعزيز هطول الأمطار في البلاد.
وقال إن الجزء الشرقي من البلاد استقبل 317 ملم من الأمطار في عام 1988، مضيفاً أن محطة أم الغاف سجلت هذا العام الحد الأقصى من الأمطار الذي بلغ 224.1 ملم.
تؤدي جهود الدولة في تلقيح السحب إلى زيادة سنوية لا تقل عن 15 بالمائة في هطول الأمطار. ويؤدي ذلك إلى توليد إمدادات مياه صالحة للاستخدام تتراوح من 84 إلى 419 مليون متر مكعب من خلال عمليات البذر هذه.
شتاء جاف
تجدر الإشارة إلى أنه قبل بضعة أشهر في ديسمبر 2023، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة انخفاضًا في كميات الأمطار، مما جعل فصل الشتاء أكثر جفافًا مقارنة بالسنوات السابقة خلال نفس الشهر.
ورغم أن البلاد شهدت هطول أمطار، إلا أنها لم تكن غزيرة مثل الأمطار الغزيرة التي شهدتها السنوات السابقة. وكان مسؤولون من NCM قد أبرزوا بعد ذلك أن متوسط هطول الأمطار في ديسمبر الماضي كان أقل مما كان عليه في السنوات السابقة بسبب ضغط النظام الذي يؤثر على الطبقات السطحية والعليا في جميع أنحاء البلاد.
الأسباب الطبيعية لهطول الأمطار
وفي شرح الأسباب الطبيعية بصرف النظر عن عمليات البذر السحابي التي أدت إلى هطول الأمطار الغزيرة الأخيرة، أوضح حبيب أنه في الأسبوع الماضي، شهدت المنطقة تأثير نظام الضغط المنخفض الناشئ من بحر العرب.
وقال: «ترافق ذلك مع كتلة هوائية رطبة أثرت على الطبقة السطحية. وأضاف أن هناك امتداد للمنخفض الجوي القادم من الشرق الأوسط والمتحرك من الشمال الغربي ويترافق مع كتلة هوائية باردة في الطبقة العليا.
وأدى ذلك إلى تشكل السحب الركامية فوق دولة الإمارات، واستمرت لمدة يومين إلى ثلاثة أيام. «الظاهرة بدأت في الجزء الغربي من البلاد وتقدمت تدريجياً شرقاً. ونظراً لوجود التضاريس الجبلية في الشرق، تشكلت المزيد من السحب الركامية، مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة في تلك المنطقة. وبينما شعرت الدولة بأكملها بالتأثير، تأثرت المنطقة الشرقية، بما في ذلك مناطق الفجيرة وكلباء والعين، بشكل خاص. وأضاف حبيب أن هذه المناطق شهدت عواصف برد حتى أبوظبي شهدت هطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية.
التغيرات السريعة في الطقس
وسلط الضوء على أنماط الطقس والتغيرات في درجات الحرارة في دولة الإمارات خلال شهري فبراير ومارس، وقال: «هذا النوع من الطقس معتاد في هذا الموسم. ما زلنا في فصل الشتاء الذي يستمر حتى 21 مارس، مع احتمال هطول الأمطار مرة أخرى، وبعدها يبدأ فصل الربيع. قبل هطول الأمطار، عادة ما تكون هناك كتلة هوائية دافئة تتراكم. وقد بلغت درجة الحرارة القصوى المسجلة مؤخرًا 35 أو 36 درجة مئوية.
وأشار إلى أن المنطقة تتأثر بشكل خاص منذ يوم الأحد بالرياح الشمالية الغربية القادمة من شمال السعودية. “لقد أدى هذا إلى جلب كتلة هوائية باردة من الشمال الغربي. ونتيجة لذلك، يطرأ انخفاض على درجات الحرارة تراوحت بين سبع وعشر درجات في الجزء الغربي ومن درجتين إلى ثلاث درجات بشكل عام. إلا أن مثل هذه التقلبات في درجات الحرارة تعتبر طبيعية خلال هذه الفترة، وتتميز بتناوب الموجات الحارة والباردة.
