تعتبر التهابات المسالك البولية من المشاكل الصحية الشائعة، خاصة بين النساء. قد تتطور هذه الالتهابات بعد ممارسة الجنس في بعض الحالات، ولكن من المهم فهم الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض المشابهة، والتي قد تتراوح بين الانزعاج الخفيف والألم الشديد. هذا المقال يناقش الأسباب المحتملة لتطور التهاب المثانة بعد الجماع، وكيفية التفريق بينه وبين الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مماثلة.
تتلقى العيادات والمستشفيات في جميع أنحاء العالم العديد من الاستشارات المتعلقة بألم المثانة أو أعراض مشابهة لالتهاب المثانة بعد النشاط الجنسي. غالبًا ما تبحث النساء عن تفسير لهذه الأعراض، خاصةً إذا كانت متكررة أو تؤثر على نوعية حياتهن. تشخيص هذه الحالات يتطلب تقييمًا دقيقًا لاستبعاد الأسباب العضوية والنفسية المحتملة.
أسباب التهاب المثانة بعد ممارسة الجنس
تحدث التهابات المسالك البولية، بما في ذلك التهاب المثانة، عادةً بسبب دخول البكتيريا إلى مجرى البول. يمكن أن يحدث هذا بشكل طبيعي، ولكن ممارسة الجنس قد تزيد من خطر دخول البكتيريا، خاصةً عند النساء بسبب قرب فتحة مجرى البول من المهبل والشرج. وفقًا لأخصائيي المسالك البولية، فإن الحركة أثناء الجماع يمكن أن تدفع البكتيريا إلى مجرى البول.
عوامل الخطر الإضافية
بالإضافة إلى ممارسة الجنس، هناك عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المثانة، مثل الجفاف، وعدم التبول بعد الجماع، واستخدام بعض أنواع وسائل منع الحمل، مثل الحجاب الحاجز. كما أن النساء اللواتي يعانين من حالات طبية معينة، مثل مرض السكري أو ضعف الجهاز المناعي، قد يكن أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأعراض التي تشبه التهاب المثانة لا تعني دائمًا وجود عدوى بكتيرية. في بعض الحالات، قد تكون الأعراض ناتجة عن حالة تسمى “متلازمة ألم المثانة” أو “التهاب المثانة الخلالي”.
متلازمة ألم المثانة والحالات الأخرى
يشير الدكتور سيرغي كوروليوف، أخصائي المسالك البولية، إلى أن بعض الحالات قد لا يتم تشخيصها إلا من قبل طبيب نفسي. يخضع المريض لفحص شامل، ولكن التحاليل والفحوصات لا تظهر أي خلل. تُعرف هذه الحالة باسم ألم المثانة، أي ألم في المثانة دون تغيرات التهابية، وقد تكون مرتبطة بالحالة النفسية للمريضة.
وأضاف الدكتور كوروليوف أن الألم قد يكون ناتجًا عن تلف الأعصاب في منطقة المثانة، وتُعالج هذه الحالات بواسطة طبيب نفسي أو طبيب أعصاب. ألم الحوض المزمن هو مصطلح آخر قد يستخدم لوصف هذه الحالة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تشير بعض الأعراض المشابهة لالتهاب المثانة إلى مشكلات نسائية، مثل اختلال التوازن البكتيري المهبلي أو داء المبيضات. كما أن وجود ورم في المثانة يمكن أن يسبب أعراضًا مماثلة.
الأورام قد تسبب أعراضًا مشابهة لالتهاب المثانة، لذا يُنصح بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، خاصة إذا تكررت الأعراض خلال ستة أشهر. قد يوصي الطبيب أيضًا بإجراء تنظير للمثانة. عادةً ما يتطور سرطان المثانة دون أعراض واضحة، وأحيانًا تكون أولى علاماته أعراض التهاب المثانة، أو ظهور دم في البول، وهو أمر يستدعي القلق.
ويؤكد الدكتور كوروليوف على أن تجاهل الأعراض الخفيفة، مثل الشعور بعدم الراحة أو الإحساس المزعج الذي يزول بعد تناول دواء، ليس الحل الأمثل. من الأفضل دائمًا الخضوع للفحص الطبي للتأكد من السبب والعلاج المناسب. صحة المثانة تتطلب اهتمامًا مبكرًا بأي تغييرات في وظائفها.
من الجدير بالذكر أن التشخيص الدقيق لالتهاب المثانة وأسبابه المحتملة يتطلب استشارة طبية. يمكن للطبيب إجراء الفحوصات اللازمة واستبعاد أي حالات أخرى قد تسبب أعراضًا مماثلة. العلاج يعتمد على السبب المحدد وقد يشمل المضادات الحيوية، أو الأدوية المضادة للالتهابات، أو العلاج النفسي، أو إجراءات أخرى.
المصدر: gazeta.ru
إقرأ المزيد