أظهرت تحذيرات صحية حديثة أن انخفاض درجة حرارة الجسم يشكل خطرًا متزايدًا على الصحة العامة، خاصةً مع التقلبات الجوية الشديدة. وأكد الخبراء أن التعرض للبرد لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع حالات الطوارئ المتعلقة بمشاكل القلب والأوعية الدموية خلال فترات الطقس البارد. وتدعو وزارة الصحة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.
مخاطر انخفاض درجة حرارة الجسم على القلب والأوعية الدموية
وفقًا للدكتورة آنا خاتشيروفا، تحدث مشكلة انخفاض حرارة الجسم عندما يفقد الجسم حرارته بوتيرة أسرع من قدرته على إنتاجها. يمكن أن يحدث هذا نتيجة التعرض المباشر للماء البارد، أو البقاء في الخارج لفترات طويلة في الطقس المتجمد، أو حتى بسبب الرياح القوية التي تزيد من فقدان الحرارة.
تعتمد آلية تأثير البرد على الجسم بشكل أساسي على تشنج الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف الخارجية. هذا الانخفاض في تدفق الدم يمكن أن يؤثر سلبًا على الدورة الدموية للأعضاء الداخلية، بما في ذلك القلب والدماغ.
يُعتبر القلب من الأعضاء الأكثر حساسية للتغيرات المفاجئة في درجة الحرارة. يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى اضطرابات في الإشارات الكهربائية للقلب، مما يزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب. بالإضافة إلى ذلك، فإن تضيق الأوعية الدموية يزيد من العبء على عضلة القلب، مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالات الموجودة مسبقًا.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجي، هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة نتيجة انخفاض حرارة الجسم. وتشمل هذه المضاعفات احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية) والسكتة الدماغية.
ومع ذلك، فإن تأثير انخفاض حرارة الجسم لا يقتصر على القلب والأوعية الدموية. فقدان حرارة الجسم يمكن أن يضعف جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى والالتهابات المختلفة.
كيفية الوقاية من انخفاض حرارة الجسم
تؤكد الدكتورة خاتشيروفا على أهمية اتخاذ تدابير وقائية بسيطة ولكنها فعالة. ويشمل ذلك ارتداء ملابس دافئة متعددة الطبقات، وحماية الرأس واليدين والقدمين، وتجنب التعرض الطويل للبرد.
بالإضافة إلى ذلك، ينصح بتجنب تناول الكحول في الطقس البارد، حيث يمكن أن يتسبب في توسع الأوعية الدموية وبالتالي زيادة فقدان الحرارة. كما يجب الحذر من الإرهاق والعمل المفرط في البرد، حيث يمكن أن يضعف قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته.
من المهم أيضًا الانتباه إلى علامات انخفاض حرارة الجسم، مثل الرعشة الشديدة، والتعب، والارتباك، وصعوبة الكلام. إذا ظهرت أي من هذه العلامات، يجب طلب المساعدة الطبية على الفور.
تتوقع الجهات الصحية استمرار التقلبات الجوية خلال الأسابيع القادمة، مما يستدعي الحذر المستمر واتخاذ الاحتياطات اللازمة. سيتم نشر تحديثات إضافية حول المخاطر الصحية المرتبطة بالطقس البارد والإجراءات الوقائية الموصى بها من قبل وزارة الصحة.